تعزيز كفاءة القدرات اللوجستية يقوي تنافسية ميناء صلالة العماني

تطوير مجال النقل البحري والموانئ خطة عمانية لزيادة نمو الاقتصاد المحلي.
الاثنين 2024/07/01
ترقبوا تصنيفنا القادم

صلالة (سلطنة عمان) - ترجمت سلطنة عمان خططها التي تنفذها منذ سنوات لتطوير مجال النقل البحري والموانئ كخطوة أخرى تستهدف زيادة دورة البوابات التجارية البحرية في نمو الاقتصاد المحلي وأيضا جعل أعمالها منسجمة مع البيئة.

وفي خطوة لتقوية قدراته اللوجستية، استكمل ميناء صلالة خطته التوسعية الهادفة إلى رفع مناولة الحاويات من 5 ملايين إلى 6 ملايين حاوية نمطية سنويا، بعد وصول آخر 4 رافعات كهربائية كبيرة لتفريغ البضائع من السفن بتكلفة تبلغ 300 مليون دولار.

ويتميّز الميناء بموقعٍ إستراتيجي مطلّ على خطّ الشحن البحري بين الغرب والشرق، فيقدّم أسرع نقطة عبور في المنطقة إلى الشرق الأوسط والهند وشرق أفريقيا، كما أنه يبعد مسافة آمنة عن مضيق هرمز، مما يخفّض تكاليف التأمين والشحن بشكل عام.

سكوت سلمان: الرافعات الكهربائية ستضع معايير جديدة حجما وكفاءة
سكوت سلمان: الرافعات الكهربائية ستضع معايير جديدة حجما وكفاءة

وقال سكوت سلمان المدير التنفيذي للعمليات بالميناء إنّ “اكتمال وصول الرافعات سيساعد في تقليل مدة البقاء فيه بشكل أكبر، وسيسمح بالوصول بشكل أسرع إلى الطبقات العليا للسفن، بالإضافة إلى زيادة قدرته على جذب أكبر السفن التي تم بناؤها في العالم”.

وأكد في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء العمانية الرسمية الأحد على أن الميناء يهدف من خلال استكمال خطته التوسعية في مناولة الحاويات إلى تعزيز الربط التجاري العالمي والبنية الأساسية للميناء ورفع كفاءة الخدمات البحرية المقدمة.

وأشار إلى أنه من خلال التعاون مع الشركاء الإستراتيجيين سيصبح الميناء بوابة رئيسية للتجارة الدولية ومحورا بحريا عالميا مع استمرار محطة ميجاماكس الجاهزة في جذب الأطراف الرئيسة الفاعلة في الصناعات البحرية وتعزيز مكانتها بصفتها أداة رئيسية في التعامل مع أكبر سفن الحاويات بالعالم.

ويتم حاليا اختبار الرافعات الأربع الأولى الجديدة لنقل البضائع من السفينة إلى الشاطئ للتأكد من جاهزيتها التشغيلية وهي في طريقها للإسهام في إنتاجية المحطة اعتبارا من أغسطس المقبل.

كما يجري تشغيل رافعتين إضافيتين للتأكد من جاهزيتهما، وقد تم إيقاف تشغيل أربع رافعات أصغر حجمًا ما يعني زيادة عدد الرافعات في الميناء من 21 إلى 27 بحلول نهاية هذا العام.

ويشير سلمان إلى أن الرافعات الجديدة تُعدّ من بين أكبر المعدات من نوعها في العالم وتضع معايير جديدة من حيث الحجم والكفاءة، وتستطيع التعامل مع السفن بعمق 26 حاوية.

ويبلغ ارتفاع الرفع بالنسبة إلى كل واحدة منها 58 مترًا فوق السكة وإجمالي ارتفاع الرافعة 77 مترًا بما في ذلك أسفل السكة، وتصل قدرة الرفع القصوى إلى 105 أطنان ما يجعلها قادرة على خدمة أكبر سفن الحاويات العاملة حاليًّا.

وتشمل المعدات الإضافية لدعم التوسعة 12 رافعة جسرية ذات إطارات مطاطية هجينة ورافعتين للتجميع و6 رافعات مناولة الحاويات الفارغة و30 شاحنة ومقطورة للمحطة.

ويستقبل ميناء صلالة سنويا أكثر من 2500 سفينة مما يجعله من أسرع موانئ العالم التي تشهد عملياتها نموًا. وتشمل عملياته التحميل والتفريغ وصيانة الحاويات وإصلاحها وخدمات الجرّ والتزويد بالوقود وتخزين البضائع وغيرها من خدمات المرافئ.

وبالإضافة إلى ذلك، تطرح هذه البوابة حلولا لوجستية مصمّمة خصيصًا وحسب الطلب في كافة مراحل سلسلة القيمة.

وخلال الفترة الماضية تم تنفيذ أعمال كبيرة في البنية الأساسية لتحديث شبكة الكهرباء الحالية لميناء صلالة بما في ذلك محطة كهرباء فرعية جديدة ذات قدرة عالية وخطوط تغذية عالية الجهد وتعزيز الشبكة الكهربائية للميناء التي تم بناؤها في عام 1998.

الميناء يهدف من خلال استكمال خطته التوسعية في مناولة الحاويات إلى تعزيز الربط التجاري العالمي والبنية الأساسية للميناء ورفع كفاءة الخدمات البحرية المقدمة

وقال سلمان إن هذا “سيؤدي إلى تهيئة المحطة في المستقبل لتلبية الطلب الإضافي نظرًا إلى تشغيل المعدات بالكهرباء”.

ولفت إلى أنه مع وفرة مصادر الطاقة المتجدّدة، فإن السلطنة تمضي قُدمًا في اعتماد خطط طموحة نحو الهيدروجين والطاقة المتجددة في المستقبل القريب، إذ يقوم الميناء بتنفيذ استثمارات للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2040.

وتمكّن الميناء من الحفاظ على سجله المتميز في فترة بقاء السفن التابعة لخطوط الشحن بحسب ما أشارت إليه أحدث مؤشرات التنافسية لقطاع الشحن البحري.

ووفق مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2023 الذي نُشر يونيو الماضي من قبل البنك الدولي ومؤسسة غلوبال ماركت أنتلِجنس التابعة لوكالة ستاندرد آند بورز، فقد حافظ ميناء صلالة على موقعه باعتباره ثاني أكثر موانئ الحاويات كفاءة في العالم للعام الثالث تواليا.

ويرتبط الميناء حاليا بخطوط مباشرة مع أكثر من 50 ميناءً حول العالم إلى جانب سفن تعمل برحلات قصيرة وإعادة شحن بضائع الحاويات إلى أسواق شرق أفريقيا والهند ودول الخليج العربي.

وتصل المدة الزمنية للخط المباشر بين ميناء صلالة مع ميناءي نيويورك وشنغهاي إلى 14 يوما، وميناء مومباسا الكيني إلى سبعة أيام وميناء سنغافورة إلى 6 أيام وميناء جدة إلى أربعة أيام وميناء كراتشي إلى ثلاثة أيام.

11