تضارب في المواقف بشأن قبول حماس بمقترح ويتكوف

غزة - تضاربت المواقف بشأن قبول حركة حماس بمقترح مطور للمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة، لتبدد بذلك أجواء التفاؤل بقرب التوصل إلى تسوية تنهي معاناة الفلسطينيين في القطاع.
ونفى ويتكوف أن تكون حركة حماس قبلت بمقترحه، على خلاف ما صرحت به مصادر قريبة من الحركة الفلسطينية الاثنين.
ونقل موقع “إكسيوس” عن ويتكوف قوله “ما رأيته من حماس مُخيب للآمال، وغير مقبول بتاتًا.”
وكان مسؤول فلسطيني مقرب من حماس صرح في وقت سابق، بأن الحركة وافقت على “عرض يعتبر تطويرا لمسار المبعوث الأميركي ويتكوف.”
وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإن العرض يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء من المحتجزين لدى حماس على دفعتين، مقابل هدنة لمدة 70 يوما والانسحاب الجزئي التدريجي من قطاع غزة وإطلاق سراح أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بينهم عدة مئات من أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات.
وأضاف المسؤول “ستبدأ مفاوضات غير مباشرة حول هدنة طويلة الأمد ومتطلباتها، وتمكين لجنة الإسناد المجتمعي المستقلة لإدارة قطاع غزة.”
العرض يتضمن إطلاق سراح 10 إسرائيليين أحياء من المحتجزين لدى حماس على دفعتين، مقابل هدنة لمدة 70 يوما
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء.
ويرى متابعون أن تصريحات ويتكوف، وما سبقها من تراجع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إشارات توحي بقرب التوصل إلى صفقة، تشي بأن الأمور لا تزال عالقة في المربع الأول.
وكان نتنياهو قال، الاثنين، إنه يأمل أن يتم الإعلان خلال ساعات عن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.
وأوضح نتنياهو في تصريح مقتضب “إطلاق سراح مختطفينا هو في صدارة أولوياتنا، وآمل جدا أن نتمكن من الإعلان عن شيء بهذا الشأن. إن لم يكن اليوم، فغدا.” لكنه تراجع لاحقا عن تلك التصريحات، مشيرا في بيان أصدره مكتبه إن “المقصد لم يكن بشكل ملموس (يشير) إلى اليوم أو غدًا، بل إلى الجهود الدائمة المبذولة للتوصل إلى صفقة.”
في المقابل تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تحفظات للحكومة حيال المقترح المطروح حاليا على طاولة التفاوض، واعتبرت أنه أبعد ما يكون عن المقترح الذي سبق وطرحه ويتكوف.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية “وفقا لمقترح ويتكوف الأصلي، سيتم إطلاق سراح 10 مختطفين على دفعتين، أما حماس، من جهتها، فتتحدث عن إطلاق سراح خمسة مختطفين في الدفعة الأولى، وخمسة آخرين بعد 60 يوما من وقف إطلاق النار.”
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه قوله، إن تل أبيب “رفضت مقترحا صباح الاثنين صاغه رجل الأعمال الأميركي – الفلسطيني بشارة بحبح بعد مباحثات أجراها الليلة السابقة مع حماس.”
وأضاف المسؤول ذاته “الأميركيون لم يجروا مشاورات مسبقة مع إسرائيل بشأن المقترح، الذي ينص على إطلاق سراح 10 مختطفين على دفعتين وإعلان وقف لإطلاق النار لمدة 70 يوما.”
واعتبر أن قبول هذا المقترح “يعد فعليا استسلاما لحماس، على خلفية أن بحبح صاغ الاقتراح بالتنسيق مع حماس، ما يجعله مقبولا لدى التنظيم.”
نتنياهو يأمل أن يتم الإعلان خلال ساعات عن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة
وأنهت إسرائيل فعليا في 18 مارس اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع حماس في يناير وواصلت حملتها العسكرية في غزة. وبدأت حماس والفصائل المتحالفة معها في إطلاق الصواريخ وشن هجمات بعد ذلك بيومين.
وربطت حماس إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين احتجزهم مسلحوها في هجمات على مجتمعات محلية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 والموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، بانسحاب إسرائيل الكامل من غزة.
من جهته شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي مرارا على أن إسرائيل لن تكون مستعدة للموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار إلا مقابل إطلاق سراح الرهائن، متعهدا بأن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بعد القضاء على حماس.
ويعتقد متابعون أن حماس أرادت على ما يبدو من تسريب خبر موافقتها على مقترح مطور لرؤية ويتكوف، المناورة، في ظل ضغوط تواجهها من الإدارة الأميركية للقبول بالمقترح الأصلي، والذي لا يلبي تطلعاتها.
وصرح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأحد، بأنه يريد إنهاء الحرب في غزة “بأسرع وقت ممكن.”
وشنت إسرائيل حربا جوية وبرية في غزة بعد الهجوم الذي شنه مسلحون بقيادة حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص حسب الإحصاءات الإسرائيلية وخطف 251 رهينة والتوجه بهم إلى غزة.
وأدى الصراع إلى مقتل ما يقرب من 54 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية في غزة، وتدمير القطاع الساحلي. وتقول جماعات الإغاثة إن علامات سوء التغذية الحاد منتشرة على نطاق واسع.