تفجير إسطنبول يفتح الأبواب أمام عملية تركية في شمال سوريا

أنقرة - قال مسؤول تركي كبير الثلاثاء إن تركيا تعتزم ملاحقة أهداف في شمال سوريا بعد أن تكمل عملية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، إثر وقوع انفجار مميت في إسطنبول مطلع الأسبوع.
وتتهم الحكومة التركية المسلحين الأكراد بالضلوع في الانفجار الذي وقع الأحد في شارع الاستقلال في إسطنبول وأسفر عن مقتل ستة وإصابة أكثر من 80.
وقال المسؤول إن التهديدات التي يشكلها المسلحون الأكراد أو تنظيم الدولة الإسلامية لتركيا غير مقبولة، مضيفا أن أنقرة ستقضي على التهديدات على حدودها الجنوبية “بطريقة أو بأخرى”.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “سوريا مشكلة أمن قومي بالنسبة إلى تركيا. هناك عمل يجري القيام به بالفعل في هذا الصدد”.وأضاف “هناك عملية جارية ضد حزب العمال الكردستاني في العراق وهناك أهداف معينة في سوريا بعد استكمال هذا”.
تركيا نفذت ثلاث عمليات توغل حتى الآن في شمال سوريا ضد ما تقول إنهم مسلحون أكراد موالون لحزب العمال الكردستاني
وبدأت سلسلة من التفجيرات والهجمات الأخرى في جميع أنحاء البلاد بعد انهيار وقف لإطلاق النار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني في منتصف عام 2015، قبل الانتخابات في ذلك العام.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في شارع مشاة مزدحم، ونفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد ضلوعهما. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء المملوكة للدولة عن وزير العدل بكير بوزدج قوله الثلاثاء إن “الشرطة اعتقلت 50 شخصا في إطار التحقيق في الانفجار”.
واعتقلت المشتبه بها في تنفيذ التفجير، وهي امرأة سورية تدعى أحلام البشير، في ساعة مبكرة من صباح الاثنين في مداهمة لمنزل في إسطنبول. وقال وزير الصحة فخرالدين قوجة إن 58 مصابا غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج، وما زال 17 في المستشفى، بينما يوجد ستة آخرون في العناية المركزة.
ونفذت تركيا ثلاث عمليات توغل حتى الآن في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تقول أنقرة إنها جناح لحزب العمال الكردستاني. وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد قال في وقت سابق إن تركيا قد تقوم بعملية أخرى ضد وحدات حماية الشعب الكردية، إلا أن فيتو أميركيا بالخصوص حال دون ذلك.
وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية، لكن الولايات المتحدة تحالفت مع وحدات حماية الشعب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الصراع في سوريا.
ويرى مراقبون أن تفجير إسطنبول ربما يشكل ورقة ضغط تركية إضافية على القوى الفاعلة في سوريا (واشنطن وموسكو) للحصول على ضوء أخضر لعملية تركية محدودة ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا.