تطويع التكنولوجيا يُبرز طابع التفرد في أحدث شاحنات فولفو العملاقة

غوتنبرغ (السويد) - فرضت مسألة صداقة البيئة على مصنعي الشاحنات العملاقة تسريع التحول لابتكار نماذج تنسجم مع هذا الاتجاه، وتبدو فولفو التي تعد الأشهر في هذه الفئة إلى جانب دايملر وتراتون التابعة لمجموعة فولكسفاغن مهتمة كثيرا بتوفير طرز عملية.
ويتخذ نشر أسطول من الشاحنات العملاقة المستخدمة في نقل البضائع والشحن بين المدن منعطفا جديدا مع اندفاع فولفو بشكل أكبر في هذا السباق بتقديم نموذج متطور قد يغير نظرة السائقين إلى القيادة.
وتنضم الشركة السويدية إلى العدد المتزايد من مصنعي الشاحنات من الفئة الثامنة، الذين يتعمقون في عالم التنقل الكهربائي وينتجون منصات لا ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون.
ولعل جنوح الشركة إلى اعتماد هذه التكنولوجيا بشكل أكبر يمهد الطريق لفتح أبواب انتشارها مستقبلا رغم اعتقاد البعض بوجود عقبات تتركز في نقص البنية الأساسية، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة.
ومع الإشادات الكبيرة التي يصدرها الخبراء لتحويل الشاحنات إلى "صناديق نظيفة" منذ فترة، إلا أنها لم تنتشر على نطاق واسع حتى الآن، وأن أغلب الطرز التي تعمل حاليا هي مجرد أسطول اختباري لقياس مدى قدرة النماذج على النجاح قبل طرحها بشكل أوسع.
وتعتمد الشاحنة التي كشفت عنها مؤخرا الشركة والتي بدأت بالفعل تعمل في جنوب كاليفورنيا من خلال فريق الأداء التابع لعملاق الشحن الدنماركي ميرسك، على جرار فولفو في.أن.آر 300 وهي تُستخدم عادةً للرحلات اليومية القصيرة ومتوسطة المسافة.
ولا تتأثر هذه الفروق الدقيقة في نطاق البطارية والبنية التحتية للشحن التي تهم العديد من مالكي الأساطيل والسائقين.
وفي هذا القطاع، وبالنسبة إلى السيارات والدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة، بالإضافة إلى كل منصة سيارات أخرى في طور التحول إلى الكهرباء، فإن الاهتمام الجماعي للمتحمسين والمستخدمين هو احتمال القضاء على محركات الاحتراق الداخلي.
وهذا الشعور يبرزه رئيس شركة شاحنات فولفو في أميركا الشمالية بيتر فورهوف والذي يقول إن أهداف تقليل التأثير المناخي لن تتحقق إلا عبر تعاون لمحطات توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بالاحتراق الداخلي والبطارية والكهرباء وخلايا الوقود الكهربائية.
وبحسب المواصفات الفنية التي أشارت إليها منصة "موتور تريند" المتخصصة في عالم السيارات، فإن الفئة 8 التي تعمل بالبطارية في شاحنة فولفو تولد قوة مقدارها 455 حصانا و4051 رطل قدم من عزم الدوران.
وبالمقارنة مع محرك فولفو دي 13 تي.سي وناقل الحركة الأوتوماتيكي آي - شيف ذي اثنتي عشر سرعة والموجود في شاحنة في.أن.أل 860، المحرك الرئيسي للشركة الذي يعمل بالديزل لمسافات طويلة، فإن إعداد محرك في.أن.آر 300 هو مثال لشيء كبير في حزمة صغيرة.
وتتوفر شاحنات فولفو في.أن.آر الكهربائية من الفئة الثامنة كجرارات بمقصورة عادية أو شاحنات مستقيمة الكابينة والشاسيه، ومختلفة عن سلسلة في.أن.أل للشركة من خلال قاعدة عجلاتها الأقصر وطول غطاء المحرك، ووزنها الخفيف.
واستنادا إلى متوسط سرعات الشحن بالكيلوواط في الساعة وحجم بطارية الشاحنة الإلكترونية، فإن الوحدة منخفضة التكلفة ستجلب البطاريات إلى 80 في المئة من الشحن في سبع ساعات.
◙ الشاحنة التي كشفت عنها تعتمد على جرار فولفو في.أن.آر 300 وتستخدم للرحلات اليومية القصيرة والمتوسطة
وعلى العكس من ذلك، يمكن لشواحن البطاريات الأكبر والأكثر تكلفة والمثبتة بشكل دائم على سبيل المثال إعداد 250 كيلوواط في الساعة أن تملأ ست خلايا للشاحنة إلى 80 في المئة في إطار زمني أقل من 90 دقيقة (أربع بطاريات مشحونة في ساعة).
ويمكن تجهيز في.أن.آر الكهربائية بموصلات من نوع سي.سي.أس 1 أو سي.سي.أس 2.
ويعد تقدير المسافة المقطوعة (المدى) المهمة لكل وحدة أمرا صعبا، حيث تؤثر المتغيرات، مثل الحمولة ودرجة الحرارة وحالة البطارية وما إلى ذلك، على المسافة التي يمكن أن تغطيها منصة الحفر الإلكترونية.
وفي النهاية يرى فورهوف أن وقت الشحن وإخراج الطاقة واستنفادها من أهم المتغيرات في اختيار شواحن البطاريات للشاحنات الكهربائية.
وفي أسواقها الرئيسية للشاحنات، في الصين وأميركا الشمالية وأوروبا، تقول فولفو إنها تؤكد توقعاتها لمبيعات الشاحنات في الأسواق ككل، رغم أن هناك مستوى مرتفعا من الغموض وممانعة شركات وضع خطة بشأن مركباتها.