تكهنات وراء تغيير قاعة المؤتمر الصحفي بين وزيري خارجية السعودية وإيران تشغل تويتر

أثار تغيير مكان انعقاد المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تضارب الأنباء بشأن الأسباب التي أدت إلى هذا التغيير.
طهران - تضاربت الأنباء بشأن سبب تغيير مكان انعقاد المؤتمر الصحفي، الذي عُقد السبت في طهران، بين وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وقالت مصادر إعلامية "كان من المقرر عقد المؤتمر الصحفي في القاعة المعتادة حيث توجد صورة القائد السابق بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني".
وأضافت "بعد ذلك قام أحد الصحافيين بنشر تغريدة مسيئة للسعودية وقناة العربية أثارت انزعاج الجانب السعودي، مما تسبب في قيام فريق البروتوكول السعودي بتغيير مكان الجلسة بعد دقائق قليلة على بدء المؤتمر، وأكد ضرورة حذف الصحافي تغريدته المسيئة".
◙ ناشطون سعوديون تداولوا أنباء تتحدث عن طلب سعودي لإزالة صورة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني من القاعة قبل دخول الوزيرين
وكان الوزير بن فرحان قد وصل إلى طهران السبت في أول زيارة لوزير خارجية سعودي لإيران منذ أكثر من 17 سنة. بينما كانت تجري الاستعدادات لعقد المؤتمر في القاعة المقررة، أظهر مقطع فيديو على تويتر خروج المنظمين والإعلاميين من القاعة بشكل كامل.
وقالت وكالة تسنيم الإيرانية "كان من المقرر عقد المؤتمر الصحفي في القاعة المعتادة حيث توجد صورة القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إلا أنه وبحسب وزارة الخارجية الإيرانية تم تغيير مكان المؤتمر الصحفي لوزيري خارجية البلدين، بسبب مشكلة فنية".
وتداول مغردون مقطع فيديو نشره أحد الصحافيين الإيرانيين، يظهر لحظة خروج المنظمين والإعلاميين من القاعة. وتداول ناشطون سعوديون أنباء وتكهنات تتحدث عن طلب سعودي لإزالة صورة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني من القاعة قبل دخول الوزيرين. وتغيير القاعة تم بعد رفض إيران لهذا الطلب.
ولم يصدر أي تصريح رسمي سعودي أو تعليق من وسائل إعلام سعودية يوضح سبب تغيير القاعة.
وعلق مغرد سعودي على ما حصل، معتبرا أن ما جرى يؤكد حسب تعبيره "ثباتا في الموقف السعودي تجاه قضايا إيران، فهي لم تقبل أصلا إقامة مؤتمر في ظل وجود صورة سليماني فكيف تقبل بتواجد أتباع سليماني في الدول العربية".
وعن ردة الفعل الإيرانية أضاف المغرد نفسه أن "إيران لم ترفع الصورة من على الحائط بل قبلت الدعوة السعودية وغيرت القاعة، وهي رسالة تفهم أن إيران لا تعطيك ما تريد وفقا لتصورك، بل تعطيك ما تريد وفقا لتصورها".
وكتب مغرد:
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن ما سماه “تكهنات إعلامية” بشأن تغيير مكان المؤتمر الصحفي للوزيرين لا أساس له من الصحة، وأكد أن سبب هذا التغيير "مشكلة فنية".
ونقلت قناة العالم على موقعها الإلكتروني عن كنعاني قوله إن المباحثات بين الوزيرين اليوم في طهران "جرت بشكل جيد للغاية، وسادتها أجواء إيجابية وبناءة".
يذكر أن السعودية وإيران اتفقتا في مارس الماضي على استئناف العلاقات الدبلوماسية التي تم قطعها عام 2016، وإعادة فتح السفارتين والممثليات الدبلوماسية في غضون شهرين.
وقال معلق سعودي:
وفي المقابل اعتبر آخر:
وهدأت الحروب الإعلامية بين السعودية وإيران في وسائل الإعلام الرسمية التابعة للبلدين، غير أن حروب مواقع التوصل الاجتماعي لا تزال قائمة بين مغردي البلدين. كان ملف الإعلام برز على رأس الملفات ذات الأولوية بين القوتين الإقليميتين خلال التوقيع على اتفاق المصالحة بين السعودية وإيران بوساطة صينية.
وكشف مسؤول سعودي عن كواليس المحادثات بين الرياض وطهران قبل الإعلان عن الاتفاق السعودي – الإيراني، بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية صينية. وقال إن محادثات بكين شهدت “خمس جلسات مكثفة للغاية” حول القضايا الشائكة.
وتابع المسؤول السعودي أن “إيران هي المورّد الرئيسي للأسلحة والتدريب والبرامج الدعائية للحوثيين، ونحن الضحية الرئيسية لهذه الصواريخ والطائرات دون طيار وأشياء أخرى”. وقال إن محادثات بكين شهدت أيضا تجديد التزام الجانبين بعدم مهاجمة بعضهما البعض في وسائل الإعلام، لكنه أشار إلى أن السعودية ليست من يوجه قناة إيران إنترناشيونال، وهي قناة باللغة الفارسية مقرها لندن وتعتبرها طهران "منظمة إرهابية" وقد اتهمت السعودية بتمويلها. وتابع "ليست وسيلة إعلامية سعودية ولا علاقة لها بالسعودية".
◙ الحروب الإعلامية بين السعودية وإيران هدأت في وسائل الإعلام الرسمية التابعة للبلدين غير أن حروب مواقع التوصل لا تزال قائمة بين مغردي البلدين
وبسبب تأثير هذه الشبكة، سبق أن حذر حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، السعوديين في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وقال "راقبوا سلوككم وتحكموا في هذه الوسائط، وإلا فإن الدخان سيصيب عيونكم".
ونقل راديو "فاردا" عن محلل الشؤون الدولية رضا نصري قوله إن "أحد هذه الحلول لإيقاف شبكة إيران إنترناشيونال هو حل المشكلة بطريقة جذرية مع حكومة المملكة العربية السعودية". وتابع "شبكة إيران إنترناشيونال، من خلال الترويج للانفصالية والتحريض على العنف وإعطاء منصات للمنظمات الإرهابية ونشر أخبار كاذبة، تهدد الأمن الداخلي وسلامة الأراضي والسيادة الوطنية وحتى الصحة العقلية للمجتمع الإيراني.
وبما أن هذه الشبكة تابعة لحكومة المملكة العربية السعودية، فإن أداء هذه الشبكة يجب أن يكون من القضايا المهمة على أجندة المفاوضات بين طهران والرياض"، مؤكدا أن "تغيير طبيعة هذه الشبكة يجب أن يكون إحدى الأولويات أو حتى شرطا مسبقا لتطبيع العلاقات بين البلدين".
وتسلط الانتقادات الإيرانية الضوء على "ازدواجية فجة" للنظام الإيراني الذي يمتلك ترسانة إعلامية ضخمة موجهة للمشاهد العربي، تندرج ضمن المنظومة الإعلامية للمحور الولائي، نسبة إلى الولي الفقيه في إيران، وتبث مواد مكثفة تخص قضايا البلدان العربية، تسوق وجهة النظر الإيرانية وتنشر الفوضى وتحرض على الأنظمة العربية.
وقال مراقبون إن إيران أصدرت تعليمات لإعلامها بالتهدئة خلال الفترة القادمة إلى حين تقييم الوضع والحصول على المكاسب المرجوة من الاتفاق، لكن من المستبعد أنها ستسلم بسهولة سلاحها الأقوى تأثيرا المتمثل في الإعلام، خاصة أنه كان سندا كبيرا في أجندتها التوسعية في عدة بلدان عربية. وقد حرصت إيران على أن تسيطر على جانب من الوعي العربي العام، من خلال وسائل إعلامها الناطقة بالعربية.