تعزيز التعاون في مجال الطاقة ضمن اتفاقية إستراتيجية بين العراق وفرنسا

ماكرون والسوداني يؤكدان تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، لاسيما في مجال التدريب وتطوير القدرات الأمنية العراقية وكذلك في مجال شراء السلاح.
الجمعة 2023/01/27
علاقات تتطور بشكل كبير في السنوات الأخيرة

باريس - أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تعزيز تعاون بلديهما، خصوصا في قطاع الطاقة، إثر لقاء مساء الخميس في باريس جرى خلاله توقيع "اتفاقية الشراكة الإستراتيجية"، حيث بات مجال الطاقة ضمن أهم أولويات الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا، في ظل أزمة الإمدادات الروسية.
وبعد شهر على مشاركته في مؤتمر إقليمي لدعم العراق، أكد الرئيس الفرنسي استثماره في هذا البلد الذي يرتدي أهمية كبيرة في الشرق الأوسط، وقد زاره ماكرون مرّتين منذ وصوله إلى الحكم عام 2017.
وفي ديسمبر الماضي، دعا ماكرون خلال هذا المؤتمر في الأردن، بغداد إلى أخذ مسار آخر غير "النموذج الذي يمليه الخارج".
وتحظى حكومة السوداني بدعم برلماني ممثل بغالبية الأحزاب الموالية لإيران، ما يثير غضب الولايات المتحدة.
وجاء في إعلان مشترك نُشر ليل الخميس - الجمعة، أن خلال مأدبة عشاء في قصر الإليزيه استنكر الرجلان في البدء "الاعتداءات التي تنتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه، أيا كان مصدرها".
وبحسب الإعلان، تمنى السوداني "تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع"، علما أنه لم يتمّ الإعلان عن أي تعهّد في هذا الصدد.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي مساء الخميس، أنه جرت خلال اللقاء "مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين العراق وفرنسا، التي انطوت على محاور متعددة في المجالات الاقتصادية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرّف، والتبادل الثقافي، فضلا عن محاور أخرى تتعلق بإدارة الأزمات ومكافحة الجريمة الاقتصادية والجريمة المنظمة، وفي حماية البيئة وتعزيز حقوق الإنسان والتعليم".
وعشية الزيارة، أعرب السوداني عن أمله في "أن يكون هناك تعاون أمني بين البلدين، ولاسيما في مجال التدريب وتطوير القدرات الأمنية العراقية وكذلك في مجال شراء السلاح".

وعبّر ماكرون والسوداني عن رغبتهما المشتركة في "رفع مستوى التعاون الفرنسي - العراقي في مجال الطاقة والنقل".
ويسعى السوداني، الذي وصل إلى الحكم منذ ثلاثة أشهر، في جميع الاتجاهات للبحث عن شركاء للمساهمة في إعادة بناء قطاع الطاقة العراقي، وخصوصا شبكة الكهرباء المتهالكة ضحية الفساد المستشري في البلاد.
وجدّدت باريس وبغداد وفق نصّ الإعلان، "التزامهما باستكمال المشاريع الكبرى"، خصوصا "تجديد الشبكة الكهربائية العراقية والربط الكهربائي بالأردن"، و"كذلك مشروع بناء مترو مرتفع في بغداد"، بفضل "خبرة" شركات فرنسية مثل "جي.إي غريد فرانس" و"شنايدر إلكتريك" و"ألستوم".
وأضاف النصّ أن "في ما يخصّ الطاقات البديلة، فقد أبديا (ماكرون والسوداني) التزامهما بتنفيذ مشروع يشمل طاقات عديدة لتوتال إنرجي".
وعام 2021، وقّعت شركة توتال إنرجي عقدا مع العراق بقيمة عشرة مليارات دولار، لكن صعوبات تعترض تنفيذه رغم مساعي بغداد لتجديد شبكاتها الكهربائية، ووسط محاولات قطرية للاستحواذ على بعض المشاريع.
وكي يتمّ تنفيذ هذه المشاريع، تعهّدت فرنسا بـ"تمديد تسهيلات ائتمان الصادرات القابلة للاسترداد بقيمة مليار يورو، لدعم الشركات الفرنسية العاملة في العراق"، وفق ما أعلن البلدان.