تفاؤل عالمي بالهدنة التجارية الأميركية الصينية

سادت حالة من الارتياح والتفاؤل في الأوساط الاقتصادية العالمية بعد إبرام واشنطن وبكين هدنة تجارية في ظل إشارات إيجابية من الطرفين، وذلك بعد وقت قصير على طيّ ملف تجاري شائك بتوقيع اتفاقية تجارية جديدة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
لندن- تزايدت المؤشرات على بدء مرحلة انحسار المناوشات التجارية العالمية، بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى هدنة تجارية بعد لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ على هامش اجتماعات قمة العشرين في بوينس آيرس.
واتفق الجانبان على التوقف عن فرض رسوم جمركية إضافية والامتناع عن تصعيد الحرب التجارية، في وقت يكثف فيه الجانبان المحادثات لتضييق هوة الخلافات للتوصل إلى اتفاق في غضون 90 يوما.
وبدا التفاؤل واضحا في إشادة ترامب بالاتفاق الذي وصفه بأنه “رائع” وأكد أنه سيحجم “عن فرض رسوم جمركية. وستنفتح الصين وتتخلص من الرسوم… وستشتري كميات كبيرة من المنتجات الزراعية وسيكون له تأثير إيجابي للغاية على قطاع الزراعة” الأميركي.
وأوضح بيان للبيت الأبيض أن الرئيس ترامب أبلغ نظيره الصيني أنه لن يزيد الرسوم على سلع صينية قيمتها 200 مليار دولار من 10 إلى 25 بالمئة بعد أن لوح بالقيام بذلك اعتبارا من مطلع العام المقبل.
وكشف أن الصين وافقت على شراء كميات “كبيرة جدا” لم يحددها من المنتجات الزراعية والصناعية والطاقة ومنتجات أخرى بهدف تقليص العجز التجاري الأميركي الكبير مع الصين وهو هدف أساسي للإدارة الأميركية.
وأضاف البيان أن الجانبين سيبدآن محادثات تجارية جديدة بشأن قضايا من بينها نقل التكنولوجيا والملكية الفكرية والحواجز غير الجمركية والسرقة الإلكترونية والزراعة. لكن البيت الأبيض ذكر أن الولايات المتحدة ستعود لزيادة الرسوم الجمركية، إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق خلال 3 أشهر.
وكان ترامب قد فرض رسوما بنسبة 10 بالمئة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار في سبتمبر وردت الصين بفرض رسوم على سلع أميركية، ثم هدد ترامب بزيادتها إلى 25 بالمئة في بداية العام المقبل.
كما لوح بتوسيع فرض الرسوم لتشمل واردات أميركية أخرى من الصين بقيمة 267 مليار دولار، بضمنها منتجات الكترونية لشكات تكنولوجيا كبرى مثل أبل، ما يعني أن حرب الرسوم كانت تتجه لشمول معظم الواردات من الصين التي تزيد على 200 مليار دولار سنويا.
وأشادت وسائل الإعلام الصينية أمس بما وصفته بأنه “توافق مهم” بين الزعيمين، لكنها لم تشر إلى مهلة التسعين يوما للتوصل إلى اتفاق شامل.
وقال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي للصحافيين إن الاتفاق “حال فعليا دون اتساع نطاق الخلافات الاقتصادية بين البلدين… الحقائق تبين أن المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة أكبر من النزاعات والحاجة إلى التعاون أكبر من الخلافات”.
ويرى محللون أن ترامب اتجه للهدنة بسبب انعكاسات الرسوم على المستهلكين الأميركيين وارتفاع أسعار السلع الصينية بعد أن رفعت الكثير من الشركات الأميركية أسعار السلع المستوردة.
كما تضرر المزارعون الأميركيون من انخفاض واردات الصين من فول الصويا ومنتجات أخرى. قال سكوت كنيدي خبير الصين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن الولايات المتحدة حققت مكسبا أكبر قليلا في الهدنة التجارية.
لكنه أضاف أن “ما تغير هو وتيرة التدهور فحسب، وليس اتجاه العلاقات”. وأوضح أن “أقصى ما حصلت عليه الصين هو إعفاء مؤقت من الرسوم الإضافية، لكنها لم تستطع دفع الولايات المتحدة إلى إعادة أنشطة التجارة إلى طبيعتها”.