تقديم وتأخير في مفردات وعبارات كلمة نعيم قاسم ولكن المحتوى معادٌ

اللبنانيون وحدهم من يدفعون الثمن مع تكثيف إسرائيل حملتها لإلحاق الهزيمة بحزب الله وتدمير بنيته التحتية في الصراع المستمر منذ عام.
الأربعاء 2024/10/16
المفردات ذاتها

بيروت – عمد نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، الثلاثاء إلى تقديم وتأخير مفرداته في التلويح بالرد على إسرائيل، لكن المحتوى الذي تحدث به معاد، وقد كرر ما قاله سابقا.

وزاد قاسم عدد المفردات التي تتحدث عن قساوة الضربات والرد عليها بإيلام إسرائيل، ووضع سجلا تاريخيا جديدا يعتبر المواجهة الجارية حاليا قد بدأت من تفجيرات البيجر، من دون أن ينسى توجيه نداء شبه يائس لوقف إطلاق النار مع معرفته المسبقة بأن إسرائيل قد قررت تفكيك الحزب والقضاء على صواريخه ومسيراته وهدم أنفاقه.

وقال قاسم إن حزب الله سيتبنى “معادلة إيلام العدو” لكنه دعا إلى وقف إطلاق النار، وهو المطلب الذي دأب على إطلاقه في ظهوره الإعلامي بعد مقتل الأمين العام حسن نصرالله.

زيادة عدد المفردات التي تتحدث عن قساوة الضربات والرد بإيلام إسرائيل، ووضْع سجل للمواجهة بدءا من تفجيرات البيجر

وقبل أسبوع أعلن قاسم أنه يؤيد الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، دون إشارة إلى ربطه باتفاق هدنة في غزة، وهو الربط الذي كان يضعه الحزب باستمرار شرطا مسبقا لوقف حرب “الإسناد”، كي يبدو الموقف الجديد كأنه تنازل أو رغبة في سحب المبررات أمام الهجوم الإسرائيلي لمنع هدم لبنان.

وتكثف إسرائيل ضغوطها على حزب الله منذ أن بدأت توغلاتها في المنطقة، وتجد دعما من الولايات المتحدة في تفكيك الحزب قبل أي حديث عن وقف إطلاق النار.

ولجأ قاسم إلى تسجيل كلمته أسوة بكلمات حسن نصرالله، في محاولة لتجنب استهداف إسرائيل له، خاصة أنه القيادي الوحيد الذي بقي من القائمة التي كانت تعبر عن مواقف الحزب.

وقال قاسم في كلمته المسجلة “أقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحل بوقف إطلاق النار، لا نتحدث من موقع ضعف، إذا كان الإسرائيلي لا يريد نحن مستمرون، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال وتُرسم الخطوات الأخرى”.

وأضاف أن حزب الله يحتفظ بحقه في مهاجمة أي مكان في إسرائيل أسوة بما فعلته إسرائيل في لبنان. وأضاف أن المزيد من الإسرائيليين سينزحون.

وقال مخاطبا الإسرائيليين “مع استمرار الحرب ستزداد المستوطنات غير المأهولة ومئات الآلاف بل أكثر من مليونين سيكونون في دائرة الخطر في أي وقت وفي أي ساعة وفي أي يوم. لا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا، انظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه”.

oo

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إن إسرائيل ستواصل مهاجمة الجماعة المدعومة من إيران “بلا رحمة في أي مكان في لبنان، حتى في بيروت”.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الثلاثاء إن إسرائيل أصدرت أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من ربع لبنان بعد أسبوعين من توغلها في جنوب البلاد لمحاربة جماعة حزب الله.

وتسلط هذه الأرقام الضوء على الثمن الفادح الذي يتكبده اللبنانيون مع تكثيف إسرائيل حملتها لإلحاق الهزيمة بحزب الله وتدمير بنيته التحتية في الصراع المستمر منذ عام.

إسرائيل تكثف ضغوطها على حزب الله منذ أن بدأت توغلاتها في المنطقة، وتجد دعما من الولايات المتحدة في تفكيك الحزب قبل أي حديث عن وقف إطلاق النار

وقالت ريما جاموس أمصيص، مديرة المفوضية في الشرق الأوسط، في مؤتمر صحفي بجنيف، إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة لعشرين قرية في جنوب لبنان تعني أن أكثر من ربع البلاد يخضع لأوامر إخلاء الآن. وأضافت “الناس يستجيبون لهذه الأوامر، ويفرون دون شيء معهم تقريبا”.

وينصب تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان حتى الآن على سهل البقاع في الشرق والضاحية الجنوبية لبيروت وعلى الجنوب حيث قالت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إن النيران الإسرائيلية أصابت قواعدها مرات وأصابت جنودا بجروح.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 20 قذيفة أُطلقت من لبنان على الأراضي الإسرائيلية بعد انطلاق صفارات الإنذار في منطقة خليج حيفا والجليل الأعلى، وبعضها لقي قوة اعتراض.

وساندت الولايات المتحدة إسرائيل في صراعاتها على الرغم من مخاوف متعلقة بسقوط مدنيين. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان الثلاثاء إن مكونات نظام مضاد للصواريخ متقدم بدأت تصل إلى إسرائيل وإنه سيعمل بكامل طاقته في المستقبل القريب.

وما زال الشرق الأوسط يترقب رد إسرائيل المُحتمل على إطلاق إيران وابلا من الصواريخ عليها في الأول من أكتوبر الجاري ردا على هجمات إسرائيل على لبنان.

 

اقرأ أيضا:

        • النزوح الجماعي في لبنان يثير مخاوف من إيقاظ الصراع الطائفي

        • سيناريوهات قاتمة تنتظر الاقتصاد في لبنان وسوريا

        • طموح نتنياهو… في ظل بلبلة إيرانية!

 

1