تعزيز الأردن لقوة الردع رسالة موجهة إلى إيران

الأردن يشتري مقاتلات أف - 16 متطورة من الولايات المتحدة.
السبت 2023/01/21
مقاتلات متطورة تواكب التحديات

يعزز شراء الأردن لمقاتلات أف - 16 متطورة من الولايات المتحدة قوة الردع لدى المملكة التي لا تخفي ريبتها من السلوك الإيراني التخريبي في المنطقة خاصة مع تمركز الميليشيات الإيرانية على حدودها الجنوبية مع سوريا وهو ما يمثل خطرا إستراتيجيا على أمنها الداخلي وأمن المنطقة ككل.

عمان - يعكس تسليح الولايات المتحدة للأردن ومدها بمقاتلات أف - 16 التزام واشنطن بأمن حلفائها التقليديين في المنطقة وتعزيزا لقوة الردع في مواجهة سلوكيات إيران العدوانية في المنطقة.

ووقعت قيادة سلاح الجو الملكي الأردني الخميس اتفاقية تعديل شراء طائرات أف – 16 الأميركية، والتي تتضمن تسليم 12 منها في مرحلة أولى.

ووقع الاتفاقية مندوباً عن القوات المسلحة الأردنية ــ الجيش العربي قائد سلاح الجو الملكي العميد الركن الطيار محمد فتحي حياصات ومن الجانب الأميركي نائب السفير الأميركي في عمّان روهيت نيبال، بحضور مندوب رئيس هيئة الأركان المشتركة نائب رئيس هيئة الأركان العميد الركن عبدالله الشديفات.

والأردن عضو في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في الجارتين سوريا والعراق، وترتبط عمان وواشنطن بتعاون عسكري وثيق.

وتأتي هذه الاتفاقية في إطار تعزيز القدرات الدفاعية والردع العسكري للمملكة الأردنية الهاشمية، وزيادة مستوى الجاهزية القتالية والعمليات المشتركة مع الجانب الأميركي، إضافة إلى تعزيز أطر التعاون المشترك بين البلدين، ودعم الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

نبيل العتوم: الميليشيات الإيرانية على الحدود الجنوبية خطر على الأردن
نبيل العتوم: الميليشيات الإيرانية على الحدود الجنوبية خطر على الأردن

ويشير محللون إلى أن تزويد الأردن بهذا النوع المتطور من المقاتلات يأتي لمواجهة التهديد الإيراني في المنطقة ومحاربة الإرهاب، كون الأردن شريكا يجب منحه الردع المناسب، مع اشتراطات ألاّ تستخدم ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

ويؤكد خبراء عسكريون أن هذه الطائرات تعتبر أكثر تطورا من مقاتلات أف - 16 التقليدية، وهي مقاتلات قادرة على تدمير الدفاعات الجوية ومهام القتال في الجو، إلى جانب القدرة على الاستهداف من مسافات بعيدة.

والصفقة ممولة بالكامل من الحكومة الأميركية من خلال منحة التمويل العسكري الأجنبي. وقال قسم الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الأميركية في تغريدة على تويتر إن هذه الصفقة التي تصل قيمتها إلى 4.21 مليار دولار تهدف إلى الاستثمار في تعزيز أمن شريك حيوي للولايات المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة سلمت الأردن 12 مروحية “بلاك هوك” جديدة في عام 2018 لتعزيز الاستقرار في المملكة، بينما بلغت قيمة المساعدات الأميركية خلال السنوات الخمس الماضية 6.5 مليار دولار.

وينظر الأردن إلى محافظة درعا السورية بكثير من القلق، لاسيما وأن سيطرة قوات النظام السوري على المحافظة سهّلت تموضع الميليشيات الإيرانية قرب حدوده الشمالية.

ويثير تواجد ميليشيات حزب الله اللبناني في محافظة درعا السورية الحدودية مخاوف الأردن الأمنية. ويحذر خبراء من أن الحرس الثوري الإيراني أصبح على حدود المملكة.

ويدعو باحثون وأكاديميون أردنيون عمّان إلى النظر بعين الخشية إلى وجود ميليشيات إيرانية على الحدود الأردنية مع سوريا، حتى لا تشكل مصدر إزعاج أمني أو تأثير في العلاقات الأردنية - السورية.

وتتهم عواصم إقليمية وغربية في مقدمتها واشنطن إيران بامتلاك أجندة توسعية في منطقة الشرق الأوسط، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، والسعي لإنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إنها تلتزم بعلاقات حسن الجوار، وإن برنامجها النووي مصمم لأغراض سلمية، وهو ما لا يتماشى مع خطواتها التصعيدية من خلال وكلائها في المنطقة.

وأعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني العام الماضي في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي.أن.أن” الأميركية عن تعرض بلاده “لهجوم بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع وتم التعامل معها”.

وليست المرة الأولى الذي حذر فيها العاهل الأردني من الخطر الإيراني المحدق ببلاده. فمنذ عقد، حذر الملك عبدالله من قيام “هلال شيعي” في الشرق الأوسط تصنعه إيران ما بين حدودها والبحر الأبيض المتوسط حيث سيبتلع العراق وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية، وربما الأردن. وما كان يقصده العاهل الأردني هو شبكة الميليشيات التابعة للنظام الإيراني تحت إشراف الحرس الثوري.

فايز الدويري: الأردن يخشى من تشكيل خلايا إيرانية مسلحة داخله
فايز الدويري: الأردن يخشى من تشكيل خلايا إيرانية مسلحة داخله

وأكد الدكتور نبيل العتوم رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية وجود خطر إيراني على الأردن خاصة بعد أن أصبحت إيران والميليشيات الشيعية على الحدود الجنوبية للمملكة.

وأوضح العتوم أن “ما تريده طهران من المملكة لي ذراعها لإجبارها على تقديم تنازلات في ملف القضية السورية، بمحاولة التأثير على البيئة الداخلية الأردنية، خاصة وأن لدى ايران إستراتيجية واضحة لبناء الهلال الشيعي وسط مخاوف أردنية كبيرة من تأثير ذلك على الأمن الإقليمي برمته وعلى الأمن الأردني بشكل خاص”.

وكان رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية قد نشر في وقت سابق “تقدير موقف” أكد فيه أن إيران باتت تحتل – بلا منازع – لائحة أخطر التهديدات على الأمن القومي العربي.

ولا يخفي الأردن خشيته من تصعيد قادم على حدوده الشمالية الشرقية مع سوريا، وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الروسية من المنطقة، والذي يفتح الباب واسعا أمام الوجود الإيراني والميليشيات الموالية هناك.

ويرى المحلل العسكري فايز الدويري أن وجود الإيرانيين ومليشياتهم في الجنوب السوري يشكل “خطرا عابرا للحدود الأردنية، وخطرا على الحدود الشمالية الشرقية المشتركة بين البلدين، وعلى الداخل الأردني من تشكيل خلايا إيرانية مسلحة”.

وتوقع الدويري أن تشهد الفترة القادمة “مزيدا من عمليات التسلل وتهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود، وبالتالي المزيد من نقاط الاشتباك الجديدة مع القوات الأردنية”.

2