تفاؤل مشوب بالحذر عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل

حزب الله في وضع يدفعه للقبول بالاتفاق، الذي يستند على القرار الأممي 1701، بعد خسارته لقياداته من الصفوف الأولى وفقدان جزء كبير من ترسانته العسكرية.
الثلاثاء 2024/11/26
في انتظار اللحظة الحاسمة

بيروت- يسود تفاؤل مشوب بالحذر عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، قد ينهي تصعيدا تسبب في خسائر بشرية ومادية فادحة في لبنان، وهجر الآلاف من الجانبين لاسيما في المناطق الحدودية.

ويرى محللون أن حزب الله في وضع يدفعه للقبول بالاتفاق، الذي يستند على القرار الأممي 1701، بعد خسارته لقياداته من الصفوف الأولى وأيضا فقدان جزء كبير من ترسانته العسكرية، وانكشافه بشكل خطير أمام إسرائيل.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيجتمع الثلاثاء، لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله يمكن الانتهاء منه خلال الأيام المقبلة، فيما كشف مسؤول لبناني أن واشنطن أبلغت بيروت أنه يمكن الإعلان عن اتفاق “في غضون ساعات.”

◄ الجهود الدبلوماسية ركزت على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006

وذكر مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق من الاثنين إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب أصبح أقرب رغم وجود بعض المسائل العالقة، بينما أعرب مسؤولان لبنانيان كبيران عن تفاؤل حذر، وذلك مع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان.

ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤول أميركي كبير لم ينشر اسمه قوله إن إسرائيل ولبنان توصلتا إلى شروط لإنهاء الصراع، وإن من المتوقع أن توافق إسرائيل على المقترح الثلاثاء.

وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن المحادثات نحو وقف إطلاق النار مع حزب الله “تتقدم” لكنه أكد أن إسرائيل ستحتفظ بالقدرة على ضرب جنوب لبنان بموجب أي اتفاق.

وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعليق على ما أوردته أكسيوس.

من جهته اعتبر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب لرويترز أنه “لم تعد هناك عقبات جدية” أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة.

وأوضح بوصعب أن المقترح ينص على انسحاب عسكري إسرائيلي من جنوب لبنان ونشر قوات نظامية للجيش اللبناني في منطقة الحدود في غضون 60 يوما.

إلياس بوصعب: نشر قوات للجيش اللبناني في الحدود في غضون 60 يوما
إلياس بوصعب: نشر قوات للجيش اللبناني في الحدود في غضون 60 يوما

واحتدمت الأعمال القتالية بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية. وشنت إسرائيل في مطلع الأسبوع ضربات عنيفة قتلت إحداها 29 على الأقل في وسط بيروت كما أطلق حزب الله المدعوم من إيران أكبر وابل صواريخ حتى الآن شمل 250 صاروخا صوب إسرائيل الأحد.

وبدا أن جهود التوصل لهدنة تشهد تقدما الأسبوع الماضي عندما أعلن المبعوث الأميركي آموس هوكستين أن تقدما كبيرا تحقق بعد محادثات في بيروت قبل أن يعقد اجتماعات في إسرائيل ويعود لواشنطن.

وقال ديفيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية “نتحرك في اتجاه اتفاق لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج للمعالجة،” دون تقديم المزيد من التفاصيل.

ووفقا لمنشور على منصة إكس من إفي تريجر المذيع الكبير في جي.إل.زد، قال مايكل هرتسوج سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة للمحطة الإذاعية إن التوصل لاتفاق بات قريبا وإنه “قد يحدث خلال أيام… نحتاج فحسب إلى تغطية باقي الجوانب.”

وعبر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني بوصعب عن تفاؤل حذر قائلا إن اللحظة حاسمة.

وأضاف في مؤتمر صحفي “متفائلون.. في أمل.. بس ما فيك تجزم شي مع شخص متل نتنياهو.. الشي الوحيد اللي بيخلي نتنياهو اليوم يغير هو حقيقة، ورغم كل اللي عم بيصير، الميدان.”

وأوضح مسؤول لبناني ثان طلب عدم ذكر اسمه أن بيروت لم تتلق أي مطالب إسرائيلية جديدة من الوسطاء الأميركيين، والذين وصفوا الأجواء بأنها إيجابية وأشاروا إلى “وجود تقدم.”

◄ مجلس الوزراء الإسرائيلي سيجتمع الثلاثاء، لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله يمكن الانتهاء منه خلال الأيام المقبلة

وأضاف المسؤول لرويترز أن وقف إطلاق النار يمكن التوصل إليه خلال الأسبوع الجاري.

وتحولت الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله لحرب شاملة في سبتمبر عندما بدأ الجيش الإسرائيلي في دك مناطق شاسعة من لبنان بضربات جوية وأرسل قوات برية لجنوب لبنان.

ووجهت إسرائيل ضربات قاصمة لحزب الله بقتل أمينها العام حسن نصر الله وقياديين آخرين وبإلحاق دمار واسع النطاق في مناطق في لبنان تعد من مناطق هيمنة حزب الله بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت.

وركزت الجهود الدبلوماسية على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006 وأفضى إلى إنهاء حرب استمرت بين حزب الله وإسرائيل من خلال فرض وقف إطلاق النار.

ونص القرار على حظر وجود أي قوات أو سلاح بخلاف قوات وسلاح الجيش اللبناني في المنطقة بين نهر الليطاني وحدود إسرائيل ولبنان.

2