تكنولوجيا "أن أف تي" تُحول سوق الفن إلى الإنترنت

الفن المعاصر بات يشكّل حاليا 23 في المئة من إجمالي سوق الأعمال الفنية في العالم.
الثلاثاء 2021/10/05
فرصة البيع لجميع الفنانين

يبدو أن التكنولوجيا وعالم الإنترنت أنهيا أسواق الفن والمزادات التقليدية، وبعد رواج تكنولوجيا “أن أف تي” للتوثيق الرقمي للصور ظهر هواة جدد لجمع اللوحات الفنية المعاصرة عبر الإنترنت منذ بدء الأزمة الصحية العالمية.

باريس - تُحدث تكنولوجيا “أن أف تي” للتوثيق الرقمي للصور والفيديوهات وغيرها من المنشورات الإلكترونية ثورة في سوق الفنون العالمية التي تشهد زخما بفضل الفن المعاصر، وفق التقرير السنوي الصادر عن شركة “آرت برايس” الاثنين.

وبفضل تقنية “أن أف تي” (الرموز غير القابلة للاستبدال) التي تضمن أصالة الأعمال الرقمية، والنزوح المكثف لمزادات الفن المعاصر إلى الإنترنت منذ بدء الأزمة الصحية العالمية، حققت عمليات البيع العامة في هذه السوق إيرادات قياسية بلغت 2.7 مليار دولار خلال السنة المالية 2020 – 2021.

وقد بيع 102 ألف عمل فني معاصر بين نهاية يونيو 2020 ونهايته هذه السنة، وبات الفن المعاصر يشكّل حاليا 23 في المئة من إجمالي سوق الأعمال الفنية، في مقابل 3 في المئة في السنة المالية 2000 – 2001.

ومع 40 في المئة من المبيعات العالمية أصبحت الصين (البر الرئيسي وتايوان وهونغ كونغ) تحتل المركز الأول في الفن المعاصر، متقدمة على الولايات المتحدة (32 في المئة) والمملكة المتحدة (16 في المئة). وجاءت هونغ كونغ بعد نيويورك مباشرة على رأس المدن الرئيسية في سوق الفن المعاصر، بعدما أطاحت بلندن، فيما تحتل باريس المركز الخامس على القائمة.

وبعدما كانت النساء يمثلن 5 في المئة فقط من إجمالي عدد الذين يمارسون التصوير الفوتوغرافي ارتفعت نسبتهن إلى 37 في المئة وصار عددهن يناهز عدد الرجال في هذا المجال، بحسب ما أوضحه رئيس “آرت برايس” تييري إيرمان.

مع الأعمال الرقمية بنسق “أن أف تي” التي تمثل ثلثي قيمة المبيعات عبر الإنترنت و2 في المئة من إجمالي سوق الفن العالمي في عام 2021 “يظهر فنانون جدد -مثل بيبل- بعدما شقّوا طريقهم دون معارض أو مزادات، وهم يرفضون الدخول في دائرة الفن الكلاسيكي”.

وتكنولوجيا “أن أف تي” -التي يتهمها البعض بأنها “فقاعة مضاربة”- أبعد من كونها مفهوما مبتكرا على الإنترنت؛ إذ “تسمح للفنانين الشباب بكسب لقمة العيش، وخصوصا منها فن الشارع الذي هو سريع الزوال بطبعه” والذي “يفرض نفسه اتجاها عالميا قويا جدا”.

وقد ارتفع عدد فناني الشارع من نحو 150 فقط معروفين في المزادات العالمية عام 2000 إلى 18 ألفا هذا العام.

ودخل أشهر هؤلاء الفنانين، بانكسي (الذي وصل حجم أعماله إلى 123 مليون دولار في النصف الأول من عام 2021)، قائمة المراكز الخمسة الأولى للأسماء الفنية الأكثر درّا للأرباح في المزادات، خلف بيكاسو وباسكيا ووارهول ومونيه، وفق التقرير ذاته.

وفي سوق الفنون المعاصرة يحتل بانكسي المرتبة الثانية بعد باسكيا (7 في المئة من المبيعات العالمية).

وانضم الأميركي مايك وينكلمان -المعروف باسم بيبل- إلى قائمة أكثر الفنانين الأحياء جنياً للأرباح بعد ديفيد هوكني وجيف كونز، منذ بيع أول أعماله عبر نسق “أن أف تي” بمبلغ 69.3 مليون دولار في مزاد انطلقت المزايدات فيه بسعر 100 دولار.

ولفت إيرمان إلى أن تكنولوجيا “أن أف تي” تستقطب “هواة جمع جددا يبلغ معدل أعمارهم 32 عاما”، و”يشترون الفن بأسعار أقل لكنهم يعتمدون هذا النشاط أسلوب حياة لهم”.

وفي 2020 – 2021 بيعت تسعة أعمال عبر تكنولوجيا “أن أف تي” بأسعار تخطت مليون دولار، أي أكثر بثلاث مرات من مبيعات التصوير الفوتوغرافي التي استعادت مع ذلك زخمها، وفق التقرير.

وسُجلت ظاهرة لافتة أخرى تمثلت في دخول أعداد كبيرة من الفنانين الأميركيين السود والبريطانيين والأفارقة إلى السوق، بعضهم حقق أرقاما ضخمة في المزادات، مثل الأميركي الغاني أمواكو باوفو الذي باع لوحته “بابا ديوب” في هونغ كونغ مقابل 1.14 مليون دولار، أي عشرة أضعاف سعرها التقديري.

24