تكاثر قياسي للنازحين حول العالم

عدد النازحين بات يتجاوز بأكثر من الضعف عدد الأشخاص الذين فروا عبر الحدود كلاجئين.
الجمعة 2021/05/21
الفقر والجوع يدفعان بالكثيرين إلى النزوح

جنيف - أعلن مركز مراقبة النزوح الداخلي والمجلس النرويجي للاجئين في تقرير مشترك الخميس أن النزاعات والكوارث الطبيعية دفعت شخصا للنزوح ضمن بلده كل ثانية العام الماضي، ما رفع عدد النازحين داخليا إلى مستوى قياسي.

وجاء ارتفاع الأعداد على الرغم من القيود الصارمة على الحركة التي فرضتها السلطات حول العالم لمنع تفشي كوفيد – 19، والتي كان مراقبون يتوقعون بأن تؤدي إلى خفض أعداد النازحين العام الماضي.

لكن العام 2020 شهد أيضا عواصف شديدة ونزاعات وأعمال عنف في مناطق مختلفة من العالم أبرزها دول في الشرق الأوسط وأفريقيا أجبرت 40.5 مليون شخص على النزوح ضمن بلدانهم.

ويعد هذا الرقم أعلى عدد للنازحين الإضافيين يسجّل منذ عقد، ما رفع العدد الإجمالي للنازحين داخليا حول العالم إلى 55 مليونا.

وقالت مديرة مركز مراقبة النزوح الداخلي ألكسندرا بيلاك لوكالة الصحافة الفرنسية إن “العدد المسجل للنازحين غير مألوف”، مشيرة إلى أن الزيادة في عدد النازحين داخليا “غير مسبوقة”.

وبات عدد النازحين داخليا حاليا يتجاوز بأكثر من الضعف عدد الأشخاص الذين فروا عبر الحدود كلاجئين، أي نحو 26 مليون شخص.

وذكر التقرير أن نحو عشرة ملايين من النازحين الجدد فروا العام الماضي جراء نزاعات وأعمال عنف مع تزايد وجود الجماعات المتطرفة في إثيوبيا وموزمبيق وبوركينا فاسو تسببا بتفاقم أزمات نزوح تعد الأسرع نموا في العالم العام الماضي.

2020

شهد عواصف شديدة ونزاعات وأعمال عنف في مناطق مختلفة من العالم أجبرت 40.5 مليون شخص على النزوح ضمن بلدانهم

كما استمرت نزاعات مثل تلك التي تشهدها سوريا وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية في إجبار أعداد كبيرة من الأشخاص على النزوح.

وقال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند في بيان “أمر صادم بأن شخصا أجبر على الفرار من منزله داخل بلده كل ثانية من العام الماضي”. وتابع “نفشل في حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من النزاعات والكوارث”.

وأشارت بيلاك إلى أن الأمر “المثير للقلق خصوصا هو أن هذه الأعداد الكبيرة سُجّلت على خلفية الوباء”.

وأوضحت أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى نظرا إلى عرقلة القيود على الحركة وعملية جمع البيانات وحقيقة أن “عددا أقل من الأشخاص توجّه إلى الملاجئ المقامة للطوارئ خشية الإصابة” بالفايروس.

وذكرت أن الوباء فاقم أيضا الظروف الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة إلى النازحين محذرة من أن “هذه الأعداد قد ترتفع أكثر مع دخول البلدان بشكل أكبر في أزمة اقتصادية”.

وخلص التقرير إلى أن ثلاثة أرباع الأشخاص الذين نزحوا داخليا العام الماضي كانوا ضحايا كوارث طبيعية، خصوصا تلك المرتبطة بظواهر مناخية قصوى.

وضربت أعاصير قوية وأمطار موسمية وفيضانات مناطق معرّضة للخطر ومكتظة في آسيا ومنطقة الهادئ بينما كان موسم الأعاصير في الأطلسي “الأكثر نشاطا الذي يتم تسجيله”.

وقال “أجبرت مواسم الأمطار الممتدة في أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الملايين على مغادرة منازلهم”.

ويفيد الخبراء بأن التغيّر المناخي يزيد من تواتر الأحوال الجوية القصوى وحدتها. وقالت بيلاك “لا يمكننا إلا أن نتوقع في ظل التداعيات المستقبلية للتغير المناخي، أن تصبح هذه الكوارث أكثر تكرارا وشدة، وبالتالي بأن يرتفع عدد النازحين داخليا”.

وبخلاف النزوح الناجم عن الكوارث، والذي لا يطول أمده عادة مع عودة السكان لبناء منازلهم المتضررة أو المدمّرة فور انتهاء العواصف، قد يتواصل النزوح الناجم عن النزاعات لسنوات، وفق التقرير.

وحذّر التقرير أيضا من أن اجتماع عاملي النزاعات والكوارث الطبيعية يفاقم المشكلة، إذ أن 95 في المئة من عمليات النزوح المسّجلة العام الماضي تمّت في بلدان تعد عرضة لتداعيات التغير المناخي.

وأفاد أن “تغيّر المناخ واستغلال الموارد الطبيعية بشكل مبالغ فيه قد يفاقمان عدم الاستقرار والنزاعات، والتي قد تؤدي بدورها إلى النزوح”.

عدد قياسي

 

5