تغطية وسائل الإعلام لاعتداء لندن: طغى الخبر وغاب التحليل

الجمعة 2017/03/24
تضخيم الحدث

لندن- تصدر اعتداء لندن عناوين الصحف العالمية والمواقع الإخبارية منذ اللحظات الأولى، وتضاربت المعلومات عن تفاصيل الحادثة مع تهافت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء على أي معلومة دون التأكد من مصداقيتها، الأمر الذي يضع مجددا قضية السبق الصحافي في مواجهة مباشرة مع الدقة والمصداقية، ويبدو أن الأول استطاع الفوز في المعركة أيضا مع قرار وسائل الإعلام بعدم الاستفادة من الدروس السابقة في مثل هذه الحوادث والوقوع في فخ الانقياد للخبر.

وطغى الخبر على كل الصحف ووسائل الإعلام، التي تسابقت للبحث عن عدد أكبر من الضحايا قصد إعطاء أهمية للخبر، فيما غاب التحليل عن دوافع الحادث، رغم أنه يحتل الأهمية الأكبر بالنسبة إلى الجمهور من الحدث نفسه بعد شيوع المعلومات عن تفاصيل الخبر.

وانتقد الكاتب البريطاني سايمون جينكينز تهافت وسائل الإعلام في تضخيم الحدث، معتبرا أن ذلك ما يهدف له الإرهابي، وهو أن يجد أن ما قام به من عمل قد أثار الرعب بين الناس على الأقل في وسائل الإعلام.

ونشر جينكينز مقالا له الخميس بصحيفة الغارديان تحت عنوان “هجوم وستمنستر مأساة، ولكنه ليس تهديدا للديمقراطية”، طالب فيه وسائل الإعلام والسلطات بعدم الانقياد إلى هدف الإرهاب وتغيير نمط الحياة البريطانية.

وركزت العديد من الصفحات الأولى للصحف العالمية، مثل صحيفة التايمز البريطانية، الخميس، على محاولات النائب توبياس إلوود غير الناجحة لإنقاذ حياة كيث بالمر، ضابط الشرطة غير المسلح الذي هرع لمواجهة المهاجم الذي يحمل السكين؛ وعلى آخرين يصورون المهاجم نفسه.

بدورها ركزت صحيفة التلغراف وصحف أخرى على المهاجم الذي لم يكشف عن اسمه، كما صورت المساعي الطبية لإبقائه حيا، فيما عنونت غولف نيوز الإماراتية خبرها، بـ”اعتقال ثمانية أشخاص بعد هجوم لندن الإرهابي الذي أسفر عن مصرع 4 أشخاص وإصابة 40 آخرين”.

أما صحيفة ذا صن فقد اختارت صورة كبيرة للمهاجم وضابط الشرطة، بزاوية جانبية مع الحرص على أن لا تظهر صور الجثث الأخرى في الصورة. وكان واضحا في الصور التي نشرتها الصحف العالمية الحرص على المعايير المهنية بهذا الشأن، وعدم إظهار صور قاسية للضحايا تسيء لمشاعر الجرحى وعائلاتهم.

18