تعليمات أميركية لاحتواء الغزو الروسي الوشيك لأوكرانيا

الرئيس الأميركي يستبق تكرار سيناريو  2014 من خلال خيارات ساحقة وفورية ضد روسيا.
الثلاثاء 2021/12/21
جو بايدن يصعد ضد روسيا

واشنطن- سارعت واشنطن إلى إعلان تعليمات أمنية باستخدام كافة الأدوات المتاحة، في خطوة لقطع الطريق أمام الغزو الروسي الوشيك لأوكرانيا.

وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن تعليمات لمسؤولي الأمن القومي باستخدام كافة الأدوات المتاحة لاحتواء الغزو.

ونقلا عن قناة “سي.إن.إن” الأميركية، فإن الرئيس بايدن يخشى تكرار سيناريو 2014 عندما فاجأت عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية “ما نفعله محسوب بدقة، لكن لدينا نافذة إمكانيات لا تزيد مدتها عن أربعة أسابيع من الآن لمنع حدوث ذلك الغزو”.

◄ مسؤولون أميركيون يؤكدون أن الخيارات المقترحة ستكون ساحقة وستترتب عليها تكاليف كبيرة للاقتصاد الروسي

وأكد كبار المسؤولين المقربين من بايدن أن العقوبات التي فرضت على موسكو عام 2014 كانت تهدف إلى كبح تطور بعض الشركات الروسية المملوكة للدولة على المدى المتوسط والطويل، من خلال تقييد وصولها إلى أسواق رأس المال والتكنولوجيا الأميركية.

أما الخيارات المقترحة حاليا، حسب المسؤولين الأميركيين “فستكون ساحقة وفورية وستترتب عليها تكاليف كبيرة للاقتصاد الروسي ونظامها المالي”.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون لشبكة “سي.إن.إن” إنهم يرون “بعض الأخطاء المماثلة” لما حدث عام 2014 و”إشارات مماثلة من روسيا على أنها لا تأخذ التهديدات الأميركية على محمل الجد”.

وقال الجنرال بن هودجس (شغل منصب القائد العام للقوات الأميركية في أوروبا بين 2014 و2017)، إن هناك كثيرا من الرسائل “المبهمة والملتبسة” لا تزال تصدر عن البيت الأبيض وهناك “بعض الأخطاء غير المقصودة التي من شأنها أن تسعد الكرملين”.

وأشار إلى “إفصاح بايدن في وقت سابق من هذا الشهر بأن إرسال القوات الأميركية إلى أوكرانيا  ليس مطروحا على الطاولة”، قائلا “أوافق على أن هذا ليس الوقت المناسب لعمل عسكري أميركي، لكن لماذا نعلن ذلك؟ كان ذلك تنازلا في حين مضى الكرملين قدما في رفع سقف مطالبه”.

وتثير الدول الغربية باستمرار موضوع “العدوان الروسي”، وبدأت وسائل الإعلام الغربية مؤخرا تتحدث عن “استعدادات روسيا لغزو أوكرانيا”.

وطالبت روسيا الاثنين برد أميركي عاجل على مطالبها الأمنية وحذرت مجددا من رد عسكري ما لم يكن هناك تحرك سياسي لمعالجة مخاوفها.

والأسبوع الماضي كشفت موسكو، التي أثارت قلق الغرب بحشد قواتها بالقرب من أوكرانيا، عن قائمة من الطلبات الأمنية التي تريد التفاوض بشأنها، منها تعهد حلف شمال الأطلسي بالتخلي عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا.

كريستين لامبرخت دعت إلى فرض عقوبات أشد على روسيا

وقالت واشنطن إن بعض المقترحات الروسية غير مقبولة، ولكنها سترد في وقت ما هذا الأسبوع بمقترحات أكثر تحديدا حول شكل أي محادثات.

وقال دبلوماسي روسي في فيينا إن طبيعة العلاقات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي وصلت إلى “لحظة حاسمة”.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله “يجب أن يكون النقاش جادا وأن يفهم الجميع في حلف شمال الأطلسي أنه على الرغم من قوتهم ونفوذهم فإنه يجب اتخاذ إجراء سياسي ملموس، وإلا فسيكون البديل ردا عسكريا من جانب روسيا”.

وأفاد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن موسكو لم تتسلم حتى الآن أي رد من الولايات المتحدة، مضيفا لوكالة الإعلام الروسية “أعتقد أنهم سيحاولون تحويل ذلك إلى عملية بطيئة، لكننا نحتاج إلى أن تكون عاجلة لأن الوضع صعب جدا وخطير وقد يصبح أكثر تعقيدا”.

والأحد دعت وزيرة الدفاع الألمانية الجديدة كريستين لامبرخت قبل انطلاقها إلى ليتوانيا، إلى فرض عقوبات أشد على روسيا التي نشرت عشرات الآلاف من القوات قرب حدودها مع أوكرانيا.

وقالت لامبرخت للصحيفة الأسبوعية الألمانية “بيلد أم تسونتاغ” إن المسؤولين عن أي عدوان سيتحملون “عواقب شخصية”، مضيفة أن روسيا لا يمكنها أن تفرض على حلف شمال الأطلسي وجهات نظرها بشأن الأمن الإقليمي، مع تصاعد التوتر بين موسكو والعواصم الغربية بشأن الصراع في أوكرانيا.

وبعد حشد مئة ألف جندي قرب أوكرانيا، قدمت روسيا الجمعة مقترحات لاحتواء دور الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية، ودعت إلى مفاوضات عاجلة مع واشنطن.

5