تكتيكات عسكرية أميركية في أفغانستان لصد هجمات طالبان

توقعات متشائمة تكشف أن إستراتيجية الرئيس دونالد ترامب بشأن أفغانستان، مثل استراتيجيات أسلافه، لم تنجح في إحداث تغيير يذكر على أرض المعارك.
الثلاثاء 2018/09/25
الولايات المتحدة ترى أن النزاع الأفغاني يمكن أن يتخطى الحرب في سوريا

واشنطن- أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن الجيش الأميركي يقوم بتعديل تكتيكاته العسكرية في أفغانستان حيث تتواصل هجمات طالبان متسببة بخسائر بشرية فادحة في صفوف القوات المحلية.

وتوقع هجمات طالبان مئات القتلى من عناصر الجيش والشرطة كل شهر. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الأعداد الكبيرة للقتلى تجعل من الصعب تجنيد عناصر جدد.

وقال ماتيس للصحافيين في البنتاغون "حتى الان تكبدوا خسائر بشرية فادحة مقارنة بالعام الماضي". وأضاف "لكنهم واصلوا القتال ونقوم بتعديل التكتيكات. سنستقدم مزيدا من الدعم إلى مناطق معينة" رافضا الإدلاء بتفاصيل أخرى.

ويقول المحللون إنه فيما يتعلق بأعمال العنف بشكل عام، والتي تؤثر على الجنود والمواطنين على حد سواء، فإن النزاع الأفغاني يمكن أن يتخطى الحرب في سوريا من حيث أعداد القتلى في العالم هذا العام، بحسب المحللين.

وتشير هذه التوقعات المتشائمة إلى أن استراتيجية الرئيس دونالد ترامب بشأن أفغانستان والتي كثر الكلام عنها، مثل استراتيجيات أسلافه، لم تنجح في إحداث تغيير يذكر على أرض المعارك.

وكانت تقارير قد أشارت في وقت سابق إلى أن الرئيس الأميركي يدرس استبدال القوات الأميركية في أفغانستان بمجموعة من الشركات الأمنية الخاصة.

وقال أريك برينس، مؤسس شركة "بلاك ووتر" الأمنية، والذي يوصف بأنه من يقف وراء الفكرة، إن ترامب تأسف على عدم اتخاذه قرار خصخصة الحرب في أفغانستان عندما راجع البنتاغون استراتيجيته فيها العام الماضي.

وتتوخى خطة رجل الأعمال سحب 15000 من القوات الأميركية من أفغانستان واستبدالهم بثمانية آلاف من المتعاقدين، فضلا عن خصخصة الدعم الجوي أيضا

استراتيجيات دون نتائج
استراتيجيات دون نتائج

ويدافع برينس عن خطته بالقول إنها ستخفض الـ70 مليار التي تشكل كلفة الحرب في أفغانستان سنويا. وتقول الصحيفة إن شركة برينس السابقة “بلاك ووتر” ذات تاريخ ملوث في أفغانستان والعراق، وبشكل خاص عندما أطلق حراسها النار على 17 مدنيا عراقيا في قلب بغداد في عام 2007.

وكشف تقرير رسمي نشرته مؤخرا، وزارة الدفاع الأميركية، أن التصريحات المتفائلة حول تحسّن الوضع الأمني في أفغانستان لا تتفق والواقع، إذ إن الوضع الميداني يظهر “مؤشرات قليلة جدا” لحصول تقدم على الصعيد الأمني بعد 17 عاما من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لهذا البلد.

وأوضح التقرير الفصلي الذي أعدّه المفتش العام للبنتاغون حول العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان خلال الربع الأول من العام الجاري أنه في الوقت الذي لا تنفك فيه وزارة الدفاع الأميركية تردد، يوما تلو الآخر، أن الوضع الأمني يتحسّن في أفغانستان، فإن الواقع يظهر أن حركة طالبان ما زالت تشن هجمات تحصد ضحايا مدنيين.

وفي جانب آخر، ذكر مسؤولون الثلاثاء، أن 25 مدنيا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قتلوا في عمليتين جويتين منفصلتين بإقليمي كابيسا ومايدان وارداك في أفغانستان.

وقال مسعود شنزي وشريف الله هوتاك، العضوان في مجلس الاقليم، إن 12 شخصا على الاقل قتلوا بعد أن استهدفت طائرة تابعة للقوات الامريكية منزلا مدنيا في إقليم مايدان وارداك بوسط البلاد، عن طريق الخطأ ، في وقت متأخر من مساء الاثنين.

وقد تم في إطار العملية المشتركة، تدمير سجن تديره حركة طالبان في منطقة جاجاتو بالاقليم، ما أدى إلى تحرير ثمانية جنود كانوا مسجونين من جانب المسلحين، بحسب ما ذكره المسؤولون.

من ناحية أخرى، قال ميرويس أميري، العضو في مجلس الاقليم، إن 40 على الاقل من عناصر طالبان، قتلوا في العملية. في الوقت نفسه، أكد بعض أعضاء مجلس الاقليم ارتفاع عدد قتلى طالبان، ولكنهم لم يكشفوا بشكل محدد عن الأرقام.

على صعيد آخر، قال محمد خان صافي، عضو مجلس الاقليم، إن غارة جوية في كابيسا أسفرت عن مقتل 13 مدنيا على الأقل، بينهم نساء وأطفال. وقال المسؤول إن هناك خمسة آخرين على الاقل أصيبوا في العملية التي جرت في منطقة تاجاب بالاقليم.

إلا أن رئيس المجلس الاقليمي لكابيسا قال من جانبه إن حصيلة القتلى تبلغ 10 أشخاص، بينهم عدد من الأطفال وأربع نساء. وفي الوقت نفسه، أكد بيان للقوات الأميركية في أفغانستان وقوع غارة جوية في الإقليم، أدت إلى إصابة ستة من أفراد الميليشيات المحلية الموالية للحكومة. إلا أن البيان نفى سقوط "ضحايا من غير المقاتلين".