تطبيق إخباري في أوروبا يتلاعب بأخبار الحرب في غزة

لندن - أصدرت إدارة التحرير في تطبيق “آب داي” (Upday) -أكبر تطبيق لتجميع الأخبار في أوروبا- أمرا لمحرريها بالحد من أخبار ضحايا القصف الإسرائيلي من الفلسطينيين.

وذكر موقع “ذا إنترسبت” أن إدارة التطبيق أصدرت توجيهات لتلوين تغطية الشركة للحرب في غزة بالمشاعر المؤيدة لإسرائيل، وفقًا لمقابلات مع موظفين بالشركة ووثائق داخلية.

وتضمن توجيه إدارة “آب داي”، وهي شركة تابعة لشركة النشر العملاقة “أكسل سبرينغر” (Axel Springer) ومقرها ألمانيا، تعليمات لإعطاء الأولوية للمنظور الإسرائيلي وتقليل الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين في التغطية، وفقًا للموظفين.

وقال أحد الموظفين، في إشارة إلى الإشعارات الفورية والتنبيهات المرسلة إلى ملايين الهواتف، “لا يمكننا دفع أي شيء يتعلق بعدد القتلى أو الضحايا الفلسطينيين دون ظهور معلومات حول إسرائيل في مكان أعلى من القصة”.

وقال الموظفون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحماية سبل عيشهم، إن هناك انزعاجًا واسع النطاق في جميع أنحاء الشركة بشأن التحركات.

وقالت جوليا سومرفيلد، ممثلة شركة “أكسل سبرينغر”، “نحن نرفض بشدة هذه الادعاءات. لم نوجه صحافيينا إلى تجاهل الضحايا المدنيين في غزة، ولم نطلب من محررينا التلاعب بالتغطية الإخبارية، ولم تشارك إدارة الشركة في أي قرارات تحريرية. تستند المبادئ التوجيهية التحريرية لموقع ‘آب داي’ على المبادئ الصحفية”.

وأضافت “التغطية الإخبارية لموقع ‘آب داي’ تتبع هذه المبادئ، ويتم اتخاذ كل قرار تحريري من قبل صحافيين مدربين”.

لكن “ذا إنترسبت” رصد ما يخالف ذلك، متمثلا في التقدير الكبير الذي يكنه كبار مسؤولي “آب داي” لإسرائيل، ما بدا واضحًا في الاتصالات اليومية بتطبيق “سلاك” الخاص بالشركة، والذي يُظهر علما إسرائيليا بجانب الصورة الرمزية للرئيس التنفيذي للشركة توماس هيرش، وفقًا للموظفين.

وفي توجيهاتها حذرت “آب داي” موظفيها من نشر أي عناوين يمكن أن “يساء فهمها” على أنها مؤيدة للفلسطينيين، ونبهت إلى ضرورة عدم الاستشهاد بالجماعات الفلسطينية المسلحة في العناوين الرئيسية.

ووفقا للموظفين أعطت الشركة تعليمات “لدعم الشعب اليهودي وحق إسرائيل في الوجود”.

وتم إصدار تطبيق “آب داي” لأول مرة في عام 2016، وهو يخدم أكثر من 30 دولة، ويستخدمه عشرات الملايين من الأشخاص بفضل صفقة مع شركة سامسونغ التي تقوم بتحميل التطبيق مسبقًا على أجهزتها.

وتمتلك شركة “أكسل سبرينغر” في الولايات المتحدة حصة أغلبية في موقع “إنسايدر” الإخباري واشترت صحيفة “بوليتيكو” في عام 2021.

وتعرضت الشركة لانتقادات بسبب تشغيل إمبراطوريتها الإخبارية وفقًا للمبادئ المحافظة، ومن بين مواقفها المعروفة دعمها القوي لإسرائيل.