"تفاحة وبرتقالة".. خلاصة "الحرب" بين الخليجيات والمغربيات

الرباط – أثارت مقارنة عقدتها ناشطة مغربية من خلال فيديو متداول على تويتر بين الخليجيات والمغربيات لحسم “الجدل” الدائر منذ سنوات بينهن جدلا واسعا.

وظهرت الناشطة في بداية الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، وكأنها ترد على تعليق سابق قائلة “سأعطيك خلاصة الحرب التي لا تنتهي بين الخليجيات والمغربيات”. بعد ذلك أمسكت في إحدى يديها بتفاحة وباليد الأخرى ببرتقالة صغيرة، وقالت “أترين هذه التفاحة؟ كبيرة صح؟ لكنها من الداخل ليست حلوة، وتحسين أيضاً أنها ناشفة (جافة)”. وتابعت “شاهدي في المقابل هذه البرتقالة؟ صغيرة جداً لكن أقسم أنك لو فتحتيها لوجدتيها سكر وعسل”. وفي نهاية مقطع الفيديو، قالت الناشطة المغربية “وهكذا نحن المغربيات تستصغرونا وتقللون من شأننا، ولكن من داخلنا لا يوجد أطيب وأحن منا، الحمد لله وأقسم أن هذه هي الحقيقة للتخلص من هذه الحروب”.

ورغم أن الناشطة المغربية، لم تشبه المرأة الخليجية بـ”التفاحة الناشفة” بشكل واضح، إلا أن ذلك أثار موجة غضب.

وقال حساب:

HDggcd@

عزيزتي البرتقالة قد خانك التعبيرفأنت من فصيلة الحمضيات ولا مقارنة بينك وبين حبيبتي ثمرة التفاح مهما قلت فهي من ثمار الجنة التي أنزلت أبونا آدم وأمنا حواء من الجنة فنحن لن نترك تفاحتنا مهما حصل.. لن يملأ عيني سواها.

من جهة أخرى، دافع مغردون عن الناشطة المغربية التي “لم تذكر صراحة خلال مقارنتها أن المرأة الخليجية تشبه التفاحة الناشفة”. وكتب مغرد:

Fatoon51053979@

أحيانا تكون البرتقال مرة ناشفة، وأحيانا أخرى تكون التفاحة لينة وحلوة يعنى بالعربي الطيب والرديء في كل ديرة وفي كل مكان.

كما قوبل مقطع الفيديو بنوع من السخرية أيضا. وقال مغرد:

وتهكم مغرد:

ويعود “التنافس” بين الخليجيات والمغربيات إلى سنوات مضت ولا ينفك أن يهدأ، حتى يحتدم من جديد.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستعر فيها الجدل. وفي مارس الماضي أثار فيديو للفنانة الكويتية شمس، جاء رداً على مداخلة إحدى متابعاتها التي تحدثت بشكل عنصري عن النساء المغربيات جدلا واسعا.

وكتبت شمش حينها ردا على هاشتاغ #شمس_الكويتيه_اخرسي، الذي انتشر:

shamsofficial@

لن أخرس ولن أكون نعجة في قطيع المسترجلات أنا قلت رأيي بمحاسن الإنسانة المغربية لم أسئ لأحد. والمسترجلة اللي فهمت غير كذا خذي أدوية #ضبطي_هرموناتك والمغربيات عسل سبتوا #كورونا وسويتو هاشتاغ فيه 16 ألف تغريدة عشان تفرغون سمومكم يا مسترجلات.

واتهم مغردون حينها الفنانة الكويتية بالإفلاس الفني والبحث عن الشهرة والجمهور، وذلك بعد تصريحها بأن سر حب الشباب للفتيات المغربيات هو مقاس خصرهن النحيل ودعوتها إلى ربط خصر البنات ليصبحن جميلات.

وفي صيف 2017 أثارت تصريحات للفنانة المغربية الراحلة وئام الدحماني غضبا كبيرا من قبل نساء الخليج، بعدما تحدثت في مقابلة قصيرة عن الفروق بين المرأة المغربية والمرأة الخليجية. وكان من بين ما قالته إن المرأة المغربية “تهتم بنظافتها أكثر من المرأة الخليجية”. وعاشت الدحماني، التي كانت ممثلة ومغنية ومذيعة، في الإمارات وماتت هناك أيضا عام 2018، وكانت تبلغ من العمر 34 عاما.

وفي نفس العام الذي توفيت فيه الدحماني أثار مسلسل “شير شات” الكوميدي السعودي غضب المغردين المغاربة، الذين اعتبر العديد منهم أن المسلسل يصور المغرب على أنه مقصد للباحثين عن المتعة الجنسية ويسيء للمرأة المغربية.

وعام 2011، قابلت السعوديات إعلان مجلس الغرف السعودية السماح بجلب عمالة منزلية من المغرب، بعاصفة رفض. وفي نفس العام، وجهت للناشطة السعودية، وجيهة الحويدر رسالة إلى وزير العدل المغربي، آنذاك، محمد الطيب الناصري، مطالبة بصياغة قانون يمنع زواج المغربيات من الخليجيين والسعوديين. وكتبت في رسالتها “أنا امرأة سعودية متعلمة وموظفة وأم لخمسة أطفال. كنت زوجة سعيدة لرجل سعودي أحببته وأحبني طوال حياتنا الزوجية الهانئة، قبل أن يرتبط منذ سنتين بزوجة أخرى من المغرب، ومنها لم يهدأ لي بال، ولم يهنأ لي عيش من شدة ما سببته لي تلك المرأة المغربية من ضرر نفسي وخراب أسري”.

وتضع الكثير من بلدان الخليج قيودا متنوعة لتقييد زواج أبنائها من جنسيات عربية أخرى، إذ تشترط السعودية على سبيل المثال على مواطنيها الراغبين في الزواج من أجنبيات الوفاء بمجموعة من الشروط لإتمام الزواج من بينها ألا يقل عمر مقدم الطلب عن 30 عاما، وألا يكون متزوجا. ويستثني القانون المطلق والأرمل ومن أثبت بتقرير طبي أن زوجته بها عاهة أو مرض يحول دون المعاشرة الزوجية. ورغم كل هذه القيود أعلنت السفارة السعودية في الرباط أن أكثر من 600 سعودي تزوجوا من مغربيات في عام 2012 زواجاً نظاميا حصلوا فيه على تصريح بالزواج من الرياض.

ومن بين الأعمال التي أثارت الجدل في الماضي، مسلسل كرتوني عُرض في رمضان عام 2010 على قناة “الوطن” الكويتية، اسمه “يوميات بوقتادة وبونبيل”. وقد أثار استنكارا واسعا في المغرب وحتى داخل الكويت بعد تصويره نساء المغرب كمشعوذات وخاطفات للأزواج، ما دفع بالمغرب إلى تقديم مذكرة احتجاج رسمية لتعتذرالخارجية الكويتية بعد ذلك.

ويرى بعض الناشطين أن الصور النمطية، المتداولة حول المرأة المغربية أو الخليجية، من بين أسباب هذه المواجهة التي لا تنتهي بين الطرفين. وهذه الصور النمطية تعززها بعض الأعمال الدرامية.

وتقول نادية لمهيدي الأستاذة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط إن “المرأة المغربية تدفع ضريبة أناقتها وجمالها وأنوثتها عبر الصور النمطية المنتشرة عنها في الخليج”.