تكلفة ترميم مقر اتحاد الشغل تستفز عمال تونس

الاتحاد يدشن مقره الجديد بكلفة بلغت في حدود (9.24) دولار.
الجمعة 2024/05/03
في دائرة الانتقادات

تونس - أثارت تكلفة تجديد وصيانة المقر التاريخي للاتحاد العام التونسي للشغل حالة من الاستياء في صفوف الطبقة الشغيلة في تونس، ووجه عدد من التونسيين سهام نقدهم لقيادة المنظمة متهمين إياها باستغلال “عرق” العمال من أجل “البذخ والتباهي”، في الوقت الذي تعاني فيه الطبقة الكادحة من صعوبات اقتصادية خانقة.

وزادت كلمة للأمين العام للاتحاد نورالدين الطبوبي، اعتبر فيها أن المقر الجديد هو حلم أجيال، من إحراج موقف المنظمة الشغيلة.

ودشن الاتحاد العام التونسي للشغل في اليوم العالمي للعمال الموافق للأول من مايو، المقر الواقع في ساحة محمد علي وسط العاصمة تونس، بعد أشغال استمرت لنحو ثلاث سنوات بكلفة أولية في حدود 29 مليون دينار.

وأفاد سامي الطاهري عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة والناطق الرسمي باسمها في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء على هامش التجمع العمالي بساحة محمد علي بأن تدشين مقر المركزية النقابية في ثوبه الجديد يليق بعراقة الاتحاد ودوره التاريخي في البلاد، لافتا إلى أن التكلفة الأولية قدرت بـ29 مليون دينار.

وكانت البناية في السابق مقرا للجندرمة الفرنسية، وأصبحت منذ استلامها في الثاني عشر من يونيو من سنة 1955 مقرا للاتحاد العام التونسي للشغل.

وأوضح أن بعد حوالي خمسة وستين عاما أصبح المقر قديما نسبيا ووجب ترميمه بشكل جذري، مشيرا إلى أنه تم منذ انطلاق الدراسات الفنية الحرص على الحفاظ على واجهة الاتحاد التي قال إنها مصنفة ضمن التراث التونسي.

وأضاف أن متطلبات العمل الجديدة وتوسع العمل النقابي في السنوات الأخيرة حتّما اللجوء إلى مقر وظيفي جديد من خلال الشروع في الأشغال يوم السابع من أبريل 2021 وأن استلامه بصفة رسمية يوم الثلاثين من أبريل 2024، مؤكدا أنه تم الحرص على أن يجمع المقر الجديد لاتحاد الشغل العديد من الأنشطة النقابية والاجتماعية والثقافية حيث تم تحويل رواق المدخل الرئيسي للمنظمة إلى رواق يتم فتحه لكل الأنشطة الثقافية ولكل الفنانين الراغبين في عرض إنتاجاتهم الفنية.

وعلق الإعلامي التونسي سمير الوافي في تدوينة له على موقع فيسبوك على إعلان قيادة الاتحاد عن تكلفة تجديد المبنى قائلا “ما فعله الاتحاد في عيد الشغل هو غباء اتصالي… حيث ظنت قياداته أن تسويق حدث تدشين المقر الجديد بتكلفة عالية جدا سيخدم صورة الاتحاد لدى الرأي العام ومنخرطيه… وهي قراءة غبية لتفكير ومزاج الرأي العام التونسي ومنخرطي الاتحاد… حيث تباهت قيادات المنظمة بأن تكاليف تجديد المقر بلغت 29 مليارا… تم تمويلها من انخراطات العمال… ووصف الطبوبي ذلك بأنه حلم الأجيال… وكأن أجيالا من التوانسة كانت تحلم بمقر فخم وباذخ وجديد لاتحادها تكاليفه عشرات المليارات…!”.

وتساءل الوافي “هل قرأت قيادات الاتحاد مزاج التونسيين في هذه الفترة؟ هل قرأت وضعهم وتفكيرهم وظروفهم؟ للأسف إما أنها تجهل أو تتجاهل أن هذا الشعب لديه فوبيا من مظاهر البذخ والفخامة والهدر… وأن الشعبوية هي المسيطرة على تفكير التوانسة حاليا… ويكفي أن يقارن الرأي العام الوضع والسميغ (الحد الأدنى للأجور) والظروف بما صرفه اتحاد عماله على تجديد وترميم مقره… ليشعر أن هذا الاتحاد خارج الواقع وخارج المزاج العام وخارج الظروف الحالية… وهو المنظمة التي تمثل الشغالين والكادحين وفئة السميغ… وحارس القدرة الشرائية… ويدعي أنه عدو البرجوازية والبذخ والرأسمالية المتوحشة… وغيرها من الشعارات الثورية…!

ولم يغفل الإعلامي التونسي عن انتقاد الأمين العام للمنظمة الشغيلة “فقد أطل على الشغالين من الطابق الأعلى… وهو في وضعية فوقية… وبشرهم بأن المقر تم تجديده وترميمه بفلوسهم (أموالهم) ومساهماتهم وعرقهم… وهو يهنئ هؤلاء العمال والكادحين بذلك المقر الفخم الذي بلغت تكاليفه 29 مليارا من أموال انخراطاتهم… فماذا كان ينتظر منهم وهم في هذه الظروف؟ هل يصفقون ويحتفلون ويتبادلون التهاني! هل سيشكرون الاتحاد على حسن التصرف في انخراطاتهم التي أصبحت محل تشكيك في وجاهة دفعها ولغط وتململ حول شفافية صرفها!”.

من جانبه اعتبر الناشط السياسي نجيب الدزيري أن 29 مليون دينار لإعادة تهيئة مقر الاتحاد العام التونسي للشغل ثمن باهظ جدا في ظل الظروف الصعبة للعمال والوضعية الاقتصادية الهشة التي تعاني منها البلاد وضعف الأجر الأدنى.

وأضاف الدزيري في تصريحات صحفية “كان على الناطق باسم اتحاد الشغل عدم الكشف عن هذا المبلغ”.

وتضمن مقر اتحاد الشغل وفق المتحدث باسمه قاعات اجتماعات من أعلى طراز إلى جانب تركيز مكاتب عمل للموظفين تتوفر فيها كل مقومات العمل اللائق والمريح.

ومن جانب آخر كشف الطاهري أن البناية الجديدة تم خلالها احترام معايير استهلاك الماء وترشيد استهلاك الطاقة من خلال اللجوء إلى المياه الجوفية المتواجدة في المنطقة وخاصة الشروع في تركيز لاقطات شمسية تساعد على التقليص قدر الإمكان من فاتورة الكهرباء، لاسيما وأن المساحة المغطاة للبناية تبلغ حوالي أربعة آلاف متر مربع.

4