تفكير محمد صلاح في الرحيل يثير الرعب داخل ليفربول

فتح المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، الباب لتأويلات عديدة حول مستقبله مع الفريق بعدما أكد أنه لا يمانع في الرحيل خصوصا إذا تعلق الأمر بأحد الأندية الكبرى في الدوري الإسباني على غرار برشلونة أو ريال مدريد، وهو ما ردّ عليه مدرب الفريق الألماني يورغن كلوب بطريقة ذكية في محاولة لتهدئة الجماهير وبعث إشارة للاّعب بأن عليه أن يراجع حساباته.
لندن - أدخل النجم المصري محمد صلاح نصيبا كبيرا من الشكوك داخل فريقه ليفربول، تاركا أسئلة محيّرة حول مستقبله مع بطل الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي، في وقت لا يستبعد فيه محللون رحيل صلاح بعدما بلغ مرحلة “تشبّع” بالألقاب.
وكان صلاح أدلى بتصريحات لوسائل إعلام الإسبانية أكد فيها أنه منفتح بشأن الانضمام إلى ريال مدريد أو برشلونة، ما رسم علامات استفهام حول مستقبل اللاعب مع ليفربول الذي انتقل إليه قبل أكثر من 3 أعوام.
وفتح هذا الجدل، الذي أثاره النجم المصري، باب التأويلات على مصراعيه وبات حديث وسائل الإعلام التي تساءلت عن الأسباب التي ربما تقود نجم الريدز إلى الإدلاء بمثل هذه تصريحات في وقت يتزايد فيه تركيز الفريق على الهروب وتحصين موقعه في الصدارة محليا، وتحضير اللاعبين ليكونوا على أتم الاستعداد للمنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا.
واهتمت الصحف الإنجليزية الصادرة السبت بتسليط الضوء على رسالة يورغن كلوب مدرب ليفربول إلى صلاح. وكتبت صحيفة تايمز “كلوب.. صلاح يجب أن يبقى”، في إشارة إلى تصريحات المدير الفني لليفربول التي أكد فيها عدم وجود أي أسباب تدفع النجم المصري للرحيل عن قلعة الريدز.
وكان كلوب قال في تصريحات نشرتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية “يمكننا جميعا البحث عن شيء آخر في التصريحات إذا أردنا ذلك، لكنني أعتقد أن السبب الوحيد لمغادرة صلاح ليفربول في الوقت الحالي هو الطقس”.
وأضاف “هل يوجد سبب آخر هنا؟ هذا واحد من أكبر أندية العالم. نحن ندفع أموالا جيدة. ربما ليس الأفضل في العالم، لكننا ندفع جيدا ولدينا ملعب مثير مع مشجعين رائعين، ولدينا قاعدة جماهيرية في جميع أنحاء العالم”.
ويفسّر محللون رياضيون تصريحات المدرب الألماني بكونها إيجابية وبالغة التأثير خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بافتقاد لاعب في قيمة صلاح، لكنهم يؤكدون على شيء مهمّ وهو حاجة أيّ نجم إلى التغيير إذا ما بلغ الأخير المحطة النهائية مع الألقاب ويعلم أنه لا يمكنه إضافة المزيد. لكنهم يتساءلون هل الوضعية الحالية التي يعيشها ليفربول تسمح لأي لاعب بالتفكير في تغيير المكان؟
وتوّج صلاح، القادم من روما الإيطالي في موسم 2017 – 2028 أفضل مسيرة له مع الفريق الأحمر بلغ عمرها إلى حد الآن ثلاث سنوات قاده خلالها إلى حصد باكورة ألقابه سواء محليا أو أوروبيا.
وبعد خيبة الأمل في التتويج في نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2017 – 2018 أمام ريال مدريد (1 – 3) لم يرم الفريق الأحمر المنديل ولاح أكثر قوة في موسم 2018 – 2019 ليبلغ النهائي الذي كان إنجليزيا خالصا وواجه خلاله مواطنه توتنهام وتمكن من حصد اللقب بالتغلب عليه (2 – 0).
وركز ليفربول الموسم الماضي 2019 – 2020، رغم ما طاله بسبب الأحداث والتغييرات التي أدخلها فايروس كورونا على اللعبة، على لقب الدوري الممتاز الذي غاب عنه لمدة 30 عاما تقريبا وتمكن من حصده بفضل مجموعة كبيرة من اللاعبين الممتازين يتقدمهم هداف الفريق صلاح.
ويقول كلوب “نرتدي اللون الأحمر، وهو أجمل لون على أيّ حال. لا يمكنك إجبار الناس على البقاء، لكن الأمر كله يتعلق بالتوقيت، واللحظة المناسبة للمغادرة”.
وأضاف “نجري تغييرات ونجلب لاعبين، وإذا أراد أحد اللاعبين الرحيل، لا يمكننا منعه. أنا فقط لا أفهم لماذا يريدون الرحيل. عندما أجاب صلاح على السؤال، كان الأمر أن هذه الأندية قد تكون مهتمة وهو لم يستبعد ذلك”.
وأردف “إذا سألت أيّ لاعب في العالم عن برشلونة أو ريال مدريد، هل يمكنك أن تتخيل اللعب هناك يوما ما؟ هل سيقول (لا) الأندية الإسبانية ليست مناسبة لي. الشيء الوحيد الذي قاله هو أننا سنرى الأمر، لكن كل شيء بخير في ليفربول”.
وأتم “خيبة أمل صلاح بشأن شارة القيادة ضد ميدتيلاند؟ تحدثت إلى مو حول هذا الموضوع عقب المباراة، ثم أدركت أن الأمر لم يسر بشكل جيد، لذا أوضحت ذلك، ثم أجرى المقابلة، وهذه ليست مشكلة بالنسبة إليّ. من الواضح أنه أصيب بخيبة أمل”.
وأبدى أسطورة ليفربول جيمي كاراجر رأيه في تصريحات محمد صلاح بشأن إمكانية انتقاله إلى ريال مدريد أو برشلونة في المستقبل. وقال كاراجر في تصريحات نقلتها صحيفة “ميرور” البريطانية، “توقيت حديث صلاح عن العروض والرحيل غريب جدا”. وأضاف “أعتقد أنها كانت رسالة لإدارة ليفربول، بضرورة تقديم عرض جديد لتجديد عقده بمقابل مادي ضخم”. وتابع “رؤية اللاعبين يتوددون لأندية الدوري الإسباني، كان سيقلق ليفربول قبل 5 سنوات، وليس الآن”.
وفي محاولة منه لتهدئة الأجواء التي أشعلها صلاح بالتعبير عن موقفه من الرحيل توجّه كلوب برسالة مؤثرة إلى جماهير النادي عبر موقع على الإنترنت.
وجاء في نص رسالة كلوب للمشجعين “كما اعتدت في الأعوام الماضية، أحب أن أكتب رسالة لجماهير ليفربول حول العالم لأتمنى لهم كريسماس سعيدا. بعد العام الصعب الذي مررنا به جميعا، بات من الأكثر أهمية بالنسبة إليّ أن أتوجه بهذه الرسالة بشكل مباشر إلى كل واحد منكم”.
وتحدث كلوب عن تتويج ليفربول بلقب الدوري الممتاز للمرة الأولى خلال 30 عاما قائلا “بالطبع، عندما ننظر إلى عام 2020 اليوم وبعد سنوات من الآن، سيتذكر الجميع هذه الكلمات: ليفربول أبطال إنجلترا.. وقعها جميل على الأذن، أليس كذلك؟ لقد كنا معا في ليلة التتويج. أعتقد أنكم قد شاهدتم صور وفيديوهات الاحتفالات.. وبعض الرقصات أيضا!”.
ويستقبل ليفربول، الذي يحتل الصدارة منفردا بـ31 نقطة، اليوم الأحد على أرضه بملعب “أنفليد” وست بروميتش ألبيون، وسيكون التركيز في اللقاء منصبا على تحصيل النقاط الثلاث على أمل مواصلة التغريد منفردا والهروب في الصدارة.