تل أبيب تخشى امتداد التوتر في القدس إلى مدن الداخل

تزايد الهجمات الدامية في إسرائيل يؤرق أجهزة الأمن.
الجمعة 2022/04/22
استنفار أمني داخل إسرائيل لا يبدد المخاوف

يتفق محللون على أن البلدات العربية داخل إسرائيل ليست بمعزل عن التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس والضفة الغربية. وتواجه الحكومة الإسرائيلية تحدي منع انفلات الأوضاع داخل مدن الداخل مع اتساع رقعة التوتر في القدس.

القدس - تتخوّف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمال امتداد التوترات في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية إلى المدن العربية في الداخل كما حدث قبل عام، فيما تواجه الدولة العبرية تحديا أمنيا جديدا بعد تزايد الهجمات داخل مدنها والتي أشادت بها حركة حماس واعتبرتها ردا على الاقتحامات في المسجد الأقصى.

وداخل إسرائيل يوجد 1.9 مليون عربي يشكلون 21 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ 9.4 مليون نسمة.

وخلال جلسة لتقييم الوضع عُقدت الأربعاء أفاد ممثل للشرطة الإسرائيلية بأنه جرى اعتقال 57 من عرب إسرائيل (فلسطينيون يحملون الجنسية الإسرائيلية) في الأيام الأخيرة، معظمهم اعتقلوا بتهمة إلقاء الحجارة وإغلاق شوارع وانتهاك النظام العام، وهم من سكان وادي عارة والناصرة وأم الفحم والفريديس (مدن وقرى عربية داخل إسرائيل).

وأعرب جميع المسؤولين الأمنيين أثناء الجلسة عن قلقهم من إمكانية أن تتسبب شرارة واحدة في اشتعال الأوضاع في المدن العربية داخل إسرائيل، كما حدث العام الماضي، حتى وإن لم يكن مخططا لذلك. وفي 2021 امتد التوتر من المسجد الأقصى إلى البلدات والمدن العربية داخل إسرائيل، ونشبت مواجهات واسعة، كما نشبت مواجهة عسكرية بين إسرائيل وفصائل غزة استمرت 11 يوما في مايو من ذلك العام.

فايز أبوصهيبان: ما يحدث في المسجد الأقصى سيؤثر على الجميع

وحذر رئيس بلدية رهط (عربية، في جنوب إسرائيل) فايز أبوصهيبان، في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرنوت الأربعاء، من أن المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى من شأنها أن تؤثر على بلدات شمالي وجنوبي إسرائيل.

وقال أبوصهيبان “الأمر خطير للغاية، كل هذا يتوقف على ما يحدث في المسجد الأقصى.. سيؤثر على الجميع”.

ودعا إلى “وقف جميع أنشطة الشرطة الإسرائيلية خلال شهر رمضان (ينتهي مطلع مايو المقبل)، وتنسيق الأمور مع (دائرة) الأوقاف (الإسلامية في القدس) وحل كل القضايا”.

وتابع “ببساطة يجب أن تعترف الشرطة الإسرائيلية بتاريخ المسلمين في المسجد الأقصى. مرت سنوات والشرطة لم تتعلم بعد”.

واستطرد “فالأقصى بالنسبة إلي هو مكان مقدس. إذا رأيت شخصا يدنس قداسته، فهذا يستفزني ويمنحني شرعية القيام برد فعل معين أو التظاهر أو شيء من هذا القبيل”.

وشهدت إسرائيل ليلة متوترة تضمنت سلسلة من تفعيل صفارات الإنذار، واعتراض القبة الحديدية لصواريخ أطلقت من غزة، وغارات إسرائيلية على أهداف في القطاع.

وبعد هذه الليلة المتوترة سُجلت اشتباكات في الحرم القدسي صباح الخميس بين شبان فلسطينيين من جهة ومستوطنين والشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.

وأعطى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الخميس إشارة لتثبيت معادلة جديدة بين حماس وإسرائيل بشأن المسجد الأقصى، حيث اعتبر “دخول اليهود إلى المسجد سببا للتصعيد”.

وقال هنية، في تصريح صحافي الخميس، إن ما يقوم به المستوطنون في المسجد الأقصى سيدفع الصراع إلى الواجهة.

وتابع “أقول للمحتل إذا كنت تعتقد أن الاقتحام للأقصى سيغيّر الطابع الإسلامي للمسجد فأنت واهم (…) ومازلنا في بداية المعركة”.

وفجر الخميس اقتحمت قوات إسرائيلية ساحات المسجد الأقصى، وسط إطلاق قنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

واعتدت الشرطة على المصلين والمعتكفين وطردتهم بالقوة من ساحات الحرم وحاصرتهم داخل مصليات المسجد.

ومنذ أيام يسود التوتر في القدس وساحات المسجد الأقصى، في ظل اقتحامات يومية من طرف مستوطنين والشرطة، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء السبت وينتهي الجمعة.

كما تشهد الضفة الغربية منذ مطلع أبريل الجاري توترا بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، أسفر عن مقتل 19 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

والأسبوع الماضي شهدت إسرائيل ثلاث هجمات أسفرت عن مقتل 11 شخصا، وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) اثنتين منها.

وانضم عدد يعتبر قليلا نسبيا من الفلسطينيين والعرب في إسرائيل إلى التنظيم قبل هزيمته في سوريا في العام 2019.

وقتل في الأسبوع الماضي عنصرا شرطة -هما شرطية تحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية وشرطي درزي وكلاهما في سنّ التاسعة عشرة- إثر هجوم وقع في مدينة الخضيرة (شمال) يتحدر منفذاه من مدينة أم الفحم العربية داخل إسرائيل.

ويخشى الإسرائيليون أن تكون الهجمات الأخيرة بداية لموجة من العمليات داخل المدن والبلدات الإسرائيلية، وليس في الضفة الغربية أو قطاع غزة وحدهما.

وأمر رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي بالانتقال إلى “حالة الجاهزية المعززة” والاستعداد لسيناريوهات تصعيدية مختلفة.

وأوضح أن الجيش قام حتى الآن بتعزيز الجبهات المختلفة بـ14 كتيبة قتالية، بالإضافة إلى قناصة ومقاتلين من وحدات خاصة. كما سيتم تعزيز القدرات الاستخباراتية وجمع المعلومات.

وأكد كوخافي أن الجيش “مستعد لسيناريوهات متنوعة ويعمل وسوف يعمل وفق الحاجة للحفاظ على الحالة الطبيعية التي يتمتع بها سكان البلاد”.

2