تعنّت إثيوبيا يعيد مفاوضات سد النهضة إلى المربع الأول

أديس أبابا مصرة على المضي قدما في تعبئة خزان السد قبل التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان.
الأربعاء 2020/03/04
استياء أميركي من موقف إثيوبيا السلبي

القاهرة - أعلنت الولايات المتحدة الأميركية مواصلة جهودها بشأن مفاوضات سد النهضة التي تستضيفها، وذلك بعد الفشل في توقيع الاتفاق على خلفية تغيّب إثيوبيا المفتعل عن الاجتماع.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي جودو اندار جايتشو إنه لا توجد قوة تمنع بلاده من استكمال بناء سد النهضة.

وأضاف "الأرض أرضنا والمياه مياهنا والمال الذي يبنى به سد النهضة مالنا ولا قوة يمكنها منعنا من بنائه". وقال "سوف نبدأ في التعبئة الأولية لخزان سد النهضة بعد أربعة شهور من الآن".

وجاءت تصريحات الوزير الإثيوبي ردّا على رفض الولايات المتحدة ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف الثلاث المعنيّة بالملف.

وأعربت الولايات المتحدة عن خيبة أمل كبيرة لغياب الجانب الإثيوبي عن الاجتماع الأخير الذي كان مقررّا لإبرام الاتفاق.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إن واشنطن تشعر بالغضب لتخلف إثيوبيا عن جولة المحادثات التي عقدت الأسبوع الماضي.

وقال منوتشين في اجتماع للجنة بمجلس النواب "كنا نحاول جمع الأطراف معا. لقد حققوا تقدما هائلا. نحن غاضبون بشكل لا يصدق لأن إثيوبيا لم تأت إلى آخر اجتماع".

وأضاف "هي قضية مهمة للمنطقة كلها، إن من الواضح أنها مثار قلق عميق، فهناك مخاوف بشأن السلامة، وهناك مخاوف بشأن المياه".

وفي إطار مواصلة الجهود لتحقيق انفراجة في الملف، أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في اتصال هاتفي بأن واشنطن ستواصل جهود التوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي.

من جانبه، أكد الرئيس المصري حرص بلاده على الدفع بالمفاوضات إلى الأمام من أجل التوصل في أقرب وقت ممكن لاتفاق يخدم مصالح البلدان الثلاث.

لا جديد في المفاوضات
لا جديد في المفاوضات

وذكر بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن السيسي أبلغ ترامب بأن مصر ستواصل "إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام في إطار الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله".

وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب "عبر عن أمله في أن يتم الانتهاء من اتفاق سد النهضة الإثيوبي قريبا وأن يعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية".

وهناك خلافات بين الأطراف حول ملء خزان السد الجاري إقامته قرب الحدود مع السودان على النيل الأزرق.

واستضافت الولايات المتحدة عدة جولات من المحادثات في واشنطن بحضور وزراء من الدول الثلاث وممثلين للبنك الدولي بعد سنوات من المفاوضات الثلاثية الفاشلة.

في المقابل، تقول إثيوبيا إنها تحتاج لمزيد من الوقت للمشاورات وإنه لم يتم الانتهاء بعد من القضايا المتعلقة بتشغيل السد وملء خزانه لكن بوسعها بدء عملية الملء بالتزامن مع بناء السد.

ووجهت مصر اتهامات إلى إثيوبيا بأنها تعمدت ألا تحضر الجولة الأخيرة من المحادثات في واشنطن الأسبوع الماضي لتغلق الطريق أمام المفاوضات.