تكريم الصحافيين الجزائريين بدلا من حل قضاياهم يثير السجال في يومهم السنوي

الجزائر - غابت القضايا الأساسية للعاملين في قطاع الإعلام عن مختلف الفعاليات الجزائرية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، واقتصرت على الجوائز والتكريمات لتتحول المناسبة إلى تظاهرات استعراضية مما أثار انتقادات لدى نخب إعلامية وثقافية.
وتضاربت المواقف بين داع إلى تشجيع وتحفيز الوجوه الصحافية الصاعدة، وبين منتقد لغياب المعيارية ورمزيتها المادية، لكن السجال المتصاعد بين الإعلامي والأديب يوسف شنيتي، ورئيس الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون وجمعية الكلمة عبدالغالي مزغيش بسبب تكريم منتظر تحول إلى خلاف بين الطرفين وأثار ضجة، نتيجة توسع دائرة التكريمات الرسمية والأهلية للصحافيين.
وعكست ردود الأفعال حول الخلاف واقع ونظرة المجتمع إلى قطاع الإعلام في البلاد، خاصة في ظل المناخ المهني والاجتماعي السائد، والفجوة التي باتت تتعمق مع الجمهور، حيث تسجل هجرة جماعية للإعلام التقليدي بمختلف مكوناته، مقابل التوجه إلى شبكات التواصل الاجتماعي.
ورأى الإعلامي والأديب يوسف شنيتي، عدم جدوى تكريم الصحافي في تظاهرات استعراضية، في ظل غياب الوزن المادي للجائزة نفسها، والوضع الاجتماعي للصحافي بشكل عام.
واعتذر شنيتي،عن التكريم الذي خصته به الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون وجمعية الكلمة، التي يرأسها الإعلامي والناشط الثقافي عبدالغالي مزغيش، وقال “قضيت ثلاثين عاما وأكثر أدافع فيها عن الثقافة سلطة في هذا البلد، والمعرفة سيادة وأداة للوقوف في وجه ممارسات إعادة إنتاج التخلف”.
وأضاف على فيسبوك، “مسيرتي المهنية تشهد بدفاعي المستميت عن حرية الإعلام واستقلاليته وعن ضرورة تحسين ظروف عمل الصحافيين التي ما فتئت تتقهقر، ولأني أعترض على غياب المعيارية في طريقة التكريم ومضمونه، والذي يكون في الغالب خاليا من أي قيمة مادية ورمزية وأدبية، مثلما هو عليه في بلدي منذ سنوات وبشكل استعراضي ممجوج”.
ورد رئيس الاتحادية عبدالغالي مزغيش على فيسبوك، بالاعتراف بأحقية المكرم في قبول أو رفض الجائزة كموقف، إلا أنه أعاب عليه نقل السجال إلى شبكات التواصل، خاصة وأنه استقطب عددا من المشجعين الذين سوقوا لصورة سلبية عن أهداف الجمعية التي كرمت شخصيات وطنية معروفة، من أجل الحفاظ على رسالة التواصل بين الأجيال.
وأضاف “اتصلنا بالرجل بحسن نية، ولم يذكر لنا أنه يطلب تكريما ماديا إطلاقا”، في تلميح إلى الدافع المادي الذي لوح به الرجل في موقفه، الأمر الذي يبرز وجهة نظر متداولة لدى منتسبي القطاع، حول عدم جدوى التكريمات والجوائز الرسمية إذا لم تدعم بمقابل مالي.
لكن في المقابل هناك من يشدد على ضرورة تحفيز ومرافقة الأجيال الصاعدة من رجال ونساء القطاع، بواسطة مثل هذه التكريمات والجوائز التي تشجع أصحابها على بذل العطاء والتضحية.
ويرى متابعون أن السجال القائم حول تكريم الصحافيين من مختلف المؤسسات، بداية من رئاسة الجمهورية إلى مؤسسات رسمية محلية وفعاليات أهلية، يعكسان الرؤى المتناقضة للقطاع، بين باحث عن الأضواء، وبين مشاعر حسد، وبين ساع لربح جبهة الإعلام لأغراض خاصة، حيث أطلق أحد الولاة (محافظ) جائزة باسمه، منافسا بذلك رئيس الجمهورية.