تكاليف الشحن تقوض تجارة النفط الروسي إلى آسيا

عروض مزيج خام إسبو الروسي لشهر مارس قفزت إلى ما بين 3 و5 دولارات للبرميل فوق خام برنت ببورصة إنتركونتيننتال.
الأربعاء 2025/01/29
تكاليف الشحن باتت مشطة

موسكو– توقفت تقريبا التجارة الآسيوية في النفط الروسي الذي سيتم تحميله في شهر مارس المقبل مع ارتفاع أسعار الناقلات والخام في الأسواق العالمية نتيجة الحزمة الجديدة من العقوبات الأميركية.

وأوضح متعاملون وبيانات شحن تعثر تجارة النفط الروسي إلى آسيا، أكبر مشتر للنفط في العالم، بسبب ظهور فجوة في الأسعار بين المشترين والبائعين في الصين بعد ارتفاع تكاليف استئجار الناقلات التي لم تطلها العقوبات الأميركية.

وفرضت واشنطن عقوبات جديدة في العاشر من يناير الجاري تستهدف سلاسل إمداد النفط الروسية، ما تسبب في ارتفاع أسعار شحن الناقلات مع تجنب بعض المشترين والموانئ في الصين والهند السفن الخاضعة للعقوبات.

70

في المئة من السفن التي تعمل بميناء كوزمينو مستهدفة من قبل العقوبات التي فرضتها واشنطن

واستهدفت هذه القيود شركات التأمين وتجاراً وحوالي 70 في المئة من السفن التي تعمل بميناء كوزمينو. وهدد ذلك صادرات بنحو 900 ألف برميل يوميا من خام إسبو، وأعطى فرصة لمشغلي السفن الأخرى.

وأكد ثلاثة متعاملين مطلعين على الأمر لرويترز الثلاثاء أن عروض مزيج خام إسبو الروسي لشهر مارس المُصدر إلى الصين من ميناء كوزمينو في المحيط الهادي قفزت إلى علاوات تتراوح بين 3 و5 دولارات للبرميل فوق خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال.

وهذا الارتفاع على أساس التسليم على ظهر السفينة بميناء الوصول بعد أن ارتفعت أسعار الشحن بالناقلات أفراماكس على هذا المسار عدة ملايين من الدولارات.

وقبل عقوبات يناير أدى الطلب القوي في فصل الشتاء وارتفاع أسعار الخامات المنافسة من إيران إلى بلوغ العلاوات الفورية لخام مزيج إسبو إلى الصين ما يقرب من دولارين للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ بدء حرب أوكرانيا في عام 2022.

وفي الهند أبلغ المدير المالي لشركة بهارات بتروليوم المحدودة رويترز، لم تذكر هويته، قبل أيام بأن الشركة لم تتلق أي عروض جديدة للتسليم في مارس كما يحدث عادة.

وتتوقع شركة بهارات انخفاض عدد الشحنات المعروضة للتسليم في مارس من يناير الحالي وديسمبر الماضي. وتتلقى الهند عادة عروض شراء الخام الروسي في منتصف كل شهر. وشكل الخام الروسي 36 في المئة من واردات الهند ونحو خُمس واردات الصين في عام 2024.

وفي الأسبوع الماضي تحولت بوصلة ناقلات النفط التي كانت تنقل الخام من الموانئ الغربية في روسيا إلى الموانئ الشرقية لخدمة مسار رئيسي لتصدير النفط إلى الصين، وذلك بضغط من العقوبات الأميركية.

pop

وتُعد الكلفة المرتفعة من بين الأسباب المحتملة لهذا الإجراء، حيث زادت تكاليف شحن خام إسبو من ميناء كوزمينو الروسي إلى الصين أكثر من ثلاثة أضعاف بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الناقلات التي تستخدم هذا المسار. ومعظم هذه السفن المستخدمة في التجارة من نوع أفراماكس التي تبلغ سعتها حوالي 750 ألف برميل.

وبدأت سفينتان على الأقل، تملكهما شركتان مسجلتان في هونغ كونغ، استخدام الطريق، وفق بيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبيرغ، ولم يتضح ما إذا كانت الشركتان مملوكتين لمواطنين روس أم لا.

وقالت إيما لي، المحللة الأولى لدى شركة فورتيكسا، إن “تغيير المسار يعتبر إشارة إلى تفضيل الموردين الروس لطرق الشرق الأقصى.” وكانت أحدث شحنة حملتها الناقلة جينجيانغ إكسبرينس وتحوي نحو 770 ألف برميل من ميناء كوزمينو في 18 يناير الجاري، بحسب بيانات تتبع السفن.

وسبق أن نقلت هذه السفينة من نوع أفراماكس شحنات خام أورال من موانئ في غرب روسيا وخامات نفط أخرى من الشرق الأوسط. وقبل تلك الشحنة بخمسة أيام قامت السفينة مايني بنقل شحنة من ميناء كوزمينو في 13 يناير، وأفرغتها في ميناء دونغ ينغ بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين.

10