تعافي أرباح سامسونغ يتراجع بفعل بطء أعمال الذكاء الاصطناعي

سيول – رجح محللون أن تسجل شركة سامسونغ للإلكترونيات زيادة بأكثر من أربعة أمثال في أرباحها الفصلية التي ستعلن عنها الثلاثاء بفضل تحسن الطلب على الرقائق، لكن وتيرة تعافيها تتراجع، حيث إنها بطيئة في الاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي.
وبلغت أرباح أكبر شركة في العالم لتصنيع رقائق الذاكرة والهواتف الذكية وأجهزة التلفاز، 10.33 تريليون وون (7.67 مليار دولار) في الربع الثالث من هذا العام، وفقا لمتوسط توقعات من 29 محللا مع مجموعة بورصات لندن. وهذه قفزة من 2.43 تريليون وون قبل عام (1.5 مليار دولار)، لكنها لم تتغير كثيرا عن 10.44 تريليون وون التي تم الإبلاغ عنها في الربع السابق.
ويقول محللون إن سوق أشباه الموصلات العالمية تتعافى من تباطؤ العام الماضي، مدفوعا بالرقائق المستخدمة في خوادم الذكاء الاصطناعي، لكن تعافي الطلب على الرقائق التقليدية المستخدمة في الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية يتباطأ.
وتكافح الشركة الكورية الجنوبية للحاق بمنافسيها الأصغر أس.كي هاينكس وميكرون في سباق لتوريد شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى إنفيديا، في حين تواجه منافسة متزايدة من المنافسين الصينيين على شرائح السلع الأساسية.
ومن المتوقع أن يتحول قسم الشرائح إلى ربح تشغيلي قدره 5.5 تريليون وون عن العام السابق، ولكن هذا سينخفض بنسبة 15 في المئة عن الربع السابق، كما تضرر بسبب تخصيص سامسونغ لمخصصات للمكافآت، وفقا لتقديرات من 10 محللين جمعتها رويترز.
والاستجابة المتأخرة من سامسونغ لسوق شرائح الذكاء الاصطناعي ذات الهامش الأعلى وتعرضها الأكبر للصين وشرائح الهاتف المحمول التقليدية مقارنة بنظيراتها جعلاها أكثر عرضة للمخاطر الجيوسياسية والطلب الضعيف.
وقال دانييل كيم، المحلل في شركة ماكواري إكويتي ريسيرش، في مذكرة حديثة، “من المرجح أن تخسر سامسونغ لقب البائع الأول لذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية في حالة ضعف سوق ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية السلعية”.
وكان كيم يشير هنا إلى رقائق ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (دي.آر.أي.أم) المستخدمة على نطاق واسع في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.
وقال “هذا يعني أن فائض المعروض من ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية التقليدية من المرجح أن يضر سامسونغ أكثر بكثير من أس.كي هاينكس”.
ويأتي ذلك بينما توقعت شركة ميكرون الشهر الماضي نتائج الربع الأول قبل تقديرات وول ستريت، وأعلنت عن أعلى إيرادات ربع سنوية في أكثر من عقد من الزمن على خلفية الطلب المتزايد على رقائق الذاكرة المستخدمة في صناعة الذكاء الاصطناعي.
ونفى رئيس مجلس إدارة سامسونغ جاي واي لي خلال مقابلة مع رويترز الاثنين اهتمام الشركة بفصل أعمال تصنيع الرقائق التعاقدية وكذلك أعمال تصميم الرقائق المنطقية.
23
في المئة نسبة انخفاض أسهم سامسونغ للإلكترونيات حتى الآن هذا العام، متخلفة عن ارتفاع أي.كي هاينكس بنسبة 23 في المئة
وعندما سُئل عما إذا كانت الشركة تفكر في تقسيم أعمال تصنيع الرقائق المسماة فاوندري أو أعمال تصميم الرقائق المنطقية شركة سيستم أل.أس.آي، قال لي لرويترز “نحن متعطشون لتنمية الأعمال. لسنا مهتمين بتقسيمها”.
وأضاف أن “مشروع سامسونغ لبناء مصنع رقائق جديد في تايلور بولاية تكساس كان صعبا بعض الشيء، بسبب الوضع المتغير وانتخابات الرئاسة الأميركية”.
وقدر المحللون أن عمليات الرقائق غير المتعلقة بالذاكرة لشركة سامسونغ، أي تصميم الرقائق وأعمال التصنيع التعاقدي، استمرت أيضا في تحقيق خسارة في الربع الثالث، حيث تكافح للتنافس مع الشركة التايوانية الرائدة المهيمنة على السوق تي.أس.أم.سي، والتي تعد أبل وإينفيديا من بين زبائنها.
وأفادت وكالة رويترز في سبتمبر الماضي، بأن سامسونغ تخفض ما يصل إلى 30 في المئة من موظفيها في الخارج في بعض الأقسام، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الشركة.
ويقول محللون إن مبيعات الهواتف القابلة للطي الفاخرة من المرجح أن تكون مخيبة للآمال أيضا، مما يؤثر سلبا على أرباح سامسونغ التي تواجه منافسة متزايدة من منافسين صينيين مثل هواوي.
وسجلت أعمال الهاتف المحمول والشبكات التابعة لها ربحا تشغيليا بلغ 2.6 تريليون وون في الربع الثالث من هذا العام، بانخفاض قدره الخمس عن العام السابق، وفقا لتقديرات 10 محللين جمعتها رويترز.
وانخفضت أسهم سامسونغ للإلكترونيات بنسبة 23 في المئة حتى الآن هذا العام، متخلفة عن ارتفاع أي.كي هاينكس بنسبة 23 في المئة.