تفشي وباء كورونا في صفوف الفصائل المقاتلة يهدد الجنود الأتراك في شمال سوريا

عنصر من الشرطة الموالية لأنقرة بتل أبيض يصاب بالفيروس، في حين تم الحجر على جميع زملائه في القسم.
الثلاثاء 2020/04/14
الجنود الأتراك يدفعون فاتورة طموحات أردوغان

دمشق – تواجه الجماعات المقاتلة الموالية لتركيا في شمال سوريا، خطر تفشي فايروس كورونا في صفوفها، بعد أنباء عن تسجيل حالات لعدد من عناصرها، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية على المدنيين وأيضا على الجنود الأتراك الذين هم على تواصل مباشر معهم.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر وصفها بالمطلعة الاثنين عن إصابة عنصر من الشرطة الموالية لتركيا بتل أبيض من محافظة الرقة بفايروس كورونا، وقد تم الحجر على جميع زملائه في القسم.

وأكدت المصادر أنه تم الاشتباه بعدة حالات خلال الساعات الماضية، بينهم عناصر في صفوف الفصائل الموالية لتركيا، وشابان من بلدة سلوك، حيث تم وضعهم جميعا بالحجر الصحي.

وكان المجلس المحلي جهز في تل أبيض مركزا للطوارئ في مدرستين ضمن المدينة للحجر على المشتبه بإصابتهم.

ويقول محللون إن انتشار فايروس كورونا في صفوف الموالين يضع النظام التركي في وضع محرج، خاصة بعد إيفاده على مدار الأيام الماضية الآلاف من الجنود للمنطقة، والذين باتوا معرضين لخطر الإصابة بالفايروس.

وأعلن رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) محمد غوللو أوغلو في وقت سابق أن مؤسسته تتابع عن كثب احتمال تفشي وباء كورونا في منطقة إدلب شمال غربي سوريا.

جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع مرئي مع اللجنة التوجيهية الأميركية التركية (مقرها واشنطن) حول أنشطة مكافحة فايروس كورونا. ولفت غوللو إلى أن مسؤولي الصحة ومنظمات المجتمع المدني التركية شرعت بأنشطتها إزاء احتمال تفشي الوباء، في وقت تواصل فيه تلبية الاحتياجات الأساسية من طعام وإيواء للنازحين في إدلب.

وأكد أنه إلى الآن لم يتم رصد أي إصابة مؤكدة بالفايروس في إدلب، مضيفا “هناك قيود مفروضة على حركة التنقل في المحافظة وهذا مؤشر إيجابي، إلا أننا نتابع الوضع عن كثب إزاء احتمال تفشي الوباء”.

ويقول أطباء إن انتشار فايروس كورونا في إدلب مسألة وقت خاصة بعد الإصابات التي سجلت في محيطها والمناطق القريبة منها، ويحذرون من أن البنية التحتية الطبية المدمرة في المنطقة والمخيمات المكتظة ستجعل أي تفش للفايروس يتحول بسرعة إلى كارثة إنسانية.

وكان الآلاف من النازحين السوريين قد بدأوا العودة إلى ديارهم في محافظة إدلب التي مزقتها الحرب على الرغم من خطر تجدد القتال، وجلهم مدفوع بالخوف من انتشار كورونا في مخيمات اللاجئين المكتظة قرب الحدود التركية.

ونزح زهاء مليون سوري من إدلب وريفها في شمال غرب البلاد خلال الاثني عشر شهرا الماضية بعد أن كثفت قوات الجيش السوري، مدعومة من روسيا، حملتها لاستعادة السيطرة على آخر معقل للفصائل الجهادية والمقاتلة بعد حرب مستمرة منذ تسع سنوات.

وهدأت المعارك منذ مارس عندما اتفقت أنقرة التي تدعم الفصائل، على وقف إطلاق النار مع موسكو حليفة دمشق.

وفي ظل الهدوء المؤقت، يُخيّرُ النازحون بين خيارين أصعب من بعضهما، إما البقاء في مخيمات مكتظة للغاية مع خدمات قليلة حيث يمكن أن يكون الانتشار المحتمل للفايروس مهلكا، وإما العودة إلى بيوتهم مع احتمال تجدد المعارك حولها.

وقال أبوعبدو (45 عاما)، الذي عاد الأحد مع أُسرته المكونة من سبعة أفراد إلى قرية في ريف إدلب “حياتنا من خطر إلى خطر تهرب من القصف والنظام والمعارك إلى الزحام وكورونا”.

وأضاف “نحن هنا في أراض زراعية والهواء نقي ونظيف ولا يوجد زحام رغم أنها منطقة خطرة حتى اليوم”.

2