تنامي إحباط طالبان مع استمرار عدم الاعتراف بنظامها

كابول- دعا زعيم كبير لحركة طالبان المجتمع الدولي إلى الاعتراف بها بوصفها الحكومة الأفغانية الرسمية، بينما يتنامى الإحباط بين الإسلاميين، إذ لا يزال نظام طالبان غير معترف به من قبل دول العالم منذ سيطرتها على السلطة مجددا العام الماضي.
وقال وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني خلال كلمة أمام حشد في إقليم خوست الأحد “من الجيد لهم (المجتمع الدولي) إقامة علاقات دبلوماسية مع أفغانستان. هم يحتاجون إلينا ونحن نحتاج إليهم”.
وأضاف “غدا إذا احتاجوا إلينا بشأن مسألة، فأي المبادئ والصيغ سيتحدثون معنا استنادا إليها”. كما طلب من الولايات المتحدة الإفراج عن مليارات من الدولارات من الأصول الأفغانية المجمدة في بنوك غربية.

سراج الدين حقاني: من الجيد للمجتمع الدولي إقامة علاقات دبلوماسية معنا
وأفغانستان التي طالما اعتمدت على تمويل دولي لسد احتياجاتها، غارقة في أزمة اقتصادية منذ أن جمدت الولايات المتحدة نحو سبعة مليارات دولار من أصولها في الخارج، رصدت نصفها لعائلات هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ولم تعترف أي دولة بعد بحكومة طالبان، فيما تراقب الدول الغربية الوضع عن كثب لمعرفة الطريقة التي سيحكم المتشددون الإسلاميون البلاد من خلالها، بعدما عُرفوا بانتهاكهم لحقوق الإنسان في ولايتهم الأولى من العام 1996 حتى 2001.
لكن دول العالم تواجه مهمة حساسة تتمثّل في محاولة إيصال المساعدات لدعم الاقتصاد المنهار مع مراعاة عدم دعم نظام طالبان، علما أن العديد من وزراء حكومة طالبان المؤقتة موجودون على قائمة العقوبات الدولية.
وكثف المجتمع الدولي المساعدات الإنسانية التي تستهدف تلبية الاحتياجات الملحة، لكن في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة نقدية ومن تدهور الوضع الاقتصادي خلال فصل الشتاء القاسي يسقط الملايين من الأفغان في براثن الفقر.
وقالت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا ليونز إن “الأزمة الاقتصادية الأفغانية تمثل مشكلة خطيرة يتعين على جميع الدول العمل على معالجتها”.
وأضافت “الأمم المتحدة تعمل على إنعاش اقتصاد أفغانستان ومعالجة المشكلات الاقتصادية بشكل أساسي”.وقال أمير خان متقي القائم بأعمال وزير الخارجية إن “حكومة طالبان تسعى لإقامة روابط اقتصادية مع المجتمع الدولي”.
وأضاف “المساعدات الإنسانية حل قصير الأمد للمشكلات الاقتصادية، لكن المطلوب لحل المشكلات في الأجل الطويل هو تنفيذ مشروعات للبنية التحتية”.
ومنذ عودتها إلى الحكم في منتصف أغسطس الماضي، منعت حركة طالبان التظاهرات المناهضة لها وفرضت الحصول على إذن مسبق لتنظيم تجمّعات، وغالبا ما يفرق مقاتلوها المتظاهرين، خصوصا النساء اللواتي ينظمن بين الحين والآخر احتجاجات ضد الحركة وإن بأعداد محدودة.
وفرضت الحركة خلال الأشهر الماضية إجراءات أعادت إلى الأذهان القيود المشددة التي كانت تفرضها خلال الفترة الأولى من حكم طالبان في التسعينات.

ديبورا ليونز: الأزمة الاقتصادية الأفغانية تمثل مشكلة خطيرة يتعين على جميع الدول العمل على معالجتها
ومنعت الحركة الموظفات في مؤسسات الدولة من العودة إلى أعمالهنّ، كما طلبت من المحطات التلفزيونية عدم بث مسلسلات تظهر ممثلات نساء، وفرضت على الإعلاميات ارتداء الحجاب على الشاشة.
وحظرت طالبان على النساء الخروج في رحلات طويلة دون محرم، كما لا تزال المدارس الثانوية مغلقة أمام الفتيات في محافظات عدة. وتصر الحركة على أنها ستحترم الحريات وحقوق المرأة، لكن في إطار الشريعة الإسلامية.
كما حظرت طالبان عزف الموسيقى غير الدينية ومنعت ظهور أشخاص في الإعلانات، وأمرت القنوات التلفزيونية بوقف عرض أفلام ومسلسلات تظهر نساء غير محجبات، وطلبت من الرجال ارتداء اللباس التقليدي وإطلاق لحاهم.
ودعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه حركة طالبان إلى التمثل بدول إسلامية أخرى لتحسين حقوق النساء في سياق ديني.
وخلال مناقشة عاجلة في مجلس الأمن لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن وضع الفتيات والنساء في أفغانستان، قالت باشليه إنهن “يواجهن أكبر وأسرع تراجع في حقوقهن منذ عقود”.
وحثت باشليه طالبان على “التواصل مع البلدان ذات الأغلبية المسلمة والتي تملك خبرة في تعزيز حقوق النساء والفتيات، كما هي مضمونة في القانون الدولي في ذلك السياق الديني”.