تمديد مهمة صوفيا لمراقبة المهاجرين

نيويورك - مدّد مجلس الأمن الدولي بالإجماع لمدة عام التفويض الممنوح لعمليّة صوفيا الأوروبية لمراقبة سفن قبالة ليبيا يشتبه في أنها تهرّب مهاجرين.
ويأتي هذا القرار في وقت ترفض فيه الدول المشاركة في العملية منذ شهر مارس الماضي تسيير قوارب في البحر لإجراء عمليات المراقبة.
وترجع هذه الدول قرارها إلى عدم صياغة اتفاق بشأن إنزال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في عرض البحر، ومنذ مارس تقتصر عمليات صوفيا على المراقبة الجوية. وبعد التصويت، أعرب السفير الروسي فلاديمير سافرونكوف عن أسفه لأنّ مهمّة صوفيا، بغياب سفن، “لم تَعُد عملياتية” بسبب عدم وجود اتّفاق في بروكسل، وهذا يشكّل “مشكلة”.
وأضاف أنّ موسكو تدعم إعادة تنشيط العنصر البحري في عمليّة صوفيا، بحسب ما كان طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ويرى مراقبون أن تفاقم الوضع في ليبيا بات يمثل خطرا أمنيا واستراتيجيا على أوروبا. واستغل المهربون انتشار الميليشيات في العاصمة طرابلس وغيرها من المدن التي يقاتلها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتنشيط خلاياهم أكثر.
ويشير متابعون إلى أن أوروبا باتت تخشى أكثر من أي وقت مضى تسلل جماعات إرهابية مع المهاجرين، وهو ما يفرض عليها تشديد الرقابة على القوارب قبل الموافقة على إنزال هؤلاء.
ودان مجلس الأمن كل عمليات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، التي تتخذ من ليبيا ومياهها وجهة أو نقطة للانطلاق أو منطقة عبور، وذلك في نص القرار الذي تبنته الأمم المتحدة.
وجاء في نص القرار الذي صاغته المملكة المتحدة أن عمليات التهريب هذه “تضعف أكثر فأكثر عملية إرساء الاستقرار في ليبيا، وتعرض للخطر حياة مئات الآلاف من الأشخاص”.
وتزداد مخاوف الأوروبيين أكثر مع استمرار الصراع الدائر على تخوم العاصمة طرابلس ما يهدد بهروب مهاجرين من مراكز الاحتجاز وعبورهم إلى الضفة الأخرى من المتوسط.
وكانت مدينة سبها والجنوب الليبي مقصدا لبارونات التهريب نظرا إلى طبيعة المدينة الصحراوية حيث تعد معبرا للمهاجرين غير الشرعيين.
ومع دخول الجيش الوطني إلى المدينة وبداية حملته العسكرية في الجنوب بهدف تطهيره من الإرهاب في 17 يناير لاحظت عدة منظمات حقوقية تراجع نشاط المهربين في هذه المناطق مع انخفاض أعداد المهاجرين الوافدين إليها.
ويعود هذا التراجع إلى انطلاق إصلاحات الجيش في الجنوب حيث شرع منذ دخوله في إعادة تفعيل المؤسسات الحيوية لاستعادة الاستقرار فيها.
ودعا الجيش، بعد استعادته سبها، جهاز مكافحة الهجرة الذي توقف منذ 2014 إلى استئناف نشاطه.
وجهاز مكافحة الهجرة في ليبيا هو جهاز يتبع الشرطة تتمثل مهامه في ضبط المهاجرين الذين يتسللون إلى أراضي البلاد بغية العبور إلى أوروبا وإعادة ترحيلهم إلى بلدانهم.
وتتوافر لدى هذا الجهاز مراكز احتجاز يقبع فيها هؤلاء المهاجرون حتى ترحيلهم. واتُّخذ قرار إنشاء عملية صوفيا البحرية عام 2015 بعد غرق سفينة قبالة جزيرة لامبيدوسا أودى بحياة 800 شخص.
وتستضيف ليبيا في الوقت الراهن أكثر من 800 ألف مهاجر، يقبعون في مراكز الاحتجاز التي تطالها بدورها عدة انتقادات، لاسيما من المنظمات الحقوقية الدولية، بشأن الكتائب التي تسيطر على هذه المراكز ومعاملتها لهؤلاء المهاجرين.