تغريدات الإيرانيين نشيد رسمي للثورة الإيرانية

طهران - أصبحت أغنية “براي” للفنان الإيراني شروين حاجى پور “النشيد الرسمي” للاحتجاجات المستمرة والتي تطالب بإسقاط النظام في إيران.
وتم تجميع كلمات أغنية “براي” من تغريدات مستخدمي مواقع التواصل وشعارات المتظاهرين الذين يخاطرون بحياتهم لتحدي رجال الدين الحاكمين في البلاد في الاحتجاجات الشعبية التي عمت مدنا إيرانية.
وتقول كلمات الأغنية “لأجل أختي، أختك، أختنا”، في إشارة إلى مهسا أميني، المرأة التي أدت وفاتها على يد الشرطة بسبب انتهاك مزعوم لقواعد اللباس الإيرانية الصارمة للنساء إلى اندلاع الاحتجاجات.
وتتابع الأغنية “بالنسبة إلى أنقاض المنازل السيئة البناء”، في إشارة إلى انهيار في مايو لمبنى تجاري سيء البناء من 10 طوابق في مقاطعة خوزستان جنوب غرب إيران. وتركت الكارثة البلاد في حالة من الحزن وغذت أسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
كلمات أغنية "براي" جمعت من تغريدات مستخدمي مواقع التواصل وشعارات المتظاهرين الذين يخاطرون بحياتهم
وتتحدث الأغنية أيضا عن “الجنة القسرية”، في إشارة إلى الشريعة الإسلامية المطبقة بصرامة.
وتشير كلمات أخرى إلى الفساد والرقابة والتمييز بين الجنسين والتدهور البيئي والمآسي الوطنية، مثل الانقراض الوشيك للفهد الفارسي وإسقاط طائرة ركاب أوكرانية في عام 2020.
وتختتم الأغنية بكلمات “لأجل المرأة، الحياة، الحرية”، مرددة ترنيمة احتجاجية شعبية “آزادي” التي تعني حرية باللغة الفارسية.
ونشر المطرب أغنية “براي” على حسابه على إنستغرام يوم الثامن والعشرين من سبتمبر. وحصدت أكثر من 40 مليون مشاهدة، وقبل أن تعتقله السلطات وتجبره على إزالتها.
ولا تزال الأغنية موجودة في حسابه في يوتيوب. وحظيت الأغنية بنحو نصف مليون مشاهدة منذ نشرها يوم السابع والعشرين من سبتمبر.
وأفرج عن حاجى بور (25 عاما) بكفالة الثلاثاء، وفقا لوسائل إعلام رسمية إيرانية.
يذكر أن اعتقال حاجى بور جاء في إطار حملة قمع وحشية للاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع. وقتلت السلطات الإيرانية أكثر من 130 متظاهرا، واعتقلت وجرحت آلافا آخرين، كما قطعت أو أبطأت الوصول إلى الإنترنت في معظم أنحاء البلاد.
ووفقا للإيرانيين الذين قابلتهم صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فإن الأغنية تعطي صوتا للمشاعر التي أثارت غضبا واسع النطاق وأكبر الاحتجاجات مناهضة للحكومة منذ سنوات.
وفي منشور على إنستغرام بعد إطلاق سراحه، شكر حاجى بور مؤيديه وعبر عن حبه لإيران، متعهدا بعدم المغادرة.
وقالت سارة، وهي مصممة أزياء تبلغ من العمر 32 عاما في طهران، وتدير أعمالها على إنستغرام “الأغنية تضع عقودا من الاكتئاب والألم والغضب في كلمات بسيطة”.
وأضافت أنها تسمع “تعويذة الأمل” لحاجى بور في كل مكان “على الهواتف المحمولة في الاحتجاجات، تنفجر من السيارات، يغنيها المارة في الشوارع، تصرخ من فوق أسطح المنازل، وتتدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وقال سعيد سوزانغار المدير الإداري لشركة التكنولوجيا في طهران، البالغ من العمر 34 عاما “إن اعتقال شروين جعل الأغنية أكثر شهرة لأن الظلم الناتج عن هذا الفعل أثار غضب الناس أكثر”. وتابع “هذه الأغنية أبدية وهي نشيد الثورة، وبغض النظر عن مدى محاولة النظام منع تشغيلها، ستسمع أكثر”.
وأضاف سوزانغار “لم يتمكن جيلي من العيش بحرية في هذا البلد. أريد أن تُعفى الأجيال القادمة من التعذيب النفسي والعاطفي الذي عشناه”.
وبالنسبة إلى المنفيين الإيرانيين، فأن الاحتجاجات المستمرة تعتبر “مصدر أمل وألم”.
وقالت نجار متحدة أستاذة دراسات الشرق الأوسط ودراسات السينما والإعلام في جامعة ديوك إن كل موجة من التغيير السياسي في إيران تم تحديدها من خلال الأغاني والشعارات ووسائل الإعلام. وخلال الاحتجاجات الكبرى في عام 2009، التي اندلعت بسبب تزوير الانتخابات، أصبح الهشتاغ على تويتر أداة تعبئة رئيسية في إيران وخارجها.
وقالت هولي داجريس الزميلة البارزة في أتلانتيك كاونسل، وهو مركز أبحاث في واشنطن “حتى لو ماتت هذه الاحتجاجات، فإن أغنية حاجى پور ستستمر في كونها شكلا من أشكال التحدي وستُسمع في كل احتجاج قادم”.