تمارين الضغط تقوي العضلات والقلب

برلين - كشف عدد من مدربي اللياقة والأطباء أن القدرة على إكمال تمرين الضغط 40 مرة تعني امتلاك قلب قوي لا يمرض.

وتوصلت دراسة حديثة، نشر نتائجها موقع دويتشه فيله الألماني، إلى أن القدرة على ممارسة تمرين الضغط تعتبر مؤشرا على صحة القلب والأوعية الدموية. واعتمدت الدراسة على تقييم بيانات اختبارات اللياقة البدنية للعديد من الأشخاص في فترة زمنية طويلة.

يقول خبراء في مجال الطب الرياضي إن القدرة على القيام بتمرين الضغط من عدمها يمكن أن تصبح مؤشرا على قياس صحة القلب بالخصوص. وأوضحوا، في تقرير نشر في صحيفة إندبندت البريطانية، أن الرجال في منتصف العمر الذين لا يستطيعون إكمال عشرة تمارين ضغط يرتفع خطر إصابتهم بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وربطت الدراسة الصادرة عن جامعة هارفارد بين القدرة على القيام بتمرين الضغط لأكثر من أربعين مرة خلال دفعة واحدة وبين انخفاض خطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 96 بالمئة خلال السنوات العشر المقبلة.

واعتمدت النتائج على تقييم بيانات من اختبارات اللياقة لأكثر من ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 21 و66 عاما في ولاية إنديانا الأميركية، وذلك في الفترة الممتدة بين سنتي 2000 و2007، إذ تم استخدام السجلات الطبية لهؤلاء الأشخاص بهدف معرفة صحة القلب والشرايين.

وقال المشرف على الدراسة جاستن يانغ، من كلية هارفارد للطب، إن النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسة توضح أن القدرة على ممارسة تمارين الضغط ربما تساعد على تقييم مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

الذين يمارسون نشاطا بدنيا مرة واحدة في الأسبوع على الأقل يكونون أكثر سعادة من الذين لم يمارسوا أي نشاط

كما تشير الكلية الأميركية للطب الرياضي إلى أنه يمكن للإنسان البدء بملاحظة التقدم على حجم عضلاته وقوتها واختلاف شكل جسده عند ممارسة تمارين الضغط التقليدي من بين مجموعتين إلى أربع مجموعات، بشرط أن تتراوح عدد التكرارات في كل مجموعة ما بين الـ8 والـ15 تكرارا، وبالطبع يمكن زيادة المجموعات أو التكرارات، بحسب القدرات الرياضية لكل شخص.

وكانت دراسة سابقة نشرتها مجلة “السعادة” (ذو جورنال أوف هابنيس)، قد توصلت إلى أن أولئك الذين يمارسون نشاطا بدنيا مرة واحدة في الأسبوع على الأقل يكونون أكثر سعادة من الأشخاص الذين لم يمارسوا أي نشاط بدني.

وأضافت الدراسة نفسها الصادرة عن جامعة ميتشغان أن ممارسة الرياضة ترفع من مستوى الصحة النفسية الإيجابية للناس، فضلا عن مساهمتها في التقليل من بعض المشاعر السلبية مثل الاكتئاب والقلق.

تساهم تمارين الضغط في تحديد وتقسيم عضلات الجسم، خاصّة في منطقة البطّن والأكتاف، وكذلك لدى الأشخاص الّذين يريدون بناء عضلات اليدين والأكتاف، حيث أن تمرين الضغط يساعد في تقوية عضلات اليدين والبطن والصدر، وبناء الأجسام عند الرياضيين.

ويعتمد تمرين الضغط على الاستلقاء على البطن بشكل مستقيم، مع الحفاظ على حياد واستقامة العمود الفقري، ثم يقوم المتدرب بالنزول على البطن بالاعتماد على الذراعين والضغط عليهما، ما يولد زخما كبيرا في تلك المنطقة، ويزيد من قوة تلك العضلات في منطقتي الذراعين والكتفين والصدر والظهر أيضا.

كما تساعد تمارين الضغط على تقوية العضلة ثنائية الرؤوس وعضلات أسفل الظهر، وتقوية عضلات الركبتين، وتقوية أوتار الركبة والعضلات الرباعية.

وتزيد تمارين الضغط وزن الجسم بسبب تأثيرها الإيجابي على الدورة الدموية وعملية التمثيل الغذائي، حيث يساعد هذا النوع من التمارين في تنشيط عمل الرئتين وتسريع دوران الدم في الأوعية الدموية حاملا معه كميات أكبر من الأوكسجين والغذاء إلى الخلايا، الأمر الذي يسهم في نموّ الخلايا وانقسامها بشكل أفضل وأسرع، والزيادة في حجم العضلات في مختلف مناطق الجسم.

كما أنّ ممارسة تمارين الضغط تزيد من ضخ هرمون النمو في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن نمو العضلات، أما الزيادة التي تحدث في الوزن هنا فتكون زيادة في كتلة العضلات المشكّلة للجسم، أي زيادة في الكتلة العضليّة للجسم وليست زيادة في نسبة دهون الجسم، لذلك فهي تعد زيادة وزن صحية، ويمكن ملاحظتها من خلال زيادة حجم العضلات ووضوح خطوطها وتقسيماتها.

يقول مدربو اللياقة إن هناك الكثير من التقنيات التي يمكن إضافتها إلى تمارين الضغط لتجعلها أكثر فاعلية وقوة، ومن بينها:

* استخدام الكرة في تمارين الضغط، وذلك بوضع كل يد على حدة على الكرة أثناء ممارسة تمرين الضغط والقيام بأداء التمرين بيد على الأرض والأخرى فوق الكرة ثم تغيير مكان الكرة إلى اليد الأخرى والقيام بنفس عدد التكرارات.

•  تمرين اليد الواحدة وهي طريقة تتناسب مع المحترفين دون غيرهم وتعد الأقوى والأصعب على الإطلاق والأكثر فاعلية بالنسبة إلى عضلات الساعدين والصدر والكتف وخاصة عضلات الذراع.
•  تمرين رفع الساق وهي طريقة يتم فيها رفع الساق إلى الأمام ولها عدة مميزات، فهي تستهدف عضلات الفخذ  الخلفية وعضلات الظهر السفلية والساقين وتمدد أوتار الركبة، كما أن الوضع المنحني إلى الأمام للجسم يزيد الضغط وصعوبة التمرين على عضلات الصدر والكتف إلى جانب عضلات الذراع، وهو ما يحقق نتائج أفضل.
•  تمرين الضغط مع التصفيق ويقتضي في كل مرة أن يرتفع المتدرب ثم يصفق ويعيد يديه إلى الأرض مجددا، وبالتأكيد سيحتاج إلى المزيد من التوازن والتركيز للرجوع إلى وضع البداية من جديد.

جدير بالذكر أنه رغم الفوائد الكثيرة لتمارين الضغط تظل هذه التدريبات خطرة بعض الشيء على الذين لم يقوموا ببعض التمارين الإحمائية وللمبتدئين الذين يجهلون سبل السلامة عند ممارستها.