تمثال بتمثال.. مشاهد تحطيم تماثيل الأسد تذكّر العراقيين بإسقاط تمثال صدام

"ما أشبه اليوم بالأمس"، كان هذا التعليق الأكثر تكرارا بين مستخدمي مواقع التواصل؛ إذ أعادت مشاهد إسقاط السوريين لتماثيل الرئيس السابق بشار الأسد وعائلته إلى ذاكرة العراقيين مشاهد مماثلة بعد إسقاط الرئيس الراحل صدام حسين، وسط تحذيرات للسوريين من مصير مماثل لبلدهم.
دمشق/بغداد - ترددت أصداء إسقاط جموع من السوريين تماثيل لأفراد من عائلة الأسد، التي حكمت البلاد لأكثر من خمسة عقود، في العراق حيث أعادت الناشطين إلى الوراء 21 عاما عصر يوم الأربعاء 9 أبريل 2003 حين استخدم كاظم الجبوري مطرقة في تحطيم تمثال الرئيس الراحل صدّام حسين الكائن في ساحة الفردوس بقلب العاصمة العراقية.
وفي العاصمة دمشق هلّل الناس، وهم يضعون أقدامهم على تمثال لرأس الرئيس الأسبق حافظ الأسد، في لحظة رمزية جدا لبلد حكمته عائلة الأسد بقبضة حديدية منذ خمسة عقود. وقام سوريون بإسقاط التمثال الواقع في ساحة عرنوس، قبل تحطيمه والدوس عليه وضربه بالعصي، وفق ما أظهره مقطع فيديو، وسط مشاهد فرح عارم بعد إعلان الفصائل المعارضة المسلحة دخول دمشق وإسقاط الرئيس بشار الأسد.
واعتبر العديد من المتابعين أن إسقاط هذه التماثيل ذات الأبعاد الرمزية يشكل إحراجا لـ”محور المقاومة” الذي تقوده إيران، بوصف الأسد من أبرز أطرافه. ورأى معلقون أن أكبر إحراج لإيران يتمثل في أن السوريين هم من أسقطوا تماثيل آل الأسد بينما تمثال صدام حسين أسقطه الأميركيون.
وأجرى ناشطون مقارنة بين الحدثين التاريخيين في كل من دمشق وبغداد، محذرين السوريين من مصير مشابه لما جرى في العراق مع سيطرة الميليشيات الطائفية والمتطرفين والانفلات الأمني والفوضى التي اجتاحت البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين، وجاء في تعليق مرفق بصورة للمشهدين:
Hazem_Tawfek77@
الصورة رقم “1” تحطيم تمثال الرئيس الراحل #صدام_حسين #ببغداد والصورة رقم “2” تحطيم تمثال الرئيس الراحل #حافظ_الأسد بـ#اللاذقية، ما بين الأمس واليوم لا يوجد فرق حيث تنتظر سوريا نفس مصير العراق، كان يجب على الشعب السوري التعلم من الشعب العراقي ورفْض تسليم أرضهم للمحتل والإرهابيين.
وقال آخر:
Alanaziski@
سقط تمثال صدام في بغداد فسقطت بغداد. أتمنى ألا يكون مصير #سوريا كمصير #العراق، دولة ميليشيات، طائفية، عنصرية عرقية_قتل على الهوية، شعوب متباغضة كل ينتظر فرصته للانقضاض عل رقبة جاره وشريكه في الوطن. تسقط الأنظمة فتسود الفوضى.
وجاء في تعليق:
SalmannKw@
ما أشبه اليوم (8 ديسمبر 2024) إسقاط تمثال حافظ الأسد بالبارحة (8 أبريل 2003) إسقاط تمثال صدام حسين “ساحة الفردوس”،
قالها المرحوم الشيخ صباح الأحمد ناصحا ومحذرا بشار الأسد في اجتماع بقصر بيان بعد سقوط صدام.
يقال بأن #البعث_حية_برأسين وقد قطع الرأس في بغداد فانتبهوا! #سقوط_نظام_بشار
واعتبر ناشطون أن سقوطيْ النظامين جاءا لأسباب متشابهة في حين أن مصالح الفاعلين ومن وراءهم مختلفة:
Oran31_Bethioua@
#سقوط_تمثال #صدام_حسين
#سقوط_تمثال #حافظ_الأسد
#سقوط_بشار_الأسد
لا فرق بين سقوطيْ النظامين .. كلاهما كانا ظالمين ولكن من أسقط صدام حسين لم يفعل ذلك بسبب ظلمه لشعبه بل بسبب تعارض مصالحه معه، كما أن الشعب العراقي منذ سقوط صدام إلى اليوم ازداد عليه الظلم، بل والتخلف والصراعات الداخلية.
ناشطون يجرون مقارنة بين سقوطيْ النظامين اللذين تشابها في الأسباب واختلفا في مصالح الفاعلين ومن وراءهم
وعبر آخر عن حزنه لما حدث في العراق بعد نشوة الفرح بسقوط صدام وحذر السوريين من مصير مشابه:
I_OMAR2025@
حالما شاهدت تحطيم تمثال حافظ الأسد تذكرت تحطيم تمثال صدام حسين، التاريخ يعيد نفسه بقوة والشعوب العربية مازالت تتخذ نفس ردة الفعل.
قالوا لنا لا شيء أسوأ من صدام حسين، والشعب العراقي فرح واحتفل، وقد كان يسلم بلاده إلى غاز ومحتل وفصائل إرهابية.
وقال آخر:
ManeaNaji21071@
ما الذي جرى في سوريا؟ إنه نفس المنظر ونفس الحالة التي حصلت في بغداد؛ تحطيم تمثال صدام حسين يقابله تحطيم تماثيل الأسد.
وهل أميركا تكفر عن ذنبها.. وأن بغداد تساويها دمشق؛ واحدة بواحدة. هكذا تبدو الحالة. وما خفي كان أعظم.
وقال ناشطون إن هذه المشاهد ذكرتهم بما حصل سابقا في العراق حيث أسقطت مدرّعة أميركية تمثالا للرئيس السابق صدام حسين بمساعدة جمع من العراقيين المبتهجين يوم سقوط بغداد في أيدي التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، وعلق أحدهم قائلا:
BPinK156@
محافظة طرطوس ذات الغالبية الشيعية العلوية تسقط تمثال الأسد وسكانها يضربون التمثال بالأحذية؛ نفس المشاهد حين سقط صدام حسين في العراق.
حزب البعث بكل فروعه، العراقي والسوري واللبناني، إلى مزبلة التاريخ.
وحكم حافظ الأسد سوريا منذ عام 1971 حتى وفاته عام 2000 حين خلفه ابنه بشار. ومنذ عام 2011 قاد بشار الأسد حملة قمع للاحتجاجات الشعبية السلمية المنادية بالحرية، قبل أن تتحوّل إلى نزاع مسلّح تطوّر إلى واحدة من أكثر حروب القرن فتكا، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين.
ووصل حافظ الأسد إلى السلطة بانقلاب في عام 1970، وأنشأ نظاما صارما يمكن بموجبه سجن أو قتل أي شخص يشتبه في معارضته له.
وبعد فترة طويلة من وفاته، بقيت تماثيله وصوره رمزا قويا لقبضة عائلة الأسد على سوريا. وألصقت صوره على الجدران وعلّقت في المؤسسات والمكاتب والمدارس في كل أنحاء البلاد، وبعضها صور مشتركة مع ابنه.
لكن المشهد الأحد كان مختلفا تماما. فقد حمل سوريون في دمشق تلك الصور طالبين من المارة “البصق عليها”، فيما رفع آخرون علامة النصر، بينما كان مقاتلون يجوبون شوارع العاصمة ويطلقون أعيرة نارية ابتهاجا.
وقال أحد المارة “الحمد لله نحن فرحون من دون هذا النظام الظالم. الآن أصبح لنا مستقبل.”
وأعرب آخر عن فرحته “للخلاص من الظلم والفساد (…)، لكننا اليوم نريد في المرحلة المقبلة قبل كل شيء أن ننعم بالطمأنينة والهدوء والتفكير بعقلانية وعدم الانجرار إلى الفوضى.”
وحتى قبل إعلان الفصائل المعارضة دخولها دمشق، أسقطت تماثيل لحافظ الأسد في مدن أخرى من البلاد. ففي مدينة جرمانا في ريف دمشق أسقط متظاهرون تمثالا لحافظ الأسد وهم يهتفون ويصفقون، وفق ما أظهرته صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حلب (شمال) أظهرت صور أشخاصا وهم يسقطون تمثالا لباسل، شقيق بشار الأسد، وكذلك تمثالا لوالدهما.
وفي درعا (جنوب) كان مقاتل من المعارضة يقود دراجة نارية ساحبا خلفه تمثالا مخلوعا لحافظ الأسد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتحطيم السكان “تمثالا لحافظ الأسد في مدينة طرطوس” (غرب)، مضيفا أنهم “حطموا تمثالا آخر” له كذلك في ساحة في مدينة اللاذقية، وسط احتفالات “ابتهاجا” برحيل بشار الأسد في عدد من بلدات الساحل السوري التي تعتبر معقل الطائفة العلوية، الأقلية التي تتحدّر منها عائلة الأسد.
وقال عدي الخطيب، أحد سكان طرطوس، “تمّ تدمير تمثال للرئيس الأسبق حافظ الأسد كان موجودا على دوّار الرئيس”، وهو ساحة في المدينة.
وفي مدينة حماة (وسط) حيث ارتكب الأسد الأب مجزرة عام 1982، هلّل مقاتلون من المعارضة في وقت سابق فيما كانوا يسقطون تمثالا له عند سيطرتهم على المدينة.