تعزيز منظومات الدفاع الأوكرانية وعد سهل لكن تنفيذه صعب

جو بايدن يريد مساعدة أوكرانيا بسلاح أميركي متطور لصد الهجوم الروسي.
الأحد 2022/03/20
مهمة صعبة

واشنطن - وعد الرئيس الأميركي جو بايدن بمساعدة أوكرانيا في الحصول على “أنظمة دفاع جوي أطول مدى” من صواريخ ستينغر المحمولة على الكتف، لكن الكلام عن تسليم هذه البطاريات القوية المضادة للصواريخ التي يحتاج إليها الجيش الأوكراني بسرعة يبدو أسهل من تنفيذ ذلك عمليا.

ويسعى الرئيس الأميركي الذي يريد دعم أوكرانيا عسكريا من دون الدخول في نزاع مباشر مع روسيا لتزويد الجيش الأوكراني بدفاعات أفضل ضد المدفعية الروسية التي تقصف المدن. والبطاريات المتنقلة المضادة للطائرات مثالية لهذا الغرض مثل باتريوت التي ثبتت فاعليتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة في العراق والخليج.

ويتم تحميل منظومة باتريوت على شاحنات. وهي تتألف من رادار قادر على رصد واعتراض طائرة أو طائرة مسيرة أو صاروخ داخل دائرة يتجاوز شعاعها المئة كيلومتر، ومركز مراقبة يديره ثلاثة جنود وبطارية من الصواريخ الاعتراضية.

لكن العسكريين الأوكرانيين ليسوا مدربين على استخدام هذا السلاح الأميركي المتطور.

في المقابل يعرف هؤلاء كيفية استخدام نظام “أس - 300” المضاد للطائرات، المنافس الروسي من الجيل الأول لصواريخ باتريوت الأميركية بمدى محدود لكنه كاف لحماية مدينتي خاركيف أو كييف القريبتين من الحدود الروسية التي تطلق منها معظم الصواريخ التي تستهدفهما.

بايدن يسعى لتزويد الجيش الأوكراني بدفاعات أفضل ضد المدفعية الروسية التي تقصف المدن الأوكرانية

ومنظومة “أس - 300” يمكن أن تأتي من بعض دول المعسكر السوفييتي السابق التي لا تزال تمتلكها وخصوصا سلوفاكيا وبلغاريا اللتان زارهما وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في الأيام الأخيرة.

لكن هذه الدول لا تزال تعتمد على المنظومة لأمنها وتطالب ببديل، بعبارة أخرى منظومة باتريوت، قبل إعطائها لأوكرانيا. وقال وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد للصحافيين الخميس “نحن مستعدون للقيام بذلك على الفور عندما يكون لدينا بديل مناسب”.

وأعلنت هولندا الجمعة أنها ستنشر بطارية باتريوت في قاعدة سلياك العسكرية بوسط سلوفاكيا بينما أكدت ألمانيا أنها سترسل بطاريتين أخريين إلى البلاد مما قد يسهل نقل البطارية السلوفاكية الوحيدة “أس - 300” إلى أوكرانيا.

لكن صواريخ باتريوت الألمانية والهولندية لن تصل إلى سلوفاكيا على الفور (تتوقع هولندا تحقيق ذلك في الخامس عشر من أبريل المقبل) والوقت ينفد بالنسبة إلى الجيش الأوكراني الذي يخوض مواجهات مع الجيش الروسي.

من جهة أخرى، بينما يبدو أن عددا من الدول مستعدة لتزويد كييف بصواريخ احتياطية لمنظومة “أس - 300”، تحتاج أوكرانيا إلى عدد كبير من المنظومات الكاملة بما في ذلك رادارات ومراكز مراقبة.

ويرى برنت إيستوود من موقع “19 فورتيفايف” المتخصص أن منظومة “‘أس - 300” أفضل من لا شيء لكنها ليست كافية”.

وكانت أوكرانيا تمتلك مئة بطارية “أس - 300” قبل الغزو. ويؤكد الجيش الروسي أنه دمر حوالى أربعين منها في بداية هجومه في الرابع والعشرين من فبراير، كما كتب هذا العسكري الأميركي السابق مؤخرا.

وقال إيستوود إن أوكرانيا بلد شاسع ويحتاج إلى الكثير لحماية مدينة فيه. وأضاف “لو كنت أخطط لوزارة الدفاع الأوكرانية، لطلبت أربع بطاريات ”أس - 300” للنقاط الأساسية الأربع في كييف لأشعر بالأمان”.

منظومة “أس - 300” يمكن أن تأتي من بعض دول المعسكر السوفييتي السابق التي لا تزال تمتلكها
منظومة “أس - 300” يمكن أن تأتي من بعض دول المعسكر السوفييتي السابق التي لا تزال تمتلكها

وتمتلك دولتان أخريان في حلف شمال الأطلسي (ناتو) هما بلغاريا واليونان صواريخ “أس - 300”، لكن سيتعين حصولهما على بدائل أيضا.

ومع ذلك حتى لو قرر الجيش الأميركي الذي يعد مخزونه من صواريخ باتريوت محدودا نسبيا إعارة منظوماته لهذين البلدين، سيستغرق الأمر أسابيع حتى تصل إلى وجهتها.

وتحاول واشنطن إقناع حلفائها في المناطق الأخرى بإعارة منظوماتها، لكن مرة أخرى، هذا ليس بالأمر السهل.

وقد يكون رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك مايلي طلب مساعدة من هذا النوع من اليابان الخميس، فقد اتصل بنظيره الياباني لمناقشة “الوضع الحالي في المحيط الهادئ والغزو الروسي لأوكرانيا”، حسب بيان مقتضب بشأن المحادثة نشرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة.

ولدى دول الخليج الكثير من البطاريات المضادة للطائرات لحماية نفسها من الصواريخ الإيرانية لكن لا يبدو أنها في عجلة من أمرها لمساعدة أوكرانيا.

وقد تجنبت السعودية والإمارات وهما من أكبر مصدري النفط الخام في العالم وتربطهما علاقات قوية مع الغرب وموسكو، اتخاذ موقف ضد روسيا حتى الآن.

ويأتي ذلك بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أنها استخدمت الجمعة وللمرة الأولى صواريخ “كينجال” فرط صوتية لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا.

واستخدم هذا النوع من الصواريخ في مناورات عدة منذ أول اختبار ناجح له في 2018. وتفيد موسكو بأن هذا النوع من الصواريخ الذي يمكن التحكم به بشكل كبير، تعجز عن رصده كل أنظمة الدفاع الجوي.

3