تعهد إسرائيلي بمنع حزب الله من العودة إلى مناطقه حتى بعد انسحاب الجيش

القدس – تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد بمنع حزب الله من العودة إلى مواقعه القتالية على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل حتى بعد انسحاب الجيش من المنطقة.
وتأتي تصريحات غالانت في ظل محاولات إسرائيلية بدأت منذ الشهر الماضي، للتوغل بريا في جنوب لبنان.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي خلال تفقده مركز مراقبة يطل على جنوب لبنان “حتى عندما سيسحب الجيش قواته لن نسمح لإرهابيي حزب الله بالعودة إلى هذه المناطق”.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن حزب الله حوّل القرى الواقعة على الحدود مع شمال إسرائيل “إلى مواقع عسكرية تحت الأرض مليئة بمئات الأسلحة”.
وأضاف في بيان مصور من الحدود الإسرائيلية – اللبنانية أن عدم السماح لحزب الله بالعودة “أمر حيوي لضمان سلامة سكان شمال (إسرائيل)”.
ووسعت إسرائيل منذ الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي من عملياتها العسكرية في قطاع غزة، لتشمل لبنان، حيث يحاول الجيش الإسرائيلي اختراق دفاعات حزب الله في المنطقة الحدودية.
ودعا الجيش الإسرائيلي الأحد سكان 21 قرية في جنوب لبنان إلى إخلائها، بعدما أصدر دعوات مماثلة في سياق توسيع العمليات البرية التي يشنها في لبنان.
وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس “من أجل سلامتكم عليكم إخلاء منازلكم فورا والانتقال فورا إلى شمال نهر الأولي”.
ويوجه الجيش الإسرائيلي بانتظام رسائل يحض فيها أبناء قرى في جنوب لبنان وسكان أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت على إخلاء مناطقهم، في خضم معارك يخوضها مع حزب الله في معاقل الأخير.
وكان حزب الله فتح في الثامن من أكتوبر 2023 حرب “إسناد” لحليفته حركة حماس في غزة، ما أدى إلى تبادل شبه يومي للقصف عبر الحدود أدى قبل التصعيد الأخير إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود.
ويرى مراقبون أن إسرائيل لن تكتفي في الحرب التي تخوضها حاليا في لبنان بإبعاد حزب الله كلومترات إلى الوراء، بل هي تعمل على إلحاق ضرر دائم ببنيته التحتية، لاسيما في الجنوب، بعد نجاحها في القضاء على قيادته في الصفوف الأولى والثانية والثالثة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي خلال مشاركته في جلسة حكومية لاحقا إن حزب الله فقد ثلثي صواريخه متوسطة المدى.
وذكر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه أسر مقاتلا من حزب الله في نفق في جنوب لبنان، في أول إعلان من نوعه منذ بدأ عمليات برية عبر الحدود في الثلاثين من سبتمبر.
وتقول الدولة العبرية إن هدف عملياتها هو إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان، ووقف إطلاق الصواريخ للسماح بعودة نحو 60 ألف نازح من سكان شمال إسرائيل، لكن محللين يجمعون على أن إسرائيل لن تكتفي بذلك وأنها تلاقي في ذلك دعما مطلقا من الولايات المتحدة.
ويقول المحللون إن الولايات المتحدة استقرت على نهج مختلف تماما هو ترك الصراع الدائر في لبنان يأخذ مساره.
وقبل أسبوعين فقط طالبت الولايات المتحدة وفرنسا بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما لكن هذه الجهود تعثرت بسبب اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وبدء العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان في الأول من أكتوبر والغارات الجوية الإسرائيلية التي قضت على معظم قيادات الجماعة.
والآن تراجع المسؤولون الأميركيون عن دعواتهم إلى وقف إطلاق النار بدعوى تغير الظروف. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي قبل أيام “ندعم إسرائيل في شن هذه الهجمات بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله حتى نتمكن في نهاية المطاف من التوصل إلى حل دبلوماسي”.
ويعكس هذا التغيير في المسار التضارب في الأهداف الأميركية المتمثلة في احتواء الصراع المتنامي في الشرق الأوسط وفي الوقت ذاته إضعاف حزب الله المدعوم من إيران بشكل كبير.
هذا النهج الجديد عملي لكنه في الوقت ذاته محفوف بالمخاطر. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستستفيدان من إلحاق الهزيمة بعدو مشترك هو حزب الله الذي تستخدمه طهران لتهديد الحدود الشمالية لإسرائيل غير أن تشجيع الحملة العسكرية الإسرائيلية المتوسعة ينذر باندلاع صراع يخرج عن السيطرة.
وقالت مصادر أوروبية مطلعة إنه لا توجد اليوم أي محادثات ذات مغزى لوقف إطلاق النار، وأضافت أن الإسرائيليين سيمضون قدما في عمليتهم في لبنان “لأسابيع إن لم يكن لأشهر”.
واعتبر جون ألترمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة تريد أن تؤدي الحملة الإسرائيلة إلى إضعاف قدرات حزب الله بيد أن عليها أن توازن بين ذلك وبين احتمال “خلق فراغ” في لبنان أو إشعال فتيل حرب إقليمية.
وأضاف أن نهج واشنطن يبدو كما يلي: “إذا لم تتمكن من تغيير النهج الإسرائيلي، فمن الأفضل أن تحاول توجيهه بطريقة بناءة”.