تقليص دورية روسية تركية ثانية على طريق حلب ـ اللاذقية

الدفاع الروسية: تقليص دورية مشتركة مع تركيا في إدلب بسوريا بسبب مخاوف أمنية.
الاثنين 2020/03/23
أنقرة تسعى لانتهاك اتفاق إدلب بتسييرها دوريات منفردة

موسكو - اضطرت كل من روسيا وتركيا إلى تقليص دوريتهما المشتركة الثانية في منطقة إدلب السورية الاثنين بسبب مخاوف أمنية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان.

وكان من المقرر أن تغطي الدورية الطريق السريع إم4 الذي يربط مدينتي حلب واللاذقية.

وجرى تقليص دوريتهما المشتركة الأولى في وقت سابق هذا الشهر بسبب ما وصفته موسكو باستفزازات المسلحين.

 وعاد الهدوء الحذر إلى عموم منطقة بوتين– أردوغان مع دخول وقف إطلاق النار الجديد يومه الـ 18 على التوالي، وذلك عقب الخروقات التي شهدتها المنطقة الأحد، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات متقطعة بالرشاشات الثقيلة على محور حزارين في ريف إدلب، بين الفصائل المقاتلة والجهادية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر.

وتحاول روسيا وتركيا تثبيت اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة بعد مفاوضات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في موسكو في الخامس من مارس الجاري وتوصلا إلى وثيقة مشتركة حول التسوية في سوريا.

غير أن القوات التركية عمدت الأحد إلى تسيير دورية جديدة بمعزل عن روسيا على طريق حلب– اللاذقية الدولي، حيث انطلقت الدورية من قرية الترنبة الواقعة غرب مدينة سراقب وسارت على اتستراد الـ “M4” وصولاً إلى منطقة مصيبين بريف إدلب.

وترافقت هذه الخطوة مع استمرار أنقرة في حشد تعزيزات في المنطقة وإقامة نقاط عسكرية جديدة آخرها في مدينة جسر الشغور.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد نقاط المراقبة والانتشار التركية في الشمال السوري بلغ 46، فيما ارتفع عدد الآليات التي دخلت إدلب منذ اتفاق وقف إطلاق النار في الخامس من مارس إلى أكثر من 1500.

ويقول مراقبون إن تركيا تحاول بوضوح استغلال الأزمة التي خلفها انتشار كورونا وحالة القلق المتصاعدة لدى الجانبين الروسي والسوري من خطر تفشي الفايروس داخل مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، والذي من شأنه أن يضعف تركيز الطرفين في مراقبة مدى امتثال أنقرة لنص الاتفاق.

ويتخّوف أهالي إدلب من عودة التصعيد في المنطقة، بعد استقدام النظام تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينتي معرة النعمان وسراقب.

ويقول محللون إن مناورات تركيا ومحاولتها استغلال انشغال الجميع بأزمة كورونا والالتفاف على الاتفاق مع روسيا قد تولد كلها انفجارا يصعب السيطرة عليه، فيما اعتبر آخرون أن أنقرة تحاول كسب الوقت لكنها في الحقيقة لا تستطيع فعل الكثير لقلب المعادلة هناك، وأن تعزيز قواتها في شمال غرب سوريا يشكل خطرا حقيقيا خاصة إذا ما تفشى مرض كوفيد19- في المنطقة.

 يذكر أنه نتج عن اتفاق إدلب في موسكو إيقاف هجوم واسع لقوات النظام السوري بدعم روسي ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أقل نفوذاً، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية في إدلب ومحيطها.