تفشي كورونا يعمق أزمات الخطوط القطرية

فاقم شلل قطاع الطيران والسفر العالمي أزمات الخطوط الجوية القطرية، التي تعاني أصلا منذ نحو 3 سنوات من آثار المقاطعة العربية. وأجبرتها هذا الأسبوع على توسيع خفض الوظائف.
لندن- كشف وزير العمل الفلبيني سلفستر بيلو أمس أن الخطوط الجوية القطرية استغنت بشكل مفاجئ عن نحو 200 موظف فلبيني في قطر هذا الأسبوع، بعد أن تفاقمت أزمات الشركة بسبب تداعيات تفشي فايروس كورونا.
وأضاف الوزير “المُلحق المعني بالعمل لدينا تلقى تعليمات صارمة للاتصال بالسلطات القطرية لتحديد السبب الحقيقي لقرار الإدارة الاستغناء عنهم على أساس عدم الحاجة”. ولم ترد الخطوط الجوية القطرية على طلب للتعقيب.
وكانت مؤسسة “أي.بي.أس – سي.بي.أن” قد نشرت تقريرا عن تسريح الموظفين في وقت سابق. وقالت إن الموظفين الفلبينيين، وبينهم مهندسون وعاملو صيانة، تم تسريحهم يوم الثلاثاء. وذكر التقرير أن موظفين آخرين فقدوا وظائفهم أيضا، لكنه لم يكشف تفاصيل أخرى.
وكانت الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة قد حذرت من أنها ستسجل ثالث خسارة على التوالي خلال السنة المالية الحالية، التي تنتهي هذا الشهر، قبل أن يضرب تفشي الفايروس الطلب العالمي على السفر.
وتفرض قطر متطلبات دخول صارمة لمنع انتشار المرض الذي أصاب 442 شخصا في البلد الخليجي. وجميع الأجانب ممنوعون من الدخول وخفضت شركة الطيران عدد الرحلات إلى عدة وجهات.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إنه قد تكون هناك حاجة لدعم حكومي بقيمة 200 مليار دولار على مستوى العالم لدعم شركات الطيران.
وتعاني الخطوط القطرية منذ سنوات من أزمات عميقة بسبب المقاطعة العربية للدوحة، التي أدت إلى إغلاق الأجواء المحيطة بها وفقدان أكبر أسواقها الإقليمية.
وتحاول منذ ذلك الحين البحث عن حلول لتشغيل أسطولها الكبير، في ظل العقبات وارتفاع تكاليف التشغيل بعد أن أجبرتها المقاطعة العربية على البحث عن مسارات طويلة للكثير من الرحلات.
وأعلنت الشهر الماضي عن توقيع اتفاق مع مجموعة أميركان إيرلاينز بعد خلافات طويلة. وقال محللون إن الصفقة قد تهدف للتسلل إلى تلك الأجواء الخليجية من خلال المشاركة بالرمز مع شركة طيران أميركية.
ويرى محللون أن الخطوط القطرية تحاول أن تبعث برسالة لجيرانها الخليجيين بأنها يمكن أن تجد حلولا للمقاطعة، إضافة إلى محاولة استرضاء السلطات الأميركية للمساهمة في إنهاء الأزمة مع جيرانها.
وتعتمد الخطوط القطرية بشكل أساسي على رحلات الترانزيت بسبب الحجم الصغير للبلاد كوجهة نهائية للمسافرين حيث لا يدخل ويخرج من مطارها الدولي سوى نسبة ضئيلة من المسافرين.
ويشكل المسافرون إلى الدول الخليجية المجاورة من رجال الأعمال والسياح والعمال العرب والآسيويين والأفارقة نسبة كبيرة من زبائن الخطوط القطرية حيث يسافرون بين الدول المجاورة عبر الدوحة إلى الوجهات الكثيرة التي أطلقتها الشركة في السنوات الأخيرة.
كما أدى إيقاف رحلات شركات الطيران السعودية والإماراتية والمصرية والبحرينية إلى قطر إلى إيقاف تدفق المسافرين إلى الدوحة للانتقال عبر الخطوط القطرية إلى دول الخليج الأخرى وأوروبا وأفريقيا وأستراليا ودول الأميركتين.