تعاون إستراتيجي "طويل الأمد" بين سوريا وإيران

دمشق ـ وقعت دمشق وطهران مساء الاثنين في دمشق على اتفاق للتعاون الاقتصادي "طويل الأمد" شمل عدة قطاعات أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والزراعة والقطاع المصرفي.
ووصف رئيس الوزراء السوري عماد خميس الاتفاق عقب التوقيع على أنها "مرحلة تاريخية حقيقية لتعاون مشترك نوعي جديد متطور عما كان سابقا، هو اتفاقية التعاون الاقتصادي الطويل الأمد".
واعتبر خميس الاتفاق "رسالة إلى العالم عن حقيقة التعاون السوري والإيراني في المجال الاقتصادي"
وأكد خميس أن المشاريع التي يتضمنها الاتفاق "دلالة على أن سوريا جادة وبشكل كبير لتقديم التسهيلات الكثيرة والكثيرة جدا للأصدقاء في الشركات الإيرانية على الصعيد الخاص والعام للاستثمار في سوريا ولإعادة الإعمار بشكل حقيقي وفعلي" مشيرا إلى "تسهيلات تشريعية واجراءات إدارية وايضا في العملية التنفيذية".
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ان البلدين وقعا 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم "لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والعلمي والثقافي والبنى التحتية والخدمات والاستثمار والإسكان".
ومن بين الاتفاقيات تدشين "مرفأين هامين في شمال طرطوس وفي جزء من مرفا اللاذقية ووضع حجر الأساس لمحطة توليد الطاقة كهربائية باستطاعة 540 ميغا (...) والعشرات من المشاريع في مجال النفط وفي مجال الاستثمار الزراعي وبناء المستودعات النفطية"، بحسب خميس.
وأكد نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، الذي وصل دمشق بعد ظهر الاثنين، من جهته، استعداد بلاده للوقوف "إلى جانب سوريا في المرحلة القادمة المتمثلة في إعادة إعمار اقتصاد سوريا كما كنا إلى جانبها في مرحلة الحرب ضد الإرهاب".
وسيحظى حضور الشركات الإيرانية من القطاع الخاص في سوريا وتعاونها مع الشركات السورية من القطاع الخاص في مجالات الصناعة والتجارية وباقي المجالات ذات الاهتمام المشترك "بدعم من الحكومتين"، بحسب المسؤول الإيراني.
كما تم الاتفاق على تأسيس الغرفة التجارية المشتركة بين البلدين وفتح معرض دائم للسلع الايرانية.
وعبر جهانغيري عن أمله بأن "تصل العلاقات الاقتصادية بين البلدين بسرعة إلى مستوى العلاقات السياسية التي تربط الجانبين".
وعلى غرار موسكو، قدّمت طهران منذ بدء النزاع دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لدمشق. وبادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني بلغت قيمته حتى اليوم 5,5 مليار دولار، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه.
ومنحت شركات حكومية سورية الشركات الإيرانية حصرية التقديم على مناقصات، وفق ما ذكرت نشرة "سيريا ريبورت" الإلكترونية.
ووقع البلدان في اغسطس 2018 اتفاقية تعاون عسكرية تنص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية وذلك خلال زيارة أجراها وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إلى سوريا.