تفكيك حماس أولوية رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد

إيال زامير "يفهم جيدا" الجبهة في غزة ومتمسك بخيار الحسم العسكري.
الخميس 2025/03/06
شخصية قوية متمسكة بالحسم العسكري

القدس – أكد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير الأربعاء أن “مهمة إسرائيل ضد حركة حماس لم تنته بعد،” في تأكيد واضح على أن الأولوية بالنسبة إلى زامير وإسرائيل في المرحلة المقبلة هي هزيمة حماس وتفكيك سلاحها بقطع النظر عن مسار التهدئة في مرحلته الثانية.

ويشير تعيين زامير رئيسا للأركان، واعتمادا على شخصيته القوية وتمسكه بالحسم العسكري، إلى أن إسرائيل تريد أن تنهي ما لم تحققه في الحرب بشأن تفكيك حماس ونزع سلاحها وترحيل قادتها البارزين إلى الخارج ومنعها من إعادة تشكيل قوتها في القطاع تمهيدا لحرب قادمة.

ويضع الإسرائيليون الخطة المصرية جانبا، خاصة أن هذه الخطة يتخللها الكثير من الغموض بخصوص وضع حماس في المرحلة المقبلة.

إذا قرر الإسرائيليون استئناف الخيار العسكري لمواجهة حماس، فهذا يعني أن الخطة العربية وُلدت ميتة

وتنظر الخطة إلى تحييد حماس عن الحكم على أنه مكسب مهم يمكن إقناع إسرائيل به كدليل على جدواها واستجابتها لمطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منْع حماس من أن تكون جزءا من اليوم التالي للحرب.

لكن الخطة لا تجيب عن تساؤلات ما بعد تحييد الحركة عن الحكم، وهو ما تهتم به إسرائيل أكثر من إعادة الإعمار وزيادة تدفق المساعدات، حيث لا تُعرف الجهة التي ستكون قادرة على منع حماس من تجهيز نفسها والتهيؤ لمواجهة جديدة، وكذلك منعها من إعادة تهيئة الأنفاق وتخزين السلاح واستقبال أسلحة جديدة من الخارج، فهل سيوكل الأمر إلى سلطة فلسطينية ضعيفة ومهزوزة أم ستعطى لحماس حرية الحركة.

وفيما تركت قمة القاهرة حل هذه التعقيدات إلى الخطة المصرية، التي لا يُرى منها إلى حد الآن سوى الجانب المالي والاقتصادي، فإن إسرائيل تضع الجانب الأمني أولوية قصوى، ما يفسر تزامن التصريحات المشددة على نزع سلاح حماس مع انعقاد القمة التي تفيد بأن حكومة نتنياهو ليست راضية عن تعامل العرب مع الأزمة، ولذلك ستستمر في مهمة تفكيك حماس على طريقتها.

وإذا قرر الإسرائيليون استئناف الخيار العسكري لمواجهة حماس، فهذا يعني أن الخطة العربية وُلدت ميتة بسبب عجزها عن حل نقاط الخلاف.

وتشكّك المحلّل السياسي الفلسطيني غسان الخطاب، الذي كان وزيرا في السلطة الفلسطينية، في إمكان تحقيق الخطة العربية، مشيرا إلى نقص التفاصيل بشأن التمويل والعقبات السياسية التي تواجهها الخطة.

po

وقال إنّ “اللاعبين الوحيدين في غزة، والطرفين الوحيدين اللذين لديهما نفوذ في غزة، هما إسرائيل وحماس… ومواقفهما غير منسجمة مع هذه الخطة.” وأضاف “لا يُعقل أن نتوقع من إسرائيل أن تتخلّى عن خطة (دونالد) ترامب وتتبنّى خطة العرب. لا أمل في ذلك.”

وأوضح زامير خلال مراسم تنصيبه في تل أبيب “هذه ليست عملية تسليم وتسلم عادية، هذه لحظة تاريخية… حماس تعرضت بالفعل لضربة قاسية، لكنها لم تُهزم بعد.” وتابع قائلا “المهمة لم تنته بعد.”

وزامير البالغ من العمر 59 عاما هو أول رئيس للأركان من سلاح المدرعات ومعروف بنهجه الصارم في أرض المعركة.

إسرائيل تريد أن تنهي ما لم تحققه في الحرب بشأن تفكيك حماس ونزع سلاحها وترحيل قادتها إلى الخارج ومنعها من إعادة تشكيل قوتها في القطاع تمهيدا لحرب قادمة

ويتولى مهامه في ظل عدم التيقن من استمرار الهدنة الهشة بين إسرائيل وحركة حماس إذ يختلف الطرفان في كيفية تمديدها بعدما انتهت السبت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي استمرت 42 يوما.

وقال نتنياهو خلال المراسم متوجها إلى زامير “مسؤولية كبيرة جدا تقع على عاتقكم،” مؤكدا أن “نتائج الحرب ستحمل أهمية لأجيال ونحن مصممون على تحقيق النصر،” بعد حرب مدمرة في قطاع غزة اندلعت إثر هجوم حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر 2023 واتسعت لتشمل عدة جبهات.

وقال أمير أفيفي، الجنرال الإسرائيلي السابق الذي أسس مركز البحوث اليميني “منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي”، عن زامير “إنه يفهم جيدا ما هي الحروب الكبرى وطريقة خوضها.”

ويتمتع زامير بشخصية قوية، إذ تعكس بنيته الجسدية الضخمة رسالة واضحة يكشف مضمونها عن مدى جدّيته. ووصفه أفيفي، الذي يعرفه منذ أكثر من عشرين عاما وأمضى معه عاما في الكلية الإسرائيلية للأمن القومي، بأنه “يلتزم تحقيق المهمات” و”يهتم بالتفاصيل” و”صارم”.

وأضاف أن زامير “يفهم جيدا” الجبهة في غزة حتى أنه وضع “خطة مفصلة للغاية للسيطرة على كل غزة” أثناء عمله قائدا للمنطقة الجنوبية بين عامَي 2015 و2018. وتابع أفيفي “أعتقد أنه يدرك جيدا أنه اختير لمهمة واحدة هي تحقيق النصر لإسرائيل على كل الجبهات.”

من جهته قال جوناثان كونريكوس، الناطق السابق باسم الجيش والذي خدم مع زامير، إن الرئيس المعين حديثا سيتعين عليه “التعامل مع التحديات الإستراتيجية الأكثر دقة،” بما فيها استعادة ثقة العامة.

 

اقرأ أيضا:

       • القمة العربية الطارئة: قرارات كبرى أم ضجيج بلا طحين

       • خارطة طريق فلسطينية منسجمة مع متطلبات عربية

 

1