تكاليف معيشة الأسر البريطانية تتزايد بارتفاع جديد في فواتير الطاقة

لندن - تستعد الأسر في بريطانيا لارتفاع فواتير الطاقة الخاصة بها مجددا اعتبارا من يناير القادم، مع تلاشي الآمال في التخفيف من أزمة تكاليف المعيشة. وذكرت وكالة "بي أي ميديا" البريطانية للأنباء أن هيئة أوفجيم للرقابة على قطاع الطاقة ستعلن عن أحدث حد أقصى لها للأسعار الخميس المقبل، مع توقع مؤسسة كورنوال إنسايت الاستشارية للطاقة أنها ستزيده من 1834 جنيها إسترلينيا حاليا لأسرة عادية تستخدم وقودا مزدوجا إلى 1931 جنيها إسترلينيا، بقفزة نسبتها 5 في المئة تسري اعتبارا من يناير إلى مارس من العام المقبل. وتشير التوقعات إلى أن الفاتورة العادية ستنخفض حينئذ إلى 1853 جنيها إسترلينيا من بداية أبريل، لكنها لن تقل عن مستويات اليوم حتى يوليو من العام المقبل.

وقالت كورنوال إنسايت إن اعتدال الطقس الأخير يساعد في خفض أسعار الغاز، وقد يساعد في خفض فواتير الطاقة العام المقبل إذا ما استمر. لكنها أضافت أنه “ليس من المتوقع حدوث انخفاضات سعرية حادة”.

ومع اقتراب فصل الشتاء، حذرت صحف بريطانية من استمرار أزمة كلفة المعيشة في ظل تفاقم الأزمة الأوكرانية وتأثيرها على ارتفاع أسعار الطاقة. وقالت صحيفة “ديلى ميل” إن أزمة كلفة المعيشة أدت إلى اضطرار 80 في المئة من الأسر في المملكة المتحدة إلى تقليل التدفئة رغم البرودة الشديدة في العام الماضي، في الوقت الذي تم فيه التحذير من أن الفواتير هذا الشتاء قد ترتفع مرة أخرى.

ويتوقع الخبراء أن يرتفع الحد الأقصى لأسعار الطاقة في المملكة المتحدة 3.5 في المئة في يناير، على الرغم من انخفاضه في بداية أكتوبر. وقالت الصحيفة إنه إذا ارتفعت أسعار الطاقة كما هو متوقع، فقد تصل الفاتورة السنوية إلى ما يقرب من 1900 جنيه إسترليني للأسرة النموذجية التي تستعمل الوقود المزدوج، وفقًا لتحليل أجرته شركة تادو.

وذكرت الشركة أن أسعار الطاقة في العام الماضي شهدت قيام العديد من المستهلكين بإدارة استخدامهم بعناية، حيث قام أربعة من كل خمسة بإيقاف أجهزة تنظيم الحرارة الخاصة بهم، وهو ما يعكس نتائج أوفجيم (مكتب أسواق الغاز والكهرباء) والتي كشفت عن قيام الأسر بقطع الغاز والكهرباء.

ويحذر المحللون من أن هناك “خطراً” في الشتاء القادم يتمثل في أن أسعار الطاقة “ستظل في الواقع مرتفعة للغاية” كما سيواجه أصحاب المنازل الارتفاع لسنوات قادمة. وتوقع مكتب أوفجيم أن يستمر استهلاك الغاز والكهرباء في الانخفاض في جميع أنحاء بريطانيا هذا العام بسبب زيادة تكاليف الطاقة وأزمة كلفة المعيشة الأوسع.

وقال الدكتور كريج لوري المستشار الرئيسي في شركة خبراء الطاقة كورنوال إنسايت "تظهر توقعاتنا لعام 2024 أن الأسعار ستستمر في الزيادة أعلى بكثير من أسعار ما قبل الوباء، وهو الأمر الذي من المتوقع حاليًا أن يظل كذلك طوال الفترة المتبقية من العقد". وتشير التوقعات إلى أنه يجب على المستهلكين التفكير في تعزيز جهودهم لخفض فواتير التدفئة هذا الشتاء.