تقدم بطيء ومكلف لقطاع الطيران التجاري نحو إزالة الكربون

معدل إنتاج الوقود الأخضر يتعين أن ينمو بسرعة حتى يتمكن القطاع من تحقيق أهدافه المتعلقة بالانبعاثات.
الخميس 2024/12/12
قد يكون مكلفا

جنيف (سويسرا) – يواجه طريق قطاع النقل الجوي التجاري لإزالة الكربون مطبات كثيرة لتحقيق هدف الانسجام مع الخطط العالمية لخفض الانبعاثات الملوثة للبيئة، حيث يحتاج على ما يبدو إلى وقت أطول وقد يكون مكلفا بالنظر إلى المحددات التي سترسم هذا الاتجاه.

ومن الواضح أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لديه هواجس من أن قطاع الطيران لا يتحرك بالسرعة الكافية لتحقيق أهداف إنتاج واستخدام الوقود المستدام، بينما يهدف إلى تحقيق صفر انبعاثات بحلول 2050.

وقال ويلي والش رئيس إياتا خلال فعالية إعلامية للاتحاد الدولي للنقل الجوي في جنيف “لا نحرز التقدم المأمول. وبالطبع، لا نحرز التقدم الكافي.”

مات فينش: إذا زاد عدد الطائرات، فالانبعاثات ستستمر في الارتفاع
مات فينش: إذا زاد عدد الطائرات، فالانبعاثات ستستمر في الارتفاع

وبحسب بيانات إياتا، لا يشكل وقود الطيران المستدام سوى ما يقرب من 0.3 في المئة من الوقود المستخدم في الطائرات حول العالم، ومن المتوقع أن يشكل 0.7 في المئة فقط بحلول 2025.

ويقول خبراء إن معدل إنتاج الوقود الأخضر يتعين أن ينمو بسرعة حتى يتمكن القطاع من تحقيق أهدافه المتعلقة بالانبعاثات.

وأظهرت دراسة نشرتها إياتا الثلاثاء الماضي أن الإنتاج العالمي من وقود الطائرات الأخضر في 2024 كان مليون طن فقط، وهو أقل من توقعات الاتحاد قبل عام، والتي كانت تشير إلى أنه سيبلغ 1.5 مليون طن.

ومن أجل تسريع التحول النظيف أعلن الاتحاد أنه سيطلق مشروعا جديدا لتتبع مبادرات وقود الطائرات المستدام العالمية بشكل أفضل العام المقبل في محاولة لتوفير المزيد من الشفافية حول التقدم المحرز بالقطاع.

وأوضح أن أوروبا تتأخر عن الولايات المتحدة في ما يتعلق بالحوافز التي يمكن أن تساعد في تعزيز الاستثمار في مرافق الإنتاج.

وتعافت شركات الطيران بفضل انتعاش الطلب على السفر، لكنها تعرضت لانتقادات من الجماعات البيئية لتعزيز الأرباح من خلال إضافة رحلات، مما يضر بالبيئة.

وقال مات فينش، مدير السياسة في المملكة المتحدة لمجموعة المناصرة للنقل والبيئة، لرويترز في وقت سابق من هذا العام “إذا ارتفع عدد الطائرات في السماء، فإن الانبعاثات ستستمر في الارتفاع أكثر فأكثر حتى لو كانت الطائرات أكثر كفاءة بشكل طفيف.”

ومن المقرر أيضا أن تنخفض أسعار وقود الطائرات مع تراجع ضغوط التضخم وقيام البنوك المركزية الرئيسية يتقدمهم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والمركزي الأوروبي بتخفيف سياسة السياسة النقدية، مما يوفر بعض الراحة.

وفي نوفمبر 2023 توصلت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) إلى اتفاق دولي بشأن إطار عالمي لوقود الطيران منخفض الكربون في ختام أعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل.

ويأتي الاتفاق الذي أعلن من دبي قبل أيام قليلة على استضافة الإمارة لأكبر تجمع دولي بشأن التغير المناخي، وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28).

وجاء “إطار دبي العالمي” بعد مشاورات ونقاشات جرت على مدار خمسة أيام بين أكثر من ألف مسؤول ومستثمر ومتخصص في القطاع من 100 دولة و30 منظمة دولية ذات صلة.

التعريفات الجمركية المحتملة قد تعيق ثقة التجارة والأعمال، وكلاهما تراقبه شركات الطيران عن كثب

ورغم كل التحديات كان والش متفائلا بشأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قائلا إن “تصرفاته في ولايته الأولى عززت شركات الطيران.”

ولفت إلى أن المؤشر هو أن إدارة ترامب الثانية من المرجح أن تعكس بعض الإجراءات التي اتخذت في عهد إدارة جو بايدن، وقال “أرى إدارة ترامب إيجابية صافية للصناعة”، دون الخوض في التفاصيل.

ويتوقع المستثمرون أن تعزز إدارة ترامب المؤيدة للأعمال التجارية السفر المؤسسي، وتدعم عمليات الدمج والاستحواذ، وتقدم سياسات صديقة للطيران، في حين قد يؤدي دعم ترامب لإنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى خفض تكاليف الوقود.

ومع ذلك، تعتقد إياتا، التي تتوقع انخفاض عائدات الركاب في عام 2025، وهو متوسط المبلغ الذي يدفعه الراكب للسفر لمسافة ميل واحد، بنسبة 3.4 في المئة مقارنة بعام 2024، أن حالة عدم اليقين المرتبطة بالصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا قد تشكل مخاطر.

ويقول بعض خبراء الاقتصاد إن التعريفات الجمركية المحتملة قد تعيق أيضا ثقة التجارة والأعمال، وكلاهما تراقبه شركات الطيران عن كثب.

وعلى الرغم من المشاكل، ترجح إياتا أن تحقق صناعة الطيران إنجازا تاريخيا بإيرادات تبلغ 1.007 تريليون دولار العام المقبل، ارتفاعا من 964 مليار دولار متوقعة هذا العام.

ويأتي ذلك التعافي بعد انهيار الصناعة، بعدما انقادت إلى تكبد خسارة تقدر بحوالي 140 مليار دولار في عام 2020 نتيجة للوباء.

11