تكاليف الغذاء تتوج أطول سلسلة من الانخفاضات الشهرية

ارتفاع أسعار المواد الغذائية في المتاجر في الكثير من مناطق العالم على خلفية ارتفاع تكاليف الطاقة والنقل والعمالة.
السبت 2023/07/08
تهدئة الأسواق أمر لا مفر منه

روما- توّجت تكاليف الغذاء في العالم أطول سلسلة من الانخفاضات الشهرية منذ ثلاثة عقود على الأقل، مخالفة بذلك الارتفاع الكبير في أسعار متاجر البقالة والذي لا يزال يشكل ضغطا كبيرا على الأسر في العديد من بلدان العالم.

وانخفض مؤشر الأسعار العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة في يونيو الماضي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عامين، مدفوعا بانخفاض كلفة السكر والزيوت النباتية والحبوب ومنتجات الألبان.

وذكرت المنظمة الجمعة أن مؤشرها، الذي يتابع أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، بلغ في المتوسط 122.3 نقطة في يونيو مقابل 124.0 نقطة بعد التعديل في الشهر السابق. وكانت قراءة مايو الماضي في الأصل 124.3.

منظمة فاو: مؤشر الأسعار في يونيو بلغ أدناه منذ أكثر من عامين
منظمة فاو: مؤشر الأسعار في يونيو بلغ أدناه منذ أكثر من عامين

وقراءة يونيو هي الأدنى منذ أبريل 2021 وتعني أن المؤشر الآن أقل 23.4 في المئة من أعلى مستوى وصل إليه في مارس 2022 بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومع ذلك لا يزال مقياس فاو مرتفعا، ويقول خبراء “من الممكن أن يستغرق الأمر وقتا حتى يصل تأثير هذه التغيرات إلى ما يدفعه المستهلكون في متاجر البقالة”.

وزادت أسعار المواد الغذائية في المتاجر في الكثير من مناطق العالم على خلفية ارتفاع تكاليف الطاقة والنقل والعمالة، وهو ما زاد من حدة أزمة تكاليف المعيشة وفاقم الجوع في العالم.

وحذّر عمالقة الأغذية من زيادة أسعار البيع بالتجزئة، خاصة مع تضخم التكاليف وارتفاع الأجور في العام الماضي، وحتى الآن لا تزال الأوضاع تضغط على الناس رغم تسجيل انخفاضات في مستوى التضخم.

وفاقم تعطل سلاسل توريد الغذاء وقفزة في الأسعار بسبب الحرب في أوكرانيا التضخم في العديد من المناطق التي تعتمد على واردات القمح من منطقة البحر الأسود، ووضع أيضا ضغوطا على ميزانيات حكومات كثيرة بسبب القفزة في كلفة دعم الغذاء.

وفي تقرير منفصل عن العرض والطلب على الحبوب، توقعت فاو أن يبلغ الإنتاج العالمي من الحبوب هذا العام أكثر من 2.8 مليار طن، بارتفاع طفيف عن تقديرات الشهر الماضي وبزيادة 1.1 في المئة عن مستويات عام 2022.

وقالت فاو إن التوقعات المرتفعة كانت مدفوعة بالكامل تقريبا بآفاق أفضل لإنتاج القمح العالمي، إذ ارتفعت التوقعات بنسبة 0.9 في المئة إلى 783.3 مليون طن. وانخفض مؤشر فاو لأسعار الحبوب 2.1 في المئة في يونيو مقارنة بالشهر السابق، مع تراجع أسعار الذرة والشعير والذرة الرفيعة والقمح والأرز.

2.4

في المئة نسبة انخفاض مؤشر أسعار الزيوت النباتية على أساس شهري، مسجلا أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2020

وانخفض مؤشر أسعار الزيوت النباتية 2.4 في المئة على أساس شهري، مسجلا أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2020، ومدفوعا بانخفاض الأسعار العالمية لزيوت النخيل وزيت دوار الشمس.

وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن مؤشر أسعار السكر تراجع 3.2 في المئة عن مايو، مسجلا أول انخفاض له بعد أربع زيادات شهرية متتالية، وهو ما يرجع بشكل رئيسي إلى تحسن محصول قصب السكر في البرازيل وتباطؤ الطلب العالمي على الواردات.

وتظهر البيانات أيضا تراجع مؤشر أسعار منتجات الألبان 0.8 في المئة مقارنة بشهر مايو بينما ظل مؤشر اللحوم دون تغيير. ولفت برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن ارتفاع تكاليف المواد الغذائية الأساسية في البلدان الضعيفة المستورِدة يضع مرونتها في التعامل أمام “اختبار فاصل”.

وبحسب البرنامج أسهمت الأزمة القائمة بين روسيا وأوكرانيا، التي هي مصدر رئيسي للمحاصيل، في ارتفاع تكاليف الحبوب والزيوت النباتية، وهما عنصران أساسيان في النظم الغذائية للمنطقة.

وظلت الأسواق المحلية في العديد من البلدان تعاني لأشهر جراء تراجع ما لدى السكان من مبالغ نقدية لشراء الغذاء، بعدما أدى تعطل الإمدادات إلى نقص كبير في السلع والبضائع، وهو ما سينجر عنه انفلات في الأسعار.

ويهدّد تفاقم الجوع في العالم والذي زاد بواقع 18 في المئة في عام 2021 وحده، وهو الأكبر منذ 15 عاما على الأقل، أكثر من أي وقت مضى الهدف الذي حدّدته الأمم المتحدة والمتمثل في القضاء عليه في عام 2030.

10