"تقنيات الكتابة القصصية للطفل".. شروط صعبة

كتاب يناقش فيه أدباء ومختصون نفسيون طرق الكتابة الأدبية الموجهة إلى الأطفال ويبين أهمية هذا النمط الأدبي.
السبت 2019/04/06
الكتابة للأطفال حقل إبداعي شائك وحيوي

عمّان – يتضمن كتاب “تقنيات الكتابة القصصية للطفل”، الصادر حديثا عن مؤسسة عبدالحميد شومان، أوراقا لعدد من المتخصصين في ثقافة الطفل وأدبه، قُدمت خلال ورشة تطبيقية نظمتها المؤسسة بمشاركة واسعة من الكتّاب الشباب.

ويهدف الكتاب إلى تمكين المهتمين بالكتابة للأطفال من الاطلاع على تجارب مؤلفي كتب الأطفال، والإفادة منها والخروج برؤى إبداعية تخدم فكرة كتاب الطفل وتطوره. إذ يعالج المشاركون عددا من القضايا والإشكالات المتعلقة بهذا الحقل على نحو تفصيلي يستند إلى الخبرة والممارسة سواء من المنظور الأدبي/الإبداعي، أو التربوي/الاجتماعي، مع ما يقتضيه ذلك من تحديد الفئة العمرية وما يستتبعه من ترتيبات ثقافية وتربوية ولغوية وأدبية وفنية.

وقدمت للكتاب القاصة أماني سليمان، قائلة إن الكتابة للأطفال تبدو حقلا إبداعيا شائكا وحيويا في الوقت نفسه؛ ذلك أن الكاتب الذي يُقْدِم عليه محتاجٌ إلى قدر عال من الوعي بأهمية الكتابة للطفل وبتشعّبات هذا الحقل بين مجالات متعددة: أدبية وتربوية واجتماعية.

ورأت سليمان أن الكتابة للأطفال أصعب وأعقد من الكتابة للكبار، رغم ما قد يتراءى في ظاهرها من بساطة خادعة؛ فإذا كان “كاتب الكبار” حرا في أسلوب كتابته وتوجهاتها ورسائلها، فإن “كاتب الأطفال” محكوم بحاجات الطفل ونموه الانفعالي والمرحلة العمرية المستهدفة، مثلما هو مهموم بمجموعة القيم الإنسانية المرغوبة والمتَّفق عليها بين التربويين والمتخصصين.

وضم الكتاب ورقتين للكاتبة هيا صالح، جاءت الأولى بعنوان “القصة المصورة للأطفال”، للفئة العمرية (4-7) سنوات، رأت فيها أن السرد الموجه لهذه الفئة على وجه الخصوص يمثل تحديا أمام الكاتب لما تتطلبه الكتابة لها من مراعاة لمتطلبات تطوير مهارات الإدراك والنمو المتوازن، ولدور القصة المصورة في تنمية قدرة الطفل.

الكتابة للأطفال أصعب وأعقد من الكتابة للكبار
الكتابة للأطفال أصعب وأعقد من الكتابة للكبار

أما الورقة الثانية فألقت صالح فيها الضوء على سمات القصة الموجهة لهذه الفئة العمرية، وأهمية القصة الموجهة للطفل، وعناصرها وكيفية كتابتها، وقدمت مجموعة من المقترحات الخاصة بذلك.

واشتمل الكتاب كذلك على ورقتين للكاتبة تغريد النجار، جاءت الأولى بعنوان “الكتابة لليافعين: تحدّ ومتعة”، وقفت فيها الكاتبة عند مرحلة المراهقة التي حددتها من عمر 12 حتى 18 عاما، والسمات الجسدية والنفسية والعقلية التي يتسم بها المراهق وآثارها عليه.

أما ورقتها الثانية فكانت حول “تقنيات كتابة القصة للطفل في الفئة العمرية 8-11 سنة”، رأت فيها أنه ينبغي على كل من يريد خوض هذه التجربة معرفة خصائص المرحلة التي يتوجه إليها، وأن يتمتع بموهبة وخيال واسعين، ومعرفة كافية بعالم الطفل.

وفي ورقة “العنوان والبداية والفكاهة في قصة الطفل” انطلق الدكتور راشد عيسى من سؤال: كيف نكتب للأطفال، لا ماذا نكتب للأطفال؟ فأسلوب عرض القصة هو المسؤول الأول عن تحقيق المتعة والتسلية وهما الهدف الأساسي من الكتابة، بالإضافة إلى تحقيق الاستجابة لمجموعة القيم التربوية والمعرفية والسلوكية التي يطرحها الكاتب.

وضم الكتاب أيضا ورقة للكاتبة والرسامة وسام سعد، بعنوان “ثقافة الطفل”، وقفت فيها عند سؤالين مركزيين أولهما من يشكل ثقافة الطفل؟ مستعرضة المنابع التي يستمد منها الطفل ثقافته. وثانيهما من يكتب للأطفال؟ مشيرة إلى ضرورة التعامل مع الطفل بوصفه قارئا ذكيا.

وفي ورقته “الكتابة للأطفال والكتابة عن الأطفال: سيناريوهات متعددة تصبّ في نهر الإبداع”، أوضح الكاتب محمد الظاهر أنه عند الحديث عن الكتابة عن الأطفال والكتابة للأطفال، يجد الكاتب نفسه أمام سيناريوهات متعددة ومتداخلة، وأي خلل فيها يمكن أن يقود الكتابة إلى متاهات كثيرة.

أما الدكتورة لانا المبيضين فأكدت في ورقتها المعنونة بـ“نحو جيل مبتكر قادر على مواجهة تحديات القرن الـ21 بذكاء”، على أهمية تعليم مهارات التفكير الإبداعي والابتكار في منح الفرد الفرصة لتنمية قدراته إلى أقصى حد ممكن. بينما نبّهت سمر دودين في ورقتها “أدب الطفل بين الإبداع والوعظ والإرشاد” إلى خطر الوعظ والإرشاد المباشرين.

وتوقفت الكاتبة عبير الطاهرة في ورقتها “كيف نكتب للأطفال؟” عند أنواع القصص بحسب الأعمار ومراحل الكتابة، وعرضت لبعض الأفكار والأساليب التي يفضل الكتابة فيها. بينما توقفت أخصائية الطفولة والإرشاد التربوي سيرسا قورشا في ورقتها عند الأثر الفعال لسرد القصص على آلية التواصل مع الأطفال، وأهميته في المحافظة على الصحة العاطفية، وتطوير المهارات المعرفية.

15