تغييرات جذرية في الحزب الحاكم بموريتانيا للقطع مع حقبة ولد عبدالعزيز

نواكشوط – أحدث الحزب الحاكم في موريتانيا تغييرات جذرية، منها تبديل اسمه بالكامل واختيار رئيس جديد له، في محاولة للتناغم مع توجهات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للقطع مع حقبة الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز.
وفي تغيرات متسارعة أعلن رئيس الحزب سيدي محمد ولد أعمر طالب، الذي تولى دفة القيادة لثلاث سنوات، استقالته من الرئاسة مساء الأحد خلال مؤتمر استثنائي، دعت إليه الأمانة العام للحزب الذي ينتمي إليه أكثر نواب الأغلبية في البرلمان الموريتاني.
وتقرر خلال المؤتمر الاستثنائي تغيير الاسم الذي حمله الحزب طوال فترة حكم الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز، ونصف مأمورية خلفه الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، إذ أصبح حزب "إنصاف"، بدل "الاتحاد من أجل الجمهورية"، وشمل التغيير أيضا شعار الحزب.
وبعد استقالة رئيس الحزب في مستهل المؤتمر الاستثنائي، اختارت لجنة تعيين مؤقتة وزير التعليم ماء العينين ولد أييه رئيسا جديدا للحزب.
ويتولى ولد أييه منصب وزير التعليم والناطق باسم الحكومة، وسبق أن شغل العديد من المناصب الحكومية خلال السنوات الأخيرة.
وتأتي التغييرات الجذرية تحضيرا للاستحقاقات القادمة، حيث من المنتظر أن تشهد موريتانيا انتخابات تشريعية ومحلية العام القادم، بينما تنظم الانتخابات الرئاسية في 2024.
ويعدّ تغيير اسم الحزب الذي أسسه الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز عام 2009 مرحلة جديدة في سعي الرئيس الحالي للقطيعة مع سلفه، المتهم حاليا أمام القضاء بالفساد المالي، والإثراء غير المشروع.
وتعاقب على الحزب منذ تأسيسه عدد من الرؤساء، وكان محور صراع بين الرئيسين السابق والحالي، ومرّ بهزة قوية فيما عُرف حينها بـ"أزمة المرجعية"، التي كانت فيصل الخلاف بين الرئيسين، وأحدثت قطيعة نهائية بين الرجلين، على إثر محاولة ولد عبدالعزيز العودة إلى النشاط السياسي عبر الحزب الذي أسسه.
ويحمل الاسم الجديد "إنصاف" بصمة توجهات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يحمل برنامجه الانتخابي التأكيد على العدالة الاجتماعية، وضرورة إنصاف الطبقات الضعيفة، خاصة الأرقاء السابقين، والشريح المهمشة.