تعثر إنجلترا يفتح الجدل حول خيارات ساوثغيت

لندن - بعث الأداء المتواضع للمنتخب الإنجليزي الذي اكتفى بتسجيل هدف وحيد في مباراتيه الأوليين في بطولة أمم أوروبا برسائل متناقضة حول اختيار المدرب غاريث ساوثغيت للأسماء المشاركة رغم أن أغلبها ينشط في أندية كبرى، وأيضا عن حقيقة الإجهاد الذي يتعرض له هؤلاء على اعتبار خوضهم لماراثون الدوري والمسابقات القارية.
وبدّد المنتخب الأسكتلندي طموح نظيره الإنجليزي في حسم الديربي البريطاني لصالحه وضمان التأهل مبكرا إلى ثمن نهائي كأس أوروبا لكرة القدم، عندما فرض عليه التعادل السلبي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة، والتي شهدت أيضا تعادلا إيجابيا 1 – 1 بين تشيكيا وكرواتيا.
وبهذين التعادلين في المجموعة بات المنتخب الإنجليزي ثانيا مع أربع نقاط بفارق الأهداف عن تشيكيا المتصدرة، فيما تقبع أسكتلندا في المركز الرابع والأخير خلف كرواتيا بنقطة واحدة لكل منهما، ليبقى باب الصراع مفتوحا على كل الاحتمالات في الجولة المقبلة والأخيرة.
وطرح هذا التعادل أسئلة متباينة حول اختيارات المدرب ومعضلة الإجهاد البدني وحقيقة المنافسين، رغم التكهنات المسبقة التي راهنت على الإنجليز لعدة اعتبارات أولها امتلاكهم لقوة هجومية هائلة وثانيا لوقوعهم في مجموعة سهلة نسبيا.
ويملك المنتخب الإنجليزي قوة هجومية كبيرة ذات أسماء لامعة على غرار هاري كين ورحيم ستيرلينغ وفيل فودين وجاك جريليش وماركوس راشفورد وكالفريت لوين وماسون مونت.
وكل هذه الأسماء لطالما علّق عليها محللون رياضيون ومتابعون لمسابقة البريميرليغ آمالا كبيرة من أجل الإيفاء بوعودها لقيادة منتخب الأسود إلى أول لقب قاري له، لكنها للأسف لم تقدم ما يشفع لها من أجل المضي بخطى ثابتة في البطولة الأوروبية.
وقال مهاجم إنجلترا هاري كين الذي لم يعرف طريق الشباك للمباراة الثانية على التوالي “ربما يكون التعادل نتيجة عادلة. دافعت أسكتلندا بشكل جيد، ولم نقدّم أفضل أداء لنا”.
المنتخب الإنجليزي يملك قوة هجومية كبيرة ذات أسماء لامعة لكنها لم تقدم ما يشفع لها من أجل المضي بخطى ثابتة في البطولة الأوروبية
وتابع “لعبت أسكتلندا من أجل إنقاذ حياتها في المسابقة وقد شاهدت ذلك اليوم. ليست النتيجة التي أردناها ولكنها خطوة إضافية للتأهل (إلى ثمن النهائي)”.
وللمباراة الثانية على التوالي لم يقدّم منتخب إنجلترا أداء مقنعا على الصعيد الهجومي، لكنه خرج من المباراة الأولى بفوز ثمين (1 – 0) أمام كرواتيا.
ويكفي القول إن كين هو هداف البريميرليغ وأكثر لاعب صنع أهدافا في المسابقة خلال الموسم الماضي، لكنه لم يظهر بصورته المعهودة مع إنجلترا حتى الآن.
وعلى العكس تماما من إنجلترا فقد تمكن باتريك شيك مهاجم تشيكيا من حجز مقعد في قائمة هدافي اليورو خلال النسخة الحالية بتسجيله الهدف الشخصي الثالث إثر التعادل مع كرواتيا (3 – 3).
ويؤكد شيك لكل من اختاره في تشكيلته منذ البداية بأنه صفقة رابحة بكل المقاييس، إذ يعتلي حاليا قائمة هدافي البطولة، علما وأنه سجّل هدفي فوز منتخب بلاده على أسكتلندا في الجولة الأولى.
ويكفي منتخب تشيكيا التعادل أمام إنجلترا في الجولة الثالثة لضمان التأهل في صدارة المجموعة الرابعة.
وبهذا تبقى أمام شيك مباراتان على الأقل يخوضهما بحثا عن المزيد من الأهداف، وحتى يبرهن أنه الحصان الأسود وسط كتيبة المهاجمين الموجودة في يورو 2020.
ولم يعوّل كثيرون على شيك في “يورو فانتازي”، بسبب وجود العديد من النجوم أصحاب الأسماء الكبيرة، إلا أنه لفت الأنظار إليه بشدة بعد أول مباراتين من البطولة.
وانتقد قائد كرواتيا لوكا مودريتش البداية البطيئة لمنتخب بلاده، معبّرا عن خيبته بالتعادل و”عدم الفوز. دخلنا المباراة من دون تنظيم”.
وفي المجموعة الخامسة، عزّزت السويد حظوظها في التأهل إلى ثمن النهائي بارتقائها إلى الصدارة بعد فوزها على سلوفاكيا 1 – 0.
ويدين المنتخب السويدي بفوزه الأوّل في هذه النسخة بعد تعادل سلبي في مباراته الافتتاحية أمام إسبانيا، إلى لاعب وسط لايبزيغ الألماني إميل فورسبرغ صاحب هدف الفوز من ركلة جزاء.
ومني المنتخب السلوفاكي بخسارته الأولى بعد فوزه على بولندا المنقوصة عدديا 2 – 1، ليتجمد رصيده في المركز الثاني مؤقتا برصيد 3 نقاط.
وقال مدرب السويد ياني أندرسون “من الجيد الحصول على أربع نقاط بعد مباراتين”، مضيفا “لعبنا هذا العام (2021) سبع مباريات ولم تهتز شباكنا سوى مرة واحدة. كان يستحق مهاجمونا أكثر اليوم، كانوا رائعين في بعض الأحيان”.