تطوان تحتفي بفن الأشرطة المرسومة بحضور أبرز رموزه العالميين

أشغال المنتدى تنطلق في فضاءات المعهد الوطني للفنون الجميلة وستحتضن معارض دولية كبرى إضافة إلى تقديم أفلام لسينما التحريك.
الاثنين 2022/05/23
فن يمزج الرسم بالكتابة

تطوان (المغرب)- تنطلق يوم الإثنين الثالث والعشرين من مايو الجاري بمدينة تطوان المغربية فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمنتدى الدولي للأشرطة المرسومة، والتي تتواصل إلى غاية الثامن والعشرين من نفس الشهر.

وتنظم التظاهرة سنويا كل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان بشراكة مع جمعية “شوف”.

وتشارك في هذه الدورة دول المغرب والكونغو برازافيل والكونغو الديمقراطية والكاميرون وساحل العاج وأنغولا وغينيا والعراق وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا (والوني بروكسيل)، ترسيخا وتعميقا لاتفاقيات الشراكة والتعاون التي تجمع المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان بمدارس الفن التاسع في أفريقيا وآسيا، وبالمعهد الفرنسي في المغرب والمعهد الثقافي الإسباني “ثيرفانتيس” والمندوبية العامة لوالوني بروكسيل بالرباط.

تنطلق أشغال المنتدى في فضاءات المعهد الوطني للفنون الجميلة، صباح  يوم الإثنين، أما مساء يوم الرابع والعشرين من مايو، فتكون الانطلاقة الفعلية مع حفل افتتاح الدورة الحالية من المنتدى، بتكريم الفنان الراحل علي نخشة، الأستاذ السابق بالمعهد ومدير مدرسة الصنائع والفنون الوطنية سابقا.

كما يكرم المنتدى فنان الأشرطة المرسومة، الملتزم، محمد النضراني وفنان الأشرطة المرسومة ورسام الكاريكاتير محمد الخو، مع التنويه بفنانَين واعدين في فقرة خاصة، ويتعلق الأمر بالفنانة سارة ناجي والفنان عبدالسلام معتقيد، وهما من خريجي المعهد الوطني للفنون الجميلة خلال السنوات الأخيرة.

مثلما يشهد حفل الافتتاح توقيع اتفاقية شراكة بين المعهد الوطني للفنون الجميلة ومهرجان “بليلي” للأشرطة المرسومة بالكونغو برازافيل، مع زيارة معرض “كوبوني، للأشرطة المرسومة الأفريقية”، الذي ينظم بالتعاون مع المعهد الفرنسي بالمغرب.

وعلى مدى ستة أيام، سيكون جمهور الفن التاسع على موعد مع أجمل وأرقى معارض الأشرطة المرسومة، وكذا اللقاء بالفنانين والمتخصصين في الأشرطة المرسومة عبر العالم، قبل أن تتوج الدورة الحالية، في حفل الاختتام الكبير، بالإعلان عن الفائزين بجائزة “مواهب أفريقيا” والجائزة الوطنية “قطرة ماء في كل تجلياتها”، إلى جانب توقيع اتفاقية شراكة بين المعهد الوطني للفنون الجميلة والنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام.

كما ستعرف هذه الدورة تقديم معارض دولية كبرى، من بينها معرض بشراكة مع معهد ثيرفانتيس بمشاركة فنانات إسبانيات، ومعرض بشراكة مع المندوبية العامة لوالوني بروكسيل في رواق المكي مغارة. كما تنفرد الدورة بتقديم أفلام لسينما التحريك في قاعة سينما أبينيدا، وفي مقدمتها فيلم “فلينتينا” الحاصل على جوائز دولية مرموقة، وفيلم التحريك “الثعلب الكبير الشرير” الذي سيعرض في قاعة المعهد الفرنسي بتطوان.

وعشّاق الأشرطة المصورة يعتبرونها فنّا قائما بذاته، يطلقون عليه لقب “الفن التاسع”، بالرغم من عدم الإقرار بالتلفزيون فنّا ثامنا، واعتباره تابعا للسينما. ويعتبرون أن جذوره تعود إلى العصور القديمة، ويضربون أمثلة على ذلك برسوم المعابد الفرعونية، ودساتير الأدوية لدى شعوب المايا المعروفة، وأفاريز “البنتنون” بأثينا، ومسلّة تراجان بروما، والنقوش السفلى لمعبد أنكور بكمبوديا.. وكلها لوحات تقوم على تعاقب صور أو نقوش تروي حكايات.

 حفل الافتتاح يشهد توقيع اتفاقية شراكة بين المعهد الوطني للفنون الجميلة ومهرجان "بليلي" للأشرطة المرسومة بالكونغو برازافيل

غير أن مؤرخي الفنون لا يجدون في البعد السردي لتلك الأعمال ما يفرد لها موقعا داخل الفنون البصرية. والأرجح في رأيهم أن البداية الفعلية كانت في أواخر القرن التاسع عشر، عام 1896 تحديدا، مع ظهور شريط “الطفل الأصفر” بـ”تروث مغازين”، وإن اختلفوا في تعريفه، فهو في نظر رودولف توبفر، مبتدع الأشرطة المصورة، أدب في شكل لوحات مرسومة، وفي نظر ويل إيزنر فن تعاقبي أو سرد مرئي، وقد استقر الرأي اليوم على أنه مجموعة من رسوم متعاقبة مشفوعة بنص سردي حواري في أغلبه، يخدم أحدهما الآخر، حيث لا يفهم النص إلا بالصورة، ولا تفهم الصورة بغير النص.

استند هذا الفن في بداياته إلى الصحف والمجلات، التي كانت تحتضن محاولات محدودة للوحات تروي طرفة أو حادثة مضحكة أو موقفا ساخرا من بعض مظاهر الحياة في ذلك الوقت. ولما استحسنها القراء صارت تجمع تلك اللوحات في كتيّبات دورية، قبل أن ترى النورَ دورُ نشر متخصصة في هذا الفن الجديد الذي وجد جمهوره في أوساط الناشئة، عملت على ترسيخه وتطويره، خصوصا وأن إنجازه لا يتطلب غير فنان واحد يتولى كتابة السيناريو والرسم، حينما كانت الكتب لا تستعمل الألوان، أو ثلاثة متخصصين في المجالات الثلاثة أي التأليف والرسم والتلوين، فظهرت ألبومات متنوعة تحوي أكثر من حكاية، وسلاسل تحوم حول بطل ما في حلقات متتابعة.

ومع تزايد اهتمام شريحة معينة من القراء تستهويها قراءة الكتب المصورة، ظهرت روايات مرسومة في كتب مستقلة Graphicnovel.

برزت في هذا الفن، الذي تحاول تطوان التركيز على أهم سماته، ثلاث مدارس بتسميات مختلفة: “بي دي” B. D لدى المدرسة الأوروبية خصوصا في بلجيكا وفرنسا، و”كوميك” و”ستريب كوميك” في المدرسة الأميركية، و”مانغا” عند المدرسة الآسيوية وخصوصا اليابان.

12