"تقدم" تعلن ترتيبات لقاء محتملا بين البرهان وحميدتي في القاهرة

حمدوك للبرهان: هل تريد أن يكتب التاريخ أنك آخر حاكم للسودان، وانتهى في عهدك وتفكك وتدمر للأبد.
الثلاثاء 2024/03/12
حمدوك يعول على القاهرة لإنهاء الحرب في السودان

الخرطوم – أعلن رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان "تقدم"، عبدالله حمدوك، أن القيادة المصرية وافقت على طلب للإتلاف بإمكانية حث قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على اللقاء في القاهرة من أجل إيقاف الحرب.

وفشلت محاولات سابقة لجمع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" في كل من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وعنتيبي عاصمة أوغندا.

وقال حمدوك، في تصريحات صحافية، إن "لقاء البرهان وحميدتي من المحتمل أن تحتضنه القاهرة"، مضيفًا أنهم "ناقشوا مع القيادة المصرية إمكانية حث البرهان وحميدتي على اللقاء في القاهرة من أجل إيقاف الحرب".

وتابع رئيس تنسيقية تقدم "رحبوا بالأمر، فاستقرار السودان من استقرار مصر وانهيار السودان كارثة أمنية كبرى لمصر"، مؤكدًا أن "مصر تقوم بأدوار فاعلة في حل أزمة السودان وأن "تقدم" لن تتوقف عن التواصل مع البرهان وحميدتي من أجل إنهاء الحرب".

ونفى أن تكون تنسيقية تقدم منحازة لصالح الدعم السريع، موضحا أن "التنسيقية كتبت رؤية وقدمتها للجيش وللدعم السريع، الدعم السريع قبل التباحث وحضر هل نرفضه؟".

وقال "البرهان في الأول كان يبدو أنه غير موافق على اللقاء، وكان مصراً على أن يتم اللقاء في بورتسودان، اتفقنا على الجلوس في أديس أبابا قلت له دعنا نتكلم بوضوح، جلوسك في بورتسودان وضع غير طبيعي، يجب أن تنتهي هذه الحرب، هل تريد أن يكتب التاريخ أنك آخر حاكم للسودان، وانتهى في عهدك وتفكك وتدمر للأبد؟ البرهان بدأ يستجيب. أنا لا أعتقد أن البرهان يريد هذه النهاية للسودان، ويمكن أن يتم عقد اللقاء في القاهرة، وتكون اتفاقات المنامة منصة ارتكاز".

وكانت تنسيقية تقدم برئاسة حمدوك قد التقت حميدتي بأديس أبابا مطلع يناير الماضي وطرحت عليه خارطة طريق لإيقاف الحرب وكان من المأمول أن تعقد تقدم لقاءا مماثلا مع البرهان الذي اشترط اللقاء في بورتسودان.

وذكر حمدوك أن الدعم السريع هو الذي تجاوب مع موقف تقدم السياسي، لكن عدم تنفيذ الاتفاق يقدح في مصداقيته، مشيرا إلى أن الدعم السريع يرفع شعارات سياسية صحيحة لكن غير موجودة على الأرض، وفق تعبيره.

وأضاف "الجيش لم يطرح خطاباً سياسياً، وقياداته تقول (بل بس) والحرب لن تنتهي إلا بانتهاء الدعم، وهذا سياسياً غير جيد، ويزيد من معاناة السودانيين".

ووصف حمدوك زيارة تنسيقية تقدم إلى مصر بـ"المفتاحية"، وأوضح أنها أتت من الحكومة المصرية، ولمسوا من كل الجهات العليا في مصر تفهمهم للأزمة السودانية، حيث أتت الرؤى متطابقة، بأنه لا يوجد حل عسكري للحرب في السودان ولا مخرج منها سوى الحوار السياسي والجيش الواحد الذي يحفظ وحدة السودان واستقراره.

وأضاف أن أهم ثلاثة محاور تمت مناقشتها في مصر هي إيقاف الحرب والعون الإنساني وأوضاع السودانيين في مصر.

وكان وفد من تنسيقية تقدم برئاسة حمدوك أنهى الأحد زيارة إلى مصر التقى خلالها مسؤولين مصريين إضافة إلى عقد لقاءات مع النخب المصرية.

وجاءت زيارة حمدوك إلى القاهرة تزامنا مع دعوة مجلس الأمن طرفي الصراع في السودان إلى وقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وهي الدعوة التي استجاب لها قائد قوات الدعم سريعا، بينما أبدى الجيش تحفظا عليها وطرح شروطا أقرب إلى الهجوم السياسي كنوع من تعويض الإخفاقات الميدانية.

ويرى متابعون للمشهد السوداني أن محاولات الدعم السريع مد جسور تواصل مع الجيش، أظهرتها في موقف ضعف، وأنها مستعدة لتقديم تنازلات، على الرغم من كونها المسيطر على مناطق واسعة من السودان.

ويشير المتابعون إلى أن الجيش اعتبر مبادرات الدعم السريع نقطة ضعف وهو ما أدى إلى تشدده أكثر، حتى أنه رفض قرارا صدر في مجلس الأمن يقضي بوقف العدائيات خلال شهر رمضان.

وميدانيا تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من المحاور في الخرطوم وعدد من المدن، حيث تدور اشتباكات متواصلة بين الطرفين بولاية غرب كردفان.

ويحاول الجيش التقدم في أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم بعد أن تمكن من فك الحصار الذي كانت تفرضه على سلاح المهندسين جنوب المدينة منذ بدء القتال في منتصف أبريل 2023.