تكليف أسعد الشيباني بحقيبة الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة

الوزير الجديد كان يعرف باسم زيد العطار واستخدم عدة أسماء مستعارة، وتولى ملف العلاقات الخارجية، مع تحول جبهة النصرة إلى هيئة تحرير الشام .
السبت 2024/12/21
من مؤسسي جبهة النصرة

دمشق - أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) اليوم السبت بأن الإدارة الجديدة في سوريا عينت أسعد حسن الشيباني وزيرا للخارجية، في إطار سعيها لبناء علاقات دولية بعد أسبوعين من الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

وذكرت الوكالة "تعلن القيادة العامة تكليف أسعد حسن الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السورية الجديدة".

وقال مصدر في الإدارة الجديدة لرويترز إن هذه الخطوة "تأتي استجابة لتطلعات الشعب السوري إلى إقامة علاقات دولية تحقق السلام والاستقرار".

ووفقا لموقع "تليفزيون سوريا" المعارض الذي يبث مع إسطنبول، فإن الشيباني، هو نفسه الذي كان يعرف باسم "زيد العطار"، وكان يتولى ملف العلاقات الخارجية، مع تحول جبهة النصرة إلى "هيئة تحرير الشام ".

وذكر موقع "المعرفة" أن العطار الذي كان يقيم في تركيا حتى 2024، هو من مؤسسي جبهة النصرة مع أبومحمد الجولاني الذي بدأ يستخدم حاليا اسمه الحقيقي أحمد الشرع.

واتخذ الشيباني عدة أسماء مستعارة منها: نسيم، أبوعائشة، أبوعمار الشامي، حسام الشافعي، وأخيراً زيد العطار.

ونشرت "القيادة العامة" بروفايلا يعرّف بالشيباني، وهو من مواليد محافظة الحسكة عام 1987. عاش في دمشق وتخرج من جامعتها عام 2009 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم اللغة الإنجليزية وآدابها.

ووفق التعريف، الشيباني حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية من جامعة صباح الدين زعيم في تركيا عام 2022، ثم درجة الدكتوراه في التخصص ذاته عام 2024.

وخلال رئاسته لـ"إدارة الشؤون السياسية"، التقى الشيباني بمسؤولي وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الخارجية الكبرى العاملة في إدلب التي كانت تسيطر عليها هيئة تحرير الشام حتى قبل سقوط نظام بشار الأسد، إضافة إلى ممثلين سياسيين ودبلوماسيين. وفقا لـ"تليفزيون سوريا".

وكان مسؤولا في إدارة الشؤون السياسية، وهو من الشخصيات المقربة من أحمد الشرع، وعمل كوسيط بينه وبين استخبارات الدول الخارجية، كما يعد عراب "اتفاقية المدن الأربعة" التي تمت بين "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام" من جهة، والنظام السوري وإيران من جهة أخرى برعاية قطرية. بحسب التجمع السوري في السويد وهي صفحة على فيسبوك تتيح لعرب المهجر التواصل فيما بينهم.

ويأتي تعيين الشيباني بعد تعيين قائد الجبهة الشامية، عزام غريب المعروف بلقب "أبوالعز سراقب" محافظا لمحافظة حلب.

ويعد غريب أحد أبرز قادة "الجبهة الشامية" التابعة لما يُعرف بـ"الجيش الوطني السوري".

ووفقًا لصفحات إخبارية سورية، فإن غريب من مواليد مدينة سراقب بريف إدلب عام 1985، وهو من سكان مدينة حلب. حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة بينغول التركية، بالإضافة إلى دراسته طب الأسنان وهندسة التحكم الآلي والأتمتة بجامعة حلب.

وشارك غريب في الثورة السورية عقب انطلاقها عام 2011، وانتسب إلى حركة أحرار الشام والجبهة الإسلامية، وصولاً إلى توليه قيادة الجبهة الشامية في الجيش الوطني السوري، وقبل ذلك، عمل نائباً لقادة الجبهة الشامية منذ تأسيسها لحين توليه قيادتها.

وينخرط أحمد الشرع قائد إدارة العمليات العسكرية بشكل نشط في لقاءات مع الوفود الأجنبية منذ الإطاحة بالأسد. واجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ودبلوماسيين أمريكيين كبار.

وأبدى الشرع استعداده للتعاون الدبلوماسي مع المبعوثين الدوليين قائلا إن تركيزه الأساسي ينصب على إعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية. وأوضح أن "الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".

ورحبت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى والكثير من السوريين بالإطاحة بالأسد على يد المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام التي يقودها الشرع، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الجماعة ستفرض حكما إسلاميا صارما أم ستظهر مرونة وتمضي نحو الديمقراطية.

وكانت هيئة تحرير الشام جزءا من تنظيم القاعدة حتى قطع الشرع العلاقات به في عام 2016.

وسيطرت المعارضة السورية على دمشق في الثامن من ديسمبر مما أجبر الأسد على الفرار بعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاما، لينتهي بذلك حكم عائلته الذي استمر ما يربو على خمسة عقود.

وشكلت الإدارة الجديدة بقيادة الشرع حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال تستمر ثلاثة أشهر، وكانت تدير في السابق منطقة للمعارضة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وصنفت واشنطن الشرع إرهابيا في عام 2013، قائلة إن تنظيم القاعدة في العراق كلفه بالإطاحة بحكم الأسد وتطبيق حكم إسلامي متشدد في سوريا. إلا أن مسؤولين أميركيين قالوا الجمعة إن واشنطن ستلغي مكافأة تبلغ 10 ملايين دولار كانت قد رصدتها للقبض عليه.

وحصدت الحرب أرواح مئات الآلاف وتسببت في واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العصر الحديث، وتعرضت خلالها الكثير من المدن لقصف حولها إلى أنقاض، كما انهار الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية.