تلميحات عرافة لبنانية لرئيس تونس القادم تثير سخرية التونسيين

أثارت تصريحات العرافة اللبنانية ليلى عبداللطيف جدلا واسعا في تونس بحديثها عن مواصفات رئيس تونس القادم وإنجازاته الكبيرة لازدهار البلاد، ملمحة إلى مغني الراب كادوريم.
تونس - انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس بتنبؤات العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف، التي تحدثت فيها عن ملامح رئيس البلاد القادم، التي تنطبق على مغني الراب كادوريم، وسخر ناشطون من القراءات الفلكية التي بدت لهم "مدفوعة الأجر" للتأثير على الرأي العام، فيما حذر آخرون من نظرية مؤامرة.
وقالت عبداللطيف خلال استضافتها في أحد البرامج التلفزية الأحد، بأنّ "تونس ستشهد بروز شخصية فنية سابقة، أصبحت اليوم من كبار رجال الأعمال في العالم العربي، محبوب من قبل الشعب التونسي، حيث سيتولّى منصبًا بارزًا لرئاسة تونس، وسيكون قادرًا على تحويل تونس إلى مربّع اقتصادي وسياحي يوازي مدينة دبي”، مشيرة إلى أنّ “اسمه يتكوّن من 4 أحرف ويبدأ بحرف الرّاء ولديه علامة مميّزة (شهوة) على وجهه”، إذ أن اسم مغني الراب الأصلي هو كريم.
وانتشرت هذه التصريحات كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، مع موجة من السخرية والجدل والتكهنات حول المبلغ الذي تقاضته عبداللطيف للدعاية لكادوريم الذي سبق أن تصدر استطلاع الرأي العام في تونس السنة الماضية بهذا الخصوص وأثار أيضا الشكوك بشأن كونه استبيانا مدفوع الآجر، وسخر الإعلامي سمير الوافي:
وجاء في تعليق:
ورأى الكثيرون أن هذه التصريحات تخفي وراءها مؤامرة تحاك على البلاد، وعلق أحدهم:
وجاء في تعليق:
وسخر آخر:
وتمنت أخرى أن يكون الرئيس القادم الممثل ظافر العابدين الذي يحظى بشعبية أكبر بكثير من كادوريم لاسيما بين النساء:
وقال ناشط:
وعلق آخر:
بدوره ذكر الباحث في القانون الدستوري، رابح الخرايفي في تصريحات إذاعية الإثنين، إنّ “ما قالته ليلى عبداللطيف بشأن تونس قد يكون رسالة مشفّرة لبداية أمر ما”، داعيًا الدولة التونسية إلى “الانتباه إلى هذا الأمر وأخذ المسألة على محمل الجدّ".
وأوضح الخرايفي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “صباح الورد” على إذاعة “الجوهرة”، أنّ “الخطورة في تصريح هذه المنجّمة تكمن في الاعتقاد السائد لدى التونسيين بما تقوله هي والإيمان بالشعوذة التي تُمارسها”. ورأى أنّ “ما قالته عبداللطيف البارحة هو إعداد نفسي وذهني لما قد يحدث في المستقبل”، مشيرًا إلى أنّه “استخلص خطورة تصريحها من خلال تصريحاتها السابقة بخصوص سقوط طائرة الرئيس الإيراني الرّاحل إبراهيم رئيسي".
وشدّد الخرايفي على أنّ "ما سيقع في المستقبل سيكون مدبّرًا لكن سيتمّ تفسيره وتسويقه في قنوات الشعوذة على أنه نتاج لحركة النجوم"، مشيرا إلى أنّه "لا يستطيع الجزم بأنّ ليلى عبداللطيف تتقاضى مقابل تصريحاتها".
وسبق أن أثار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة مختصة، جدلا واسعا في تونس، بعدما كشف عن مفاجآت ثقيلة بخصوص نوايا تصويت التونسيين خلال الانتخابات الرئاسية، وسط تشكيك في مصداقيته ونزاهته واتهامات بالتلاعب بالأرقام من أجل توجيه الرأي العام.
◙ تعليقات لناشطين ترى أن تصريحات ليلى عبداللطيف تخفي وراءها مؤامرة تحاك ضد البلاد وتوجيه للرأي العام
وكشفت الأرقام التي تم الإعلان عنها العام الماضي، صعود اسم مغني الراب المثير للجدل كادوريم كثالث مرشح ينوي الناخبون التصويت له في انتخابات الرئاسة العام القادم، حيث حصل على نسبة 5.9 في المئة بعد الرئيس الحالي قيس سعيّد الذي لا يزال يحظى بثقة التونسيين، وحصل على نسبة 49.9 في المئة من الأصوات، يليه الناشط السياسي صافي سعيد بنسبة 10.3 في المئة، بينما احتلت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي المرتبة الرابعة بنسبة 4.6 في المئة.
وأثار خبر صعود الفنان كادوريم كمرشح محتمل لرئاسة تونس سجالا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان صادما للكثيرين الذين اعتبروا أن الزج باسمه في عمليات سبر الآراء ونوايا التصويت رغم عدم إعلان نيته الترشح، هو محاولة ممنهجة ومدروسة لتوجيه الرأي العام التونسي وتخريب للحياة السياسية وتهديد للعملية الديمقراطية، بينما أقر آخرون بشعبية كادوريم بعد نشاطه في مجال الأعمال الخيرية.
والمغني كادوريم وهو صهر سابق للرئيس الراحل زين العابدين بن علي، ويعتبر من أثرياء تونس، قدم نفسه خلال السنوات والأشهر الأخيرة في مجال الأعمال الخيرية، إلا أن هذه التحركات أثارت توجسا من استغلالها من قبل صاحبها لتحقيق طموحات سياسية، على غرار الناشط فوزي مخلوف، الذي دعا إلى ضرورة التعجيل بتعديل شروط الترشح للانتخابات الرئاسية، تحجّر على أي مرشح للرئاسة القيام بتوزيع مساعدات مباشرة للمواطنين وقيادة الحملات الخيرية من أجل حماية الحياة السياسية والديمقراطية.
ومن جهته، أكد الناشط عماد الهمامي، أن دخول كادوريم إلى سباق الرئاسة غير مستغرب بعد استهداف حملاته للفئات المحتاجة واستغلاله غياب الدولة في المناطق المهمشة، وهي نفس الطريقة الشعبوية التي اتبعها نبيل القروي وأوصلته إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الماضية.
وشكّك في تدوينته، في مصداقية استطلاع الرأي، وقال إنه بمثابة “محاولة لجس نبض توجهات وميولات التونسيين السياسية قبل عام من الانتخابات والتأثير فيها”، مشيرا إلى أن تونس لا تفتقد إلى كفاءات حتى يتم إعادة سيناريو القروي مرة أخرى.
وموضوع سبر الآراء والشركات التي تقوم به محل جدل دائم في تونس، حيث تتهم عدّة أحزاب هذه الشركات بالتحايل وعدم الدقة والتلاعب بنتائج سبر الآراء، ما قد يؤدي إلى توجيه الرأي العام التونسي إلى غير الوجهة التي اختارها.