تغيير على رأس وزارة الكهرباء الكويتية استباقا لموسم الذروة

الكويت تعاني من اضطرابات في خدمة تزويد السكان بالطاقة الكهربائية.
الثلاثاء 2025/03/11
مرسوم أميري ينهي مهام وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة محمود بوشهري

الكويت - أعلن الاثنين في الكويت عن صدور مرسوم أميري بقبول استقالة وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة محمود بوشهري.

وقالت الوكالة الرسمية الكويتية إنه صدر مرسوم آخر بتعيين وزيرة الأشغال العامة نورة المشعان مكان الوزير المستقيل بالوكالة بالإضافة إلى عملها.

ولم تورد الوكالة أسباب الاستقالة وقبولها لكن مصادر محلية أشارت إلى أن التغيير على رأس الوزارة جاء قبل دخول موسم الصيف الذي يبلغ فيه استهلاك الكهرباء ذروته وبات يشهد أزمات في تزويد السكان بالطاقة الكهربائية بشكل لا يتلاءم مع المقدرات المادية للبلد المنتج والمصدر للنفط.

وشهد الصيف الماضي، وقبل تعيين بوشهري في المنصب مع نهاية الفصل نفسه، أكبر اضطراب في توزيع الطاقة الكهربائية، ومنذ ذلك الحين تعدّد إعلان السلطات عن اتخاذ إجراءات صارمة لعدم تكرار الأزمة.

ومع ذلك تواصلت انقطاعات الكهرباء في الكويت وإن بشكل أقل مع مطلع السنة الحالية، ما أثار التساؤلات حول ما إذا كان لاستقالة الوزير علاقة بذلك.

وعانت الكويت خلال الصائفة الماضية من اضطرابات في خدمة تزويد السكان بالطاقة الكهربائية التي يرتفع معدّل استهلاكها مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحاجة إلى تكييف الهواء في المحلات الخاصّة والمقرّات العمومية وما يرتّبه ذلك من أحمال إضافية على محطات التوليد وخطوط النقل.

وزارة الكهرباء لجأت للقطع المبرمج خلال العام الماضي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، بسبب تزايد عدد السكان والتوسع العمراني وارتفاع درجات الحرارة

ورغم الاعتراف بدور العوامل المناخية القاسية في الارتفاع السريع في معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية، إلاّ أن متابعين للشأن الكويتي يعتبرون أنّ وصول الأمر حدّ الحديث عن أزمة كهرباء أمر غير منطقي بالنسبة إلى الكويت التي تمتلك مقدرات ضخمة في مجال الطاقة حيث أنّها رابع منتج للنفط في المنطقة العربية بمعدل إنتاج يومي يتجاوز الثلاثة ملايين برميل، وسابع مصدّر له في العالم، كما أنّ لها قدرات جيدة في مجال التكرير بامتلاكها مصفاة الزور السابعة في ترتيب أكبر المصافي في العالم وأيضا بشراكتها مع سلطنة عمان في مصفاة الدقم الأكبر في الشرق الأوسط.

وتمتلك الكويت كذلك قدرات مالية كبيرة تلخّصها قيمة أصول صندوقها السيادي المعروف بصندوق الأجيال والبالغة وفقا لأحدث التقديرات أكثر من 900 مليار دولار.

وتكفي مقارنة كل تلك القدرات بالعدد القليل للسكان الذي لا يتجاوز 4.5 مليون ساكن، للوقوف على مدى قدرة السلطات الكويتية على منع حدوث أزمات من نوع أزمة الكهرباء والتحسب لها على مدى الطويل.

ويستطيع البلد تجديد أسطول توليد الطاقة الكهربائية بالكامل وزيادة عدد مصادر التوليد وتنويعها وتوفير خزين احتياطي كبير من الوقود اللازم لتشغيل المولّدات لتلافي ما حدث السبت والأحد حين تسبب الخلل في عملية تزويد المولدات بالغاز في قطع التيار الكهربائي على عدد من المناطق.

وتُعرف عمليات قطع التيار الكهربائي لتخفيف الأحمال على الشبكة في الكويت بالقطع المبرمج، حيث يتم قطع التيار عن بعض المناطق بين الساعة الحادية عشرة صباحا والخامسة مساء وهي فترات ذروة الاستهلاك بسبب الاستخدام الكثيف لأجهزة التكييف.

ولجأت وزارة الكهرباء للقطع المبرمج خلال العام الماضي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، بسبب تزايد عدد السكان والتوسع العمراني وارتفاع درجات الحرارة وتأخر صيانة بعض المحطات الكهربائية.

3