تقارب متزايد بين فرنسا وفتحي باشاغا

السفارة الفرنسية في ليبيا ترحب بإلقاء وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق القبض على الميليشياوي عبد الرحمان ميلاد.
الخميس 2020/10/15
مساع لاستمالة الموقف الفرنسي

طرابلس - عكس ترحيب السفارة الفرنسية في ليبيا بإلقاء وزارة الداخلية التابعة "لحكومة الوفاق" القبض على الميليشياوي عبدالرحمن سالم إبراهيم ميلاد المعروف باسم "البيدجا" وجود تقارب بين باريس ووزير الداخلية فتحي باشاغا الذي يحاول منذ توليه منصبه استمالة الموقف الفرنسي الذي يعتبر أقرب إلى قائد الجيش المشير خليفة حفتر.

وهنأت فرنسا وزارة الداخلية بحكومة الوفاق على إلقاء القبض على "البيدجا"، وقالت السفارة الفرنسية في ليبيا خلال بيان اليوم، إنها تهنئ وزارة الداخلية الليبية بإلقائها القبض على المدعو عبدالرحمن ميلاد، تنفيذا لقرارات القضاء الليبي ولجنة العقوبات في مجلس الأمن للأمم المتحدة. وتابعت أن "محاربة جرائم الاتجار بالبشر ضرورية في ليبيا وفي العالم".

وتمنح التهنئة الفرنسية مصداقية لجهود باشاغا في محاربة الإرهاب والجريمة وهي الجهود التي ينظر إليها كتحركات انتقائية تهدف بالأساس إلى القضاء فصائل مسلحة منافسة له ولمليشيات مصراتة خاصة في طرابلس.

وظهرت بوادر التقارب الفرنسي مع فتحي باشاغا أواخر يوليو الماضي عندما زار الصحفي الفرنسي برنارد هنري ليفي مصراتة وترهونة حيث رجح كثيرون تسهيل باشاغا دخول ليفي المثير للجدل في ليبيا وهو ما تعمق خاصة بعدما نفت حكومة الوفاق أي علاقة لها بترتيب الزيارة عقب معارضة شعبية لها.

والمعارضة لزيارته من قبل جزء كبير من الرأي العام في غرب ليبيا ناجمة أساسا الاتهامات التي توجهها "حكومة الوفاق" التي يسيطر عليها الإسلاميون إلى فرنسا بشأن دعمها لهجوم الجيش على طرابلس، وهذا ما تنفيه باريس.

وكان فتحي باشاغا أول من شن هجوما قويا على فرنسا عقب تحرك الجيش نحو طرابلس ملوحا بوقف "أي تعامل مع الجانب الفرنسي في الاتفاقيات الأمنية الثنائية" في تحرك بدا وكأنه يتجاوز صلاحياته كوزير للداخلية.

وفي يوليو 2019 اتهم فتحي باشاغا، فرنسا بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم الجيش الليبي في زحفه نحو العاصمة طرابلس.

وشدد حينئذ على أن اعتراف باريس بأنها صاحبة الصواريخ أميركية الصنع التي عثر عليها في مدينة غريان جنوبي طرابلس، بعد تراجع قوات حفتر منها، يعد مؤشرا على وجود عناصر فرنسيين على الأرض يدعمون الجيش الليبي.

وتحاول فرنسا التملص من دعمها للجيش بعد خسارته المعركة بسبب التدخل العسكري التركي  وبدأت في الترويج إلى أن دعمها كان موجها فقط لمحاربة الإرهاب. وكان وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان عاد خلال تصريحات صحافية مطلع الشهر الحالي إلى عام 2015، حين عانت ليبيا من هجمات "داعش" الذي استقر في عدة أماكن في الشمال والجنوب، موضحا أن هذا الأمر سبب مساعدة الجيش الوطني الليبي في قتاله ضد الإرهابيين.

وفي منتصف 2016 أعلنت فرنسا مقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين في ليبيا، مؤكدة بذلك للمرة الأولى وجود جنود فرنسيين في هذا البلد، في حين افادت مصادر ليبية انهم قتلوا ا إثر استهداف متشددين تابعين لـ "سرايا الدفاع عن بنغازي" مروحية عسكرية غرب بنغازي.