تمديد الدعم الدولي لليمن في نزع ألغام زرعت بلا خرائط

عدن - أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أن الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام، وافقت السبت على تمديد تقديم الدعم لليمن في مجال نزع الألغام لمدة خمس سنوات.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام أمين العقيلي قوله إن الموافقة جاءت خلال مؤتمر حظر الألغام المنعقد في جنيف بسويسرا بمشاركة الحكومة اليمنية، "نظرا لجهودها وإيفائها بالتزاماتها تجاه اتفاقية حظر الألغام".
ودعا العقيلي في كلمة اليمن الدول المشاركة في المؤتمر والمنظمات الدولية إلى ممارسة ضغوط على جماعة الحوثيين لتسليم خرائط الألغام التي زرعتها في محافظات البلاد.
ووقّعت 164 دولة على اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام وعارضتها دول أخرى من بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين وبولندا، وهي تفرض حظرا شاملا على استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد. وبدأ سريان الاتفاقية عام 1999.
وتقول الحكومة اليمنية إنها بحاجة إلى 48 مليون دولار لتمويل نزع الألغام التي زرعها الحوثيون منذ بداية الحرب قبل ثماني سنوات، فيما ينفي الحوثيون ذلك الاتهام.
وتتناثر في العديد من المدن اليمنية الآلاف من الألغام التي زرعتها أطراف الحرب المستمرة منذ مطلع عام 2015، في مناطق تشهد معارك بين مقاتلي حركة الحوثي المدعومة من إيران والقوات اليمنية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا والتي تساندها السعودية.
ووثق المرصد اليمني للألغام مقتل وإصابة 273 مدنيا نتيجة ألغام الحوثي ومخلفات الحرب في العديد من محافظات البلاد، وذلك خلال فترة الهدنة الأممية في اليمن، التي استمرت لنحو 6 أشهر وانتهت في الثاني من أكتوبر الماضي.
وكان المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام "مسام" أعلن في نوفمبر الحالي انتزاع 716 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوات ناسفة، زرعتها جماعة الحوثي خلال الأسبوع الثاني من نوفمبر، في عدد من المحافظات اليمنية.
وأوضح "مسام" في بيان أن من بين الألغام المنزوعة 3 ألغام مضادة للأفراد و104 ألغام مضاد للدبابات، و606 ذخائر غير متفجرة، و3 عبوات ناسفة.
وأشار إلى أن إجمالي الألغام والذخائر المنزوعة منذ بداية الشهر الجاري بلغت 1835 لغما وذخيرة وعبوة ناسفة، فيما بلغ عدد الألغام التي نزعت منذ بداية مشروع "مسام" حتى الآن، 371 ألفا و952 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة زرعتها جماعة الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات.
وبحسب بيانات المشروع فإن الألغام جرى تعديل فعاليتها ومظهرها، فبعضها يظهر بأشكال مختلفة كجهاز منزلي شائع الاستخدام أو صخرة أو جذع شجرة.
وتتهم الحكومة وتقارير حقوقية جماعة الحوثيين بزرع الآلاف من الألغام، إذ يعمد مسلحوها إلى زرع الطرقات والأحياء السكنية بالألغام لإعاقة تقدم القوات الحكومية في المعارك، وهي إستراتيجية عسكرية غالبا ما تنجح في الحفاظ على سيطرتهم الميدانية.
ووفقا لمركز أبحاث التسلح والصراعات، فإن ألغاما من طراز "بي.بي.أم - 2" و"تي.أم - 57" صُنعت في ألمانيا الشرقية والاتحاد السوفياتي أوائل الثمانينات، وُجدت بشكل كبير في اليمن، مما يشير إلى أن الحوثيين حصلوا عليها من مخازن الجيش حين سيطروا على البلاد.
ويقول المركز الممول من جانب الاتحاد الأوروبي، إن إلى جانب هذين النوعين، فقد زرع الحوثيون 3 أنواع أخرى من الألغام التي صُنعت محليا بأعداد كبيرة.
وتعد محافظتا مأرب والحديدة من أكثر المناطق تأثرا بالألغام، بسبب تضاريسهما المفتوحة، كما أنهما كانتا بؤرة قتال مستعر لسنوات بين القوات الحكومية والحوثيين، مما جعل أراضيهما مساحات واسعة لحقول الألغام.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إن استخدام الحوثيين الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي قتل وجرح المئات من المدنيين، ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة، ويشكل خطرا على المدنيين بعد فترة طويلة من توقف القتال.