تكالة حريص على توطيد العلاقات مع تركيا

أنقرة - عكست زيارة رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد تكالة وهي الأولى له منذ توليه المنصب حرصا على توطيد العلاقات بين مجلس الدولة وأنقرة، التي شابتها بعض التوترات خلال فترة رئاسة خالد المشري، الذي كان معارضا لحليف أنقرة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة.
واستقبل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد تكالة.
وقالت الخارجية التركية في بيان لها إن “فيدان استقبل تكالة بالعاصمة أنقرة، دون ذكر تفاصيل أكثر حول فحوى اللقاء”.
وفي سياق آخر، أجرى فيدان مباحثات هاتفية مع نظيره المالديفي عبدالله شاهد، وناقش الجانبان الملفات الإقليمية، بحسب بيان الخارجية التركية.
وشهدت العلاقة بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ومجلس الدولة حالة من الاحتقان في الفترة الأخيرة، وصلت إلى درجة منع عدد من أعضاء المجلس من السفر وسحب جوازاتهم من قبل جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة، ورد المشري على ذلك بالقول إنه بعد تصويت مجلس الدولة على خارطة الطريق، التي تتضمن تغيير الحكومة “جنّ جنون الحكومة والقوى المسيطرة بسلطة الأمر الواقع، وطلبت من الأجهزة الأمنية التابعة لها عرقلة جهود المجلس، لأنه يسعى لإيجاد حكومة موحدة، واليوم مُنع عدد من أعضاء مجلس الدولة كانوا ذاهبين إلى تركيا في مهمة رسمية من السفر، وجرت مصادرة جوازاتهم”، متهما الدبيبة بأنه “يوهم الناس بأنه لا يريد الحروب، وهو أكثر شخص يسعى لحرب للبقاء في منصبه وإنفاق المال بلا حسيب أو رقيب”.
تكالة يعتبر من المحسوبين على التيار المساند للدبيبة سواء داخل مجلس الدولة أو داخل جماعة الإخوان
وبعد تدهور العلاقات بين الرجلين كان على الدبيبة الحسم نهائيا في وضعية المشري والإطاحة به من مجلس الدولة، وعقد تحالفات من أجل ذلك، والمجيء بقيادة جديدة.
ويعتبر تكالة من أشد الرافضين للتعديل الدستوري الثالث عشر الذي تشكلت بموجبه لجنة 6+6 المكونة من مجلسي النواب والدولة لكتابة القوانين الانتخابية، ومن المحسوبين على التيار المساند للدبيبة سواء داخل مجلس الدولة أو داخل جماعة الإخوان، وهو ما أدى إلى توتر العلاقة بينه وبين المشري والذي وصل إلى حد التلاسن وتبادل الاتهامات.
وفي وقت سابق، التقى محمد تكالة بالسفير التركي لدى ليبيا كنعان يلمز، في العاصمة الليبية طرابلس.
وبحث الطرفان ملف المصالحة الوطنية، وسبل تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، بالإضافة إلى تطورات العملية السياسية، ونتائج أعمال اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية 6+6.
وناقش تكالة مع السفير التركي سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
كما بحث اللقاء تطورات العملية السياسية، وسبل تحقيق الاستقرار في ليبيا، متطرقا إلى نتائج أعمال اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية 6+6، وملف المصالحة الوطنية.
ويعد لقاء تكالة مع يلمز الأول له مع مسؤول تركي منذ انتخابه رئيسا للمجلس الأعلى للدولة، الاثنين الماضي، عقب حصوله على 67 صوتا في جولة تصويت ثانية، بعد منافسة شرسة خاضها مع سلفه خالد المشري، الذي حصد 62 صوتا.